يواجه الأسرى في سجون الاحتلال تصاعدًا غير مسبوق في عمليات التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، التي تمارسها الإدارة الإسرائيلية، ضمن سياسة ممنهجة، أصبحت تتسع منذ السابع من أكتوبر 2023، وتسعى للانتقام منهم.
ومنذ بدء حرب الإبادة، ارتفع عدد الشهداء بين صفوف الأسرى، نتيجة سياسات الاحتلال، إلى 66 شهيدا، وهم فقط المعلومة هوياتهم، في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري، من بينهم على الأقل 40 من غزة.
وبحسب نادي الأسير، ظهرت أعراض على أسرى النقب منها أوجاع شديدة في البطن، وتقيؤ باستمرار، وهزال شديد، هذا إلى جانب إصابتهم بمرض (الجرب- السكايبوس)، الأمر الذي ينذر بخطورة كبيرة ومضاعفة على مصيرهم.
وقال النادي إن إدارة السّجون تتعمد ترسيخ الإجراءات التي فرضتها على الأسرى منذ بدء الإبادة، والتي شكّلت الأسباب المركزية لظهور الأمراض والأوبئة.
والسبت، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري، إن آلاف المعتقلين بسجون الاحتلال يواجهون عمليات قتل بطيئة.
وبين الزغاري، في تصريحات إعلامية، أن معسكرات الجيش الإسرائيلي تحولت إلى ساحات تعذيب للأسرى الفلسطينيين.
ومن أبرز الأسرى الذين يواجهون أشكال المعاناة، الأسير عباس السيد من طولكرم، حيث تم عزله منذ عدة شهور، ويعاني من التهاب في العين وأمراض جلدية، وهو محروم من العلاج، عدا عن التجويع الممنهج.
ونقل أسير فلسطيني، أفرج الاحتلال عنه من سجون ريمون، أن عباس السيد تعرض إلى عمليات تعذيب وتنكيل واسعة.
ووفق شهادة الأسير المحرر، تتعمد إدارة السجن إخراج الأسير عباس السيد كل يوم إلى زنازين العقاب، وتقيد يديه وقدميه، وتجبره على البقاء لساعات طويلة في وضعيات غير مريحة، الأمر الذي تسبب له بمشاكل صحية عدة، خاصة في ظل الأجواء الباردة.
ويعاني عباس من مرض السكابيوس الذي تسبب بانتشار الدمامل في جميع أنحاء جسده، دون أن يتلقى العلاج حتى اللحظة بسبب تعنت إدارة السجن ورفضها ذلك.
والأسير عباس السيد هو قائد سياسي وعسكري فلسطيني من مدينة طولكرم بالضفة الغربية، ينتمي لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
خطط عباس ونفذ العديد من العمليات الاستشهادية التي أدت إلى مقتل 135 إسرائيليا، واعتقله الاحتلال عام 2002، وحكم عليه بالسجن 35 مؤبدا، و100 سنة.
وحصل الأسير عباس على شهادة الهندسة في السجن، ثم أكمل درجة الماجستير في تخصصين مختلفين داخل السجن، وعرف بحبه للتعليم ورغبته الدائمة في التطوير من نفسه.
وتعتقل "إسرائيل" في سجونها نحو 9 آلاف و900 فلسطيني، بينهم قرابة 400 طفل و29 أسيرة، وفق نادي الأسير، وهي إحصائية لا تشمل آلاف حالات الإخفاء القسري لمعتقلين من قطاع غزة.