قال موقع The Intercept الأمريكي إن حرب الإبادة الإسرائيلية تمثل أكثر الحروب دمويةً على الصحفيين في التاريخ الحديث في ظل تسجيل قتل 211 صحفيا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو رقمٌ مُذهل يتجاوز إجمالي عدد القتلى من الصحفيين خلال فترة الحرب العالمية الثانية بأكملها.
وأبرز الموقع أنه في خضم هذه الكارثة الإنسانية، يواصل الصحفيون الفلسطينيون في غزة أداء دورهم الحيوي، مُخاطرين بحياتهم لتوثيق الأحداث ونقل المعلومات المهمة للعالم.
وأشار إلى أنه ردًا على الاعتداءات على الصحفيين الفلسطينيين، أطلقت منظمة "قصص ممنوعة" في غزة، وهو مشروع تعاوني يجمع أكثر من 40 صحفيًا من 12 منظمة، بما في ذلك "مراسلون عرب من أجل صحافة استقصائية" و"ذا إنترسبت". مهمتهم: التحقيق في التهديدات غير المسبوقة التي يواجهها الصحفيون في غزة والضفة الغربية وكشفها.
ونقل الموقع عن هدى عثمان رئيسة تحرير "مراسلون عرب من أجل صحافة استقصائية"، قولها إن عمليات القتل أصبحت مألوفة بشكل مؤلم : "مشهد متكرر: استشهاد صحفي، ثم تأتي الأخبار، ثم ترى جثثهم وقد غطتها الدماء. ثم ترى حزن زملائهم وعائلاتهم".
وبالإضافة إلى هذا الخطر الشديد، تقول عثمان إن الواقع اليومي الذي يواجهه الصحفيون الفلسطينيون يصعب تصوره.
وتضيف عثمان: "معظمهم يعيشون في خيام. قبل بضعة أسابيع، عندما كان الطقس باردًا جدًا، راسلتني إحدى الصحفيات قائلةً إنهم لا يعرفون ما يجب فعله للتدفئة. إنهم يشعرون بالبرد باستمرار. ثم أرسلت لي مقاطع فيديو - بعد هطول المطر - تُظهر الخيمة بأكملها وهي تغمرها المياه تمامًا".
لكن على الرغم من كل هذه التحديات الشخصية، فإنهم يواصلون مسيرتهم.
وأشار الموقع إلى أنه مع استئناف دولة الاحتلال غاراتها القاتلة على غزة، منتهكة بذلك وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية، تجاوز عدد الشهداء 50 ألفًا. ولا يزال الصحفيون الذين يوثقون الحرب تحت نيران القصف، في هجوم مباشر على حرية الصحافة.
ظروف عمل مروعة
أكدت عثمان أن الاعتداءات على الصحفيين والظروف التي يعملون فيها في غزة، وهي ظروف مروعة بكل المقاييس، لم تحظَ باهتمام، وخاصة في وسائل الإعلام الغربية.
وقال إن مشروع غزة هو جهد استقصائي تعاوني، تقوده منظمة "قصص ممنوعة"، وهي منظمة مقرها باريس، مهمتها مواصلة عمل الصحفيين الذين لا يستطيعون القيام بذلك لسبب أو لآخر، بما في ذلك تعرضهم للقتل أو الإصابة. جمعنا أكثر من 40 صحفيًا من أكثر من 12 منظمة للتحقيق في عمليات القتل هذه.
وأضافت "بدأنا العمل على هذا المشروع منذ أشهر، وستجدون أننا كررنا ذلك، وركزنا على بعض الحالات الفردية، بما في ذلك حالة فادي الوحيدي مصور قناة الجزيرة، المصاب بالشلل الآن. أُطلقت عليه النار مباشرة فوق سترته الواقية من الرصاص، سترة الصحافة، في 9 أكتوبر/تشرين الأول، في رقبته. ونقوم بإعادة بناء ثلاثية الأبعاد لتلك الحادثة، ونتحدث إلى العديد من الشهود الذين كانوا في موقع الحادث".
وأشارت إلى أن لديهم قصة عن الصحفيين الذين يستخدمون الطائرات بدون طيار والمخاطر التي يتعرضون لها عندما يقومون بتغطية الأحداث باستخدام الطائرات بدون طيار وتصويرها في غزة.
ونبهت عثمان إلى أن دولة الاحتلال دأبت على إطلاق اتهامات ضد الصحفيين دون تقديم أدلة دامغة، وعند مراجعتها من المنظمات الدولية تتعمد عدم تقديم أي معلومات أو أدلة في حالة إنكار مستمر لدرجة أن الصحفيين أصبحوا هدفاً للاستهداف.