تظهر صور التكافل الفلسطيني جليةً للناظر إليها، رغم البؤس والإجرام الإسرائيلي الذي يتوشح جميع الأهالي على اختلاف أماكنهم، بينما يبقى التحدي واحد والصمود والتكافل الشعبي بين الفلسطينيين سيد الموقف.
وتظهر في هذا الفيديو الذي تابعته "وكالة سند للأنباء" صورةٌ لتعزيز الصمود الفلسطيني، والتي تمثلت بتبرُّع مواطن فلسطيني لصديقه بشقة سكنية، بعد أن هدمت جرافات الاحتلال منزله في بلدة بروقين غرب سلفيت اليوم الثلاثاء.
وتقدم السيد "أو برامز" في مظهر يتجلى فيه التعزيز والتكافل الفلسطيني لصديقه بشقة مجهزة بمساحة 150 متراً دون مقابل، بعد أن هدم الاحتلال منزل الأخير.
وخاطب "أبو رامز" صديقه:" لا تحمل الهم، قوم نقِّل أغراضك وهي أمام الشباب وليس مجاملة، الشقة إلك مش ليوم ولا شهر ولا سنتين، بدون مقابل وهي مفاتيح البيت".
وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساعات صباح اليوم منزلين مأهولين في بلدة بروقين غرب محافظة سلفيت، بذريعة البناء في منطقة مصنفة "ج".
يُذكر أن عمليات هدم المنازل في المحافظة تصاعدت بشكل ملحوظ منذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة والضفة، ولا سيما في المناطق المصنفة "ج"، التي تشكل نحو 75% من مساحة المحافظة.
وتشهد محافظة سلفيت في الآونة الأخيرة تصاعدا ملحوظا في اعتداءات المستوطنين كذلك، التي تستهدف ممتلكات المواطنين وأراضيهم، في ظل غياب تام لأي رادع من قوات الاحتلال.
وفي سياق التصدي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، أظهر مقطع فيديو سيدة فلسطينية وعائلتها تصرخ في وجه جندي إسرائيلي "إحنا قاعدين في أرضنا"، بعد تنفيذ الاحتلال لعمليات هدم واسعة في بيت لقيا غرب رام الله.
وصرخت السيدة التي تجلس على ركام منزلها بوجه الجندي الإسرائيلي بجرأة وقوة "إنت انصرف من هان، هاذي أرضنا إحنا صامدين فيها وبنموت فيها إن شاءالله".
200 عملية هدم منذ بداية العام.. تنفيذ فعلي لمخطط فرض السيادة
بدوره، اعتبر رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، أن ما يجري في الضفة الغربية من إخطارات وعمليات هدم هو تنفيذ فعلي لتعليمات حكومة الاحتلال، وقرارات وزير المالية بتسليئيل سموتريتش ووزير الجيش يسرائيل كاتس، بهدم كل البيوت الفلسطينية التي بنيت في المناطق المصنفة "ج" والتي تُشكل 61% من مساحة الضفة.
وأوضح شعبان في حديثه لـ "وكالة سند للأنباء" أنّ الاحتلال هدم 200 منزل ومنشأة فلسطينية، منذ بداية العام الجاري، فيما تم توزيع 300 إخطار بالهدم.
ولفت شعبان، أن عمليات الهدم تتم بتنسيق بين جيش الاحتلال ومجلس المستوطنات وحكومة نتنياهو، لجعل عام 2025 عام فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة.
وبين أنه منذ العام 2015، تم توزيع نحو 8 آلاف إخطار بالهدم في الضفة الغربية، وأن قادم الأيام ستكون صعبة على هذا الصعيد.