حذر مسؤولان في وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، من تداعيات خطيرة على صحّة الجرحى والمرضى، في ظل الاستهداف المباشر الذي تتعرض له المستشفيات في قطاع غزة، والنقص الحاد للأدوية والمستلزمات الطبية.
وأكد المسؤولان، في مقابلتين أجرتهما مراسلة "وكالة سند للأنباء"، أنّ الاحتلال شلّ 85% من الخدمات الصحيّة المقدمة للمواطنين في القطاع؛ بسبب العدوان المستمر والحصار المشدد المفروض منذ مطلع مارس/ آذار الفائت.
وأشارا إلى أنّ المستشفيات المتبقية في القطاع تعمل حاليًا ضمن طاقاتها المحدودة؛ مطالبان بضرورة التدخل الفوري لوقف الحرب وفتح المعابر أمام جميع المساعدات بما فيها الطبيّة والوقود اللازم لتشغيل المراكز والمستشفيات الصحية.
"تعفّن الجروح يُرغمنا على قرار البتر"..
وقال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة، خليل الدقران، إنّ نقص الأدوية والمستلزمات الطبية في مستشفيات القطاع خاصة أجهزة العظام الداخلية والخارجية، تسبب بتعفُّنٍ في أجساد الجرحى ما أدى إلى بتر أطرافهم في نهاية الأمر.
وأوضح "الدقران" أن عدم وجود مضادات حيوية كافية وأجهزة تثبيت العظام والكسور؛ أدى في كثير من الأحيان إلى حالات بتر وتسمم في الدم أفضى إلى الوفاة لإصابات لم تكن تستدعي البتر ولم تكن خطيرة منذ البداية، لكن عدم توفر ما يلزمها من أدوية ورعاية دهوّر حالتها الصحية.
ولفت في حديثه أن عدد مبتوري الأطراف خلال حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، تجاوز 5 آلاف مصاب، من بينهم 3 آلاف طفل، سواءً كان البتر في الأطراف العلوية أو السفلية.
وأشار "الدقران" إلى أن جيش الاحتلال يستخدم أسلحة محرمة دولياً في استهداف المواطنين، ما يترتب عليه وصول أعداد كبيرة من الإصابات الخطيرة سواء إصابات في الرأس أو الصدر، والكثير من مبتوري الأطراف.
ونبَّه أن مبتوري الأطراف بحاجة إلى "عكاكيز وأطراف صناعية وكراسي متحركة"، بينما ما زال جيش الاحتلال يمنع إدخال أبسط المعدات الطبية إلى القطاع.
وطالب "الدقران"، المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال لإدخال ما يلزم هؤلاء المصابين وتحويل عدد منهم للعلاج بالخارج وتركيب أطراف صناعية، كذلك تقديم العلاج اللازم لهم.
لا مستشفى في غزة يعمل بشكل كامل
وعلى ضوء ذلك قال مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة مروان الهمص إنّ الاحتلال الإسرائيلي دمر القطاع الصحي بشكل كامل؛ وشلّ 85% من الخدمة الصحية المقدمة في القطاع.
وأوضح "الهمص" أنه لا توجد أي مستشفى في القطاع تعمل بشكل كامل وكلي؛ خاصة بعدما أقدم الاحتلال على استهدف مجمع الأوروبي يوم أمس؛ والذي يخدم المنطقة الجنوبية في قطاع غزة؛ ويقدم خدمات على مستوى القطاع كخدمة الأورام والسرطان.
ولفت إلى أن الاحتلال أخرج 14 مستشفى بشكل كامل عن الخدمة الطبية في القطاع؛ وأبقى 22 مستشفى تعمل بشكل جزئي.
ونبَّه أن المستشفيات التي تعمل في طاقاتها المحدودة؛ تعاني من شلل كامل في العمل؛ نتيجة نقص حاد في المستلزمات والوقود المخصص والأدوية التي أوشكت هي الأخرى على النفاد تماماً.
وتابع: "الاحتلال غيَّب عمليا فاعلية المرافق المتبقية؛ من منع مستهلكات طبية أو وقود يكفي لتشغيلها؛ وفرض حصارا مشددا على الحركة الطبية التي تمكنها من العمل".
وشدد "الهمص" أن هذه الاستهدافات الممنهجة تعني قتلا بطيئا لكل المواطنين في القطاع؛ وتدمير للمنظومة الصحية في القطاع بالكامل.
وشملت استهدافات الاحتلال تعطيل مراكز الرعاية الأولية بما فيها التابعة لـ"أونروا"؛ والتي تقدر تقريبا بـ85 مركز رعاية، بحسب ما أورده "الهمص".
وفي السياق، كد مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة، مروان الهمص، أن مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة؛ خرج عن الخدمة بنسبة 70% نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر لليوم الثاني.
وأوضح "الهمص" في تصريحاتٍ صحفية تابعتها "وكالة سند للأنباء"، أن القصف ألحق أضرارًا كبيرة بقسم الاستقبال والطوارئ، حيث تسببت الحفرة الكبيرة أمام المدخل الرئيسي في تعطيل وصول سيارات الإسعاف والمواطنين.
وأشار إلى أن التدمير طال أيضًا شبكة الصرف الصحي في المستشفى بالكامل، مما اضطر لإغلاق معظم الأقسام باستثناء قسم العناية المركزة.
ولفت إلى أن العمل في المستشفى أصبح صعبًا جدًا بسبب فقدان خدمات المياه والصرف الصحي، مما دفع إلى إخلاء المرضى والطواقم الطبية من الأقسام التي تعتمد على هذه الخدمات الأساسية.