أكدت الرئاسة الفلسطينية ووزارة الخارجية والمغتربين أن اقتحام الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير لباحات المسجد الأقصى، ورفع علم الاحتلال داخله، يشكّل تصعيدًا خطيرًا ضمن مسلسل العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
وأشارت وزارة الخارجية والمغتربين في بيانٍ تابعته "وكالة سند للأنباء"، إلى أن عضو الكنيست المتطرف زيف سكوت أقدم على رفع علم دولة الاحتلال داخل باحات الأقصى، في خطوة اعتبرتها استفزازية وخطيرة.
ونددت بالممارسات التي نفذها المستوطنون خلال ما يسمى بـ"مسيرة الأعلام" في مدينة القدس المحتلة، والتي شملت اعتداءات واستفزازات بحق المقدسيين.
وأكدت "الخارجية" أن هذه التصرفات تأتي ضمن سياق أوسع من السياسات الإسرائيلية التي تستهدف تهويد القدس وضمها، وفرض وقائع جديدة على الأرض، محذرة من أن هذه الممارسات تُعد جزءًا من مشروع تطهير عرقي بحق الشعب الفلسطيني.
وطالبت الخارجية المجتمع الدولي بتحرك فوري وفاعل، واتخاذ الإجراءات الضرورية بموجب القانون الدولي لحماية الشعب الفلسطيني من تصعيد الاحتلال والمستوطنين، مؤكدة على أهمية تفعيل الجهود السياسية والدبلوماسية لإطلاق مسار سياسي جاد ينهي الاحتلال ويضمن للفلسطينيين حقهم في تقرير مصيرهم.
وفي تصريحٍ مماثل، حذّرت الرئاسة الفلسطينية من تداعيات العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، سواء من خلال المجازر المرتكبة في قطاع غزة، أو الانتهاكات المتصاعدة في الضفة الغربية، بما في ذلك اقتحام المسجد الأقصى ورفع علم الاحتلال وأداء طقوس دينية في باحاته، معتبرة أن هذه الممارسات تشكّل تهديدًا خطيرًا لاستقرار المنطقة بأسرها.
وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، إن الإدارة الأميركية مطالبة باتخاذ خطوات جدّية لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، ووضع حد للاعتداءات المتكررة في الضفة الغربية، وخاصة في القدس المحتلة.
وأكد أبو ردينة أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة مرهون بإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يستند إلى قرارات الشرعية الدولية، ويضمن للشعب الفلسطيني حقوقه، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.
واقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين، صباح اليوم الاثنين، المسجد الأقصى المبارك، بمشاركة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وزوجته، وأعضاء "كنيسـت"، في الذكرى الـ 58 لاحتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد المستوطنين المقتحمين في ظل استمرار عمليات الاقتحام، وفي ظل أيضًا الدعوات من قبل ما تسمى بجماعات الهيكل لتكثيف الاقتحامات في هذا اليوم.
ومساء اليوم، ينظم مستوطنون مسيرة أعلام في المدينة تتوقف في باب العامود، أحد أبواب بلدة القدس القديمة حيث تجري ما تسمى بـ"رقصة الأعلام" التي عادة ما يتخللها إطلاق هتافات عنصرية، وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة، وتحذير فلسطيني من عواقبها الخطيرة.