الساعة 00:00 م
السبت 26 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.83 جنيه إسترليني
5.11 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.12 يورو
3.62 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بترت صواريخ الاحتلال ساقها.. صابرين وتامر ينتصران لحبهما رغم جراح الحرب

وسط الرماد.. مبادرات التفريغ النفسي تحيي أرواحًا أنهكها الرعب في غزة

ترجمة خاصة.. الغارديان: الاحتلال يدمر أراضي محيط غزة لإنشاء "منطقة قتل"

حجم الخط
منطقة قتل2.jpg
غزة- وكالة سند للأنباء (ترجمة خاصة)

قالت صحيفة الغارديان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر مساحات شاسعة من الأراضي داخل محيط غزة وأمر قواته بتحويل المنطقة إلى "منطقة قتل" بحيث أصبح أي شخص يدخلها هدفًا، وفقًا لشهادة الجنود الذين نفذوا الخطة.

وقال مقاتلون إسرائيليون إنهم تلقوا أوامر بتدمير المنازل والمصانع والأراضي الزراعية على مسافة كيلومتر واحد تقريبا (0.6 ميل) داخل محيط غزة لإنشاء "منطقة عازلة"، ووصف أحدهم المنطقة بأنها تشبه هيروشيما اليابانية.

وتُعد هذه الشهادات من أوائل روايات الجنود الإسرائيليين التي تُنشر منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقد جمعتها منظمة " كسر الصمت" اليسارية الإسرائيلية. وقد أجرت صحيفة الغارديان مقابلات مع أربعة من الجنود الذين أكدوا هذه الروايات.

نُشر تقريرٌ بعنوان "المحيط" ذكر أن الهدف المعلن للخطة هو إنشاء شريطٍ سميك من الأرض يوفر رؤيةً واضحةً لقوات الاحتلال لتحديد هوية الفلسطينيين وقتلهم.

وأضاف التقرير: "كان من المفترض أن تخلو هذه المساحة من المحاصيل والمنشآت والأشخاص. وقد هُدمت تقريبًا جميع المنشآت والبنية التحتية والمباني داخل المحيط".

وأضاف التقرير أن الجنود تلقوا "أوامر بالتدمير المتعمد والمنهجي والمنظم لكل ما كان ضمن المحيط المحدد، بما في ذلك الأحياء السكنية بأكملها والمباني العامة والمؤسسات التعليمية والمساجد والمقابر، مع استثناءات قليلة للغاية".

لكن النتيجة النهائية كانت إنشاء "منطقة موتٍ هائلة"، كما ذكر التقرير. "الأماكن التي عاش فيها الناس، وزرعوا، وأقاموا فيها الصناعات، تحولت إلى أرضٍ قاحلةٍ شاسعة، شريطٌ من الأرض أُبيد بالكامل".

وتمتد المنطقة على طول حدود قطاع غزة من ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​في الشمال إلى الزاوية الجنوبية الشرقية للقطاع بجوار مصر.

روتين التدمير والتفجير

قال رقيب في سلاح المهندسين القتاليين إنه بمجرد أن تصبح منطقة في المحيط "خالية إلى حد كبير من سكان غزة، بدأنا في الأساس في الحصول على مهام تتعلق بتفجير المنازل أو ما تبقى منها".

كان هذا هو الروتين، كما قالوا: "استيقظوا صباحًا، وكل فصيلة تحصل على خمسة أو ستة أو سبعة مواقع، سبعة منازل يُفترض أن تعمل عليها. لم نكن نعرف الكثير عن الأماكن التي كنا ندمرها أو سبب قيامنا بذلك. أعتقد أن هذه الأمور اليوم، من وجهة نظري الآن، غير مشروعة. ما رأيته هناك، على حد علمي، كان يتجاوز ما أستطيع تبريره".

فيما قال أحد الجنود الذين أدلى بشهادته لمنظمة "كسر الصمت"، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن وحدتهم أُمرت بإطلاق النار على أي شخص في محيط المنطقة فور رؤيته. وأضاف أن عقلية وحدتهم كانت أنه لا وجود لما يُسمى "مدنيًا"، وأن كل من يدخل محيط المنطقة يُعتبر "إرهابيًا".

ويبدو أن القواعد المتعلقة بمن يمكن قتله بمجرد رؤيته تختلف باختلاف الوحدات، وفقا للروايات.

قال رقيب في سلاح المدرعات إنه في عام ٢٠٢٤ أُمر بإطلاق النار بقصد القتل على أي رجل بالغ يدخل السياج. وأضاف: "بالنسبة للنساء والأطفال، كان الأمر: إطلاق النار للفرار، وهو ما يعني إطلاق نيران دبابة".

لكن نقيبًا في وحدة مدرعات، عمل في غزة في وقت سابق من الحرب، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وصف منطقة الحدود بأنها "منطقة قتل"، قائلًا: "الخط الحدودي منطقة قتل. كل من يتجاوز خطًا معينًا، حددناه، يُعتبر تهديدًا ويُحكم عليه بالإعدام".

وقال نقيب آخر إنه "لم تكن هناك قواعد اشتباك واضحة في أي وقت"، ووصف "استخدامًا مكثفًا للقوة النارية، خاصةً مع الدبابات". وأضاف: "كان هناك الكثير من التحريض على إطلاق النار لمجرد التحريض، بين الرغبة في إحداث تأثير نفسي وبدون أي سبب".

وأضاف "انطلقنا في هذه الحرب بدافع الإهانة، والألم، والغضب، لم يكن هذا التمييز [بين المدنيين والمسلحين] ذا أهمية. لم يُعر أحدٌ أي اهتمام. قررنا اتباع خطٍّ... يُعتبر الجميع بعده مشتبهًا بهم.

وقال الجنود إنه لم يُوضَّح للفلسطينيين كيف سيعرفون أنهم يعبرون خطًا غير مرئي. "كيف سيعرفون؟ سؤال وجيه حقًا. لقد مات أو أُصيب عدد كافٍ من الناس عند عبور هذا الخط، لذا فهم لا يقتربون منه."

وقبل الحرب الأخيرة، أنشأت دولة الاحتلال منطقة عازلة داخل غزة تمتد إلى 300 متر، لكن المنطقة العازلة الجديدة كان من المقرر أن تتراوح بين 800 إلى 1500 متر، بحسب الشهادات.

وكشفت صور الأقمار الصناعية سابقًا أن جيش الاحتلال دمر مئات المباني الواقعة على بُعد كيلومتر واحد إلى 1.2 كيلومتر من السياج الحدودي، في عملية هدم ممنهجة تقول منظمات حقوقية إنها قد تُشكل عقابًا جماعيًا، ويجب التحقيق فيها كجريمة حرب.

وفي الأسبوع الماضي، صرّح وزير الجيش الإسرائيلي بأن الجيش سيسيطر على "مناطق واسعة" في غزة في هجوم جديد.

يُشكل هذا المحيط ما يزيد قليلاً عن 15% من مساحة قطاع غزة، وهو قطاع محظور تمامًا على السكان الفلسطينيين. ويمثل 35% من إجمالي الأراضي الزراعية في القطاع، وفقًا للتقرير.