كشف الجندي السابق في البحرية الأمريكية، دانيال لاكماخر، وهو اليوم عضو بتجمع المحاربين القدماء ضد الحرب، أن العسكريين الإسرائيليين كان لهم دور كبير في عمليات الاستجواب في معتقل غوانتانامو سيء السمعة الذي عمل به أثناء خدمته العسكرية في الفترة من عام 2005 إلى 2009.
وقال الجندي الأمريكي "لاكماخر"، في حديث لوسائل إعلام أمريكية، تابعته "وكالة سند للانباء"، إن الجنود الأمريكيين تلقوا تحذيرات مرارا بأن أي تعاطف مع المعتقلين يعني أن الجندي نفسه أصبح مصدر تهديد، وسينتهي به الأمر في زنزانة مجاورة لهم.
وتابع القول، كان بعض السجناء يعاملون في الأقفاص بصورة أسوأ من معاملة أغلب الحيوانات في العالم، وهم مجرد مزارعين من أفغانستان أو رعاة أغنام من اليمن.
وأشار "لاكماخر"، إلى أنه كان هناك معتقلون معزولون تماما ولا يمكنهم التواصل مع أي سجين آخر، مشيرا إلى أن التواصل معهم كان فقط من خلال العسكريين الأمريكيين، والعسكريين الإسرائيليين الذين كانوا يحضرون جلسات الاستجواب.
ولفت إلى أن معتقل غوانتانامو لا يزال مفتوحا بعد 20 عاما، بل وأصبحت الطريقة التي يسجن بها المعتقلون فيه دون محاكمة نموذجية.
وأوضح "لاكماخر"، أن الاعتقال بهذه الطريقة في غوانتانامو شكل سابقة تستند إليها القوات الإسرائيلية فيما تقوم به من اعتقالات إدارية بلا مدة محددة.
وأكد أنه ترك البحرية الأمريكية لأن ضميره لم يقبل الحرب، واختار أن يتكلم علنا لأنه لا يمكن أن يتعايش مع نفسه إذا ظل صامتا.
وختم بالقول إنه يرغب في أن يوضح للجنود الأمريكيين الذين يخدمون في غوانتانامو، إذا كانوا يتساءلون عما يحدث ويرفضونه، أنهم ليسوا وحدهم، وعليهم أن يتواصلوا مع جهات يمكن أن تقدم لهم الدعم.
ضابط سابق في البحرية الأمريكية يكشف أسرارا عن #غوانتانامو وعلاقة إسرائيل بالاستجوابات مع السجناء pic.twitter.com/epOS2lF1W6
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 20, 2025
ويقع هذا المعتقل سيء السمعة على جزيرة في خليج غوانتانامو بكوبا، وهي أراضي مستأجرة من كوبا سنة 1903، وبدأت السلطات الأمريكية باستعماله في سنة 2002، وذلك لسجن من تشتبه في كونهم إرهابيين.
ويعتبر السجن سلطة مطلقة لوجوده خارج الحدود الأمريكية، وذلك في أقصى جنوب شرق كوبا، وتبعد 90 ميل عن ولاية فلوريدا الأمريكية، ولا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذي جعل منظمة العفو الدولية تقول أن معتقل غوانتانامو الأمريكي يمثل همجية هذا العصر.