يعود النزوح القسري ليُخيّم على أهالي شمال ووسط قطاع غزة، سواءً من خلال أوامر الإخلاء المستمرة التي يصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، أو من خلال القصف الهمجي الذي دمر أحياءً بأكملها خلال الـ24 ساعة الماضية، وراح ضحيتها أكثر من 250 شهيداً.

ومع كل عملية نزوح توثق عدسات الصحفيين الحالة المأساوية التي ينزح بها الفلسطينيون من أماكنهم؛ حيث يسيرون على أقدمهم أو تنقلهم العربات التي تجرها الحيوانات، لمسافات بعيدة مشيًا في طرق ترابية مدمرة، حيث رصد عدسة "وكالة سند للأنباء" مشاهد مأساوية لمغادرة الأهالي من منازلهم على وقع القصف المروع.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد طلب من أهلي مدينة بيت لاهيا ومعكسر جباليا والشيخ زايد وتل الزعتر بإخلاء منازلهم.

الأوضاع التي يمر بها أكثر من 2.2 مليون نسمة في القطاع تتفاقم يوما بعد يوم، مع تقارير الأمم المتحدة التي تشير إلى أن نحو 90% من سكان غزة أصبحوا نازحين داخليا بحلول أبريل/نيسان 2025.

يشكل هذا النزوح مأساة إنسانية متجددة، حيث يعاني المدنيون من أوضاع صعبة في ظل الأوضاع الاقتصادية والصحية المتدهورة، في حين تتواصل الأعمال العسكرية في منطقة دمرت إسرائيل معظم معالمها.

ومن جانبه، أكد الدفاع المدني الفلسطيني أن الجيش الإسرائيلي استهدف الساعات الماضية ما يقارب 13 منزلا مأهولا بالسكان شمال القطاع، إضافة إلى خيمتين تؤوي نازحين ومنازل بمدينة خان يونس في المناطق الجنوبية، ما دفع الأهالي للخروج من منازلهم خوفا من الاستهداف الهمجي الذي يطال كل شيء حي.

وأشار الدفاع المدني إلى وجود أكثر من 50 مفقودا لا زالوا تحت أنقاض المنازل المستهدفة، لصعوبة الإمكانيات اللوجستية والبشرية والمخاطر المحدقة في أعقاب تكثيف الجيش الإسرائيلي لقصفه الجوي والمدفعي.

ولا تجد غالبية العائلات التي تضطر للنزوح سوى اللجوءِ إلى المدارس التي تحولت إلى مراكزَ للإيواء، بلا خدمات تذكر وسط حصار مطبق يشكل كارثة إنسانية مروعة.

ومنذ استئناف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في 18 مارس/ آذار الفائت، نزح أكثر من 140 ألفا، بالإضافة لتنقل الآلاف من مناطقهم الأسبوع الماضي بعد تحذيرات بالإخلاء من جيش الاحتلال.