بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، اليوم السبت، تسجيلا مصورا للأسير الإسرائيلي المحتجز في قطاع غزة عيدان الكسندر، عبر فيها عن إحباطه بسبب تجاهل الحكومة الإسرائيلية لمعاناته وللمظاهرات الداعية لوقف الحرب واستكمال صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.
ووجه الكسندر رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية، متهما إياهما بالكذب بشأن العمل لإطلاق سراحه وبقية الأسرى الإسرائيليين.
وقال: "وصلت إلى حالة انهيار بسبب قرف العالم وقرف حكومة إسرائيل"، مضيفا "الجميع كذبوا علي، شعبي وحكومة إسرائيل والإدارة الأمريكية والجيش".
وتساءل الكسندر: "قولوا لي لماذا أنا هنا ولست في المنزل مع عائلتي وأصدقائي؟".
ووصف الكسندر نتنياهو بالدكتاتور الذي يسيطر على الدولة.
وأشار إلى أنه علم باستعداد حركة "حماس" قبل 3 أسابيع لإطلاق سراحه، "وأنتم رفضتم وتركتموني هنا. لماذا؟".
وكانت "حماس" قد أعلنت سابقا موافقتها على إطلاق سراح ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأمريكية إضافة إلى جثامين 4 أسرى آخرين، ردا على مقترح أميركي، وذلك بعدما تنصلت "إسرائيل" من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال الكسندر إنه كل يوم يرى الإسرائيليين يتظاهرون ويفعلون كل ما بقوتهم، لكن العالم لم يسمع لهم، مخاطبا حكومته "لماذا لا تتوقفون عن تجاهل هذا الامر؟".
وخاطب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلا: "لقد آمنت أنك ستنجح في إخراجي من هنا حيا. لماذا وقعت ضحية لأكاذيب نتنياهو؟".
وتحدث الكسندر عن الحالة النفسية التي يمر بها بسبب طول مدة مكوثه في الأسر، مبينا أنه انهار جسديا وعقليا ويعاني في الليل من الكوابيس، مضيفا: "أريد أن أؤمن أنني سأعود إلى الديار سالما متكاملا وأن أعيّد معكم وأن استمتع معكم".
وأشار إلى أنه جاء إلى "إسرائيل" للخدمة في صفوف قوات "جولاني" وكان الجندي الوحيد الذي بقي في الموقع ضد جيش كامل يوم 7 أكتوبر 2023.
ودعا الكسندر عائلته والإسرائيليين كافة إلى مواصلة التظاهر وفعل كل ما يستطيعونه من أجل إتمام التبادل، محذرا "وقتنا ينفد حقا، وكل يوم أنا اعتقد أن القصف يقترب من رأسنا وهذا حقا أمر صعب".
وأضاف "نحن نفقد الأمل، افعلوا أي شيء بمقدوركم. نحن نعتقد أننا سنعود إلى الديار أموات، لا يوجد ما نقوله، لا يوجد أمل".
وفجر الـ 18 من مارس/ آذار الماضي، استأنفت حكومة الاحتلال، بشكل مفاجئ حرب الإبادة على قطاع غزة، من خلال غارات عنيفة طاولت معظم مناطق القطاع واستهدفت المدنيين وقت السحور، في أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وفي بداية مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، والتي استمرت 42 يومًا، ومع ذلك، تنصلت "إسرائيل" من الدخول في المرحلة الثانية التي كانت تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة، والتي أسفرت منذ بدايتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن استشهاد أكثر من 50 ألف فلسطيني.
وكانت المرحلة الأولى تشمل إطلاق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا (أحياء وأموات)، وهو ما التزمت به الفصائل الفلسطينية، حيث أفرجت عن 25 أسيرًا حيًا و8 جثامين على مدار 8 دفعات. في المقابل، تم إطلاق سراح حوالي 2000 أسير فلسطيني، منهم مئات من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات.
ولا يزال 59 أسيرًا إسرائيليًا محتجزين في قطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة وفقًا للتقديرات الإسرائيلية. في المقابل، يحتجز الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 9500 فلسطيني في سجونه، يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي.