فازت الصحفية الفلسطينية رزان ملش، أمس الجمعة، بجائزة حرية التعبير ضمن الدورة السابعة عشرة لجوائز "أفيولابلوما" في إسبانيا، حيث أهدت ملش فوزها للصحفيين والصحفيات في قطاع غزة.
وتُمنح جوائز "أفيولابلوما"، التي انطلقت عام 2006، سنويًا في مدينة "كاسيريس" بإقليم "إكستريما دورا"، بهدف تكريم شخصيات ومبادرات ساهمت في دعم حرية التعبير والإبداع الثقافي في مجالات متعددة، تشمل الصحافة، والأدب، والسينما، والتصوير، والموسيقى.
وأصبحت ملش أول صحفية عربية تنال هذه الجائزة، التي تُعد من أبرز الجوائز الثقافية والصحفية في البلاد.
وجاء اختيار الصحفية ملش تقديرًا لعملها الصحفي الميداني الذي يغطي قضايا حقوق الإنسان، والنزاعات المسلحة، ووضع النساء في مناطق الحروب.
وفي مقابلة خاصة أجرتها "وكالة سند للأنباء" أهدت ملش هذا التكريم إلى الصحفيات والصحفيين في قطاع غزة، قائلة: "أهدي هذه الجائزة إلى جميع الصحفيين الشجعان في العالم، وبشكل خاص إلى الزملاء الصحفيين في غزة، فأكثر من 212 صحفيًّا قتلتهم إسرائيل منذ بداية حرب الإبادة الجماعية".
وأضافت "لن تُنسى أصواتهم، ولا شجاعتهم. لقد ضحّوا بحياتهم من أجل إيصال الحقيقة، ومن أجل بناء مجتمعات واعٍية بما يحدث، من أجل الدفاع عن حرية التعبير.. إلى ذكراهم، وإلى ذكرى جميع الصحفيين الشجعان في العالم، أُهدي هذه الجائزة".
وأعربت ملش عن فرحتها بالحصول على الجائزة، مستدركة أنها فرحة مجروحة ومنقوصة، بسبب استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة.
وتابعت "في لحظة التكريم، لم أجد أحقَّ من زميلاتي وزملائي الصحفيين في غزة لأُهديهم هذه الجائزة؛ هم الذين يكتبون الحقيقة بدمائهم، ويدافعون عن حرية التعبير بأرواحهم، هم من يستحقون كل تقدير وإجلال، فتضحياتهم العظيمة تجعل كل ما نقدمه يبدو ضئيلاً أمام ثباتهم وصمودهم".
وأردفت "هم باتوا الآن مرجعية ومدرسة في الصحافة، وهم الصوت الذي لا يخفت رغم كل الألم".
وكان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، قد أكد في بيانٍ له أمس الجمعة أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتعمد قتل الصحفيين في غزة بهدف ترهيبهم ومنعهم من نقل الحقيقة ووقائع الإبادة الجماعية التي تواصل ارتكابها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى العالم.
وأوضح أن عدد الصحفيين الذين استشهدوا بغزة منذ بدء الإبادة وعددهم 212 صحفيًا وبينهم 13 صحفية هو "الأعلى في العالم منذ بدء الإحصاء للقتلى الصحفيين في 1992".
وقال إن "استمرار استهداف وقتل الصحفيين بشكل متصاعد يظهر بما لا يدع مجالا للشك أن القتل عمدي ومقصود بهدف ترهيبهم وتخويفهم ومنعهم من نقل الحقيقة للعالم وتغييب نقل وقائع الإبادة ضد المدنيين بغزة".