لم تكن الطواقم الصحفية تعمل بوضع مريح في قطاع غزة حتى تأتي أزمة انقطاع الاتصالات والانترنت لتزيد عبئا إضافيا فوق الأعباء التي يواجهونها على مدار الساعة منذ بدء حرب الإبادة.
وتلجأ العديد من الطواقم الصحفية إلى ميناء غزة، حيث النقطة الوحيدة التي يمكن فيها رفع المواد خاصة الفيديوهات عبر الشبكات الخلوية الإسرائيلية.
وقال أحد الصحفيين المتواجدين في ميناء غزة، إنه ومنذ تأثر الاتصالات الفلسطينية وانقطاعها ابتداء في شمال قطاع غزة، شكّل الصحفيون خلية عمل بهدف إيصال الرسالة إلى العالم الخارجي.
وأضاف أن الصحفيين يواجهون عدة مشاكل في ميناء غزة أثناء محاولتهم نقل الخبر والصورة إلى العالم الخارجي.
وأوضح لـ"وكالة سند للأنباء" أبرز المشاكل التي يواجهونها، ومنها عدم توفر مكان ملائم لعملهم في الميناء، وتواجد الزوارق الحربية للاحتلال على بعد مئات الأمتار فقط، ويمكنها أن تستهدف الصحفيين بأي لحظة.
وأشار إلى أن الاحتلال وعلى امتداد الحرب استهدف من يستعملون شرائح الاتصال الالكترونية، سواء كانوا من الصحفيين أو المواطنين.
وبين أن إيصال الصورة إلى العالم الخارجي باتت تتطلب جهدا كبيرا جدا منذ انقطاع الانترنت.
وأوضح أن المعلومات تصل من المستشفيات إلى نقطة تجمع الصحفيين في الميناء عبر وسائل النقل، في ظل صعوبة توفرها، ثم يحتاجون إلى وقت آخر لرفع المواد.
بدوره، قال صحفي آخر: "في ظل انقطاع الانترنت بشكل كامل من الشمال إلى الجنوب نضطر للقدوم إلى الميناء أو أي مكان نستطيع من خلاله إيصال الرسائل والتقارير الإعلامية".
وأشار إلى أنه تغطية الشرائح الالكترونية لا تصل إلى كل المناطق، وبعض الأماكن فيها تقطيع في الارسال، ما يجعل التغطية غير متكاملة، وتتأخر المعلومة في الوصول بسبب بطء الانترنت مقارنة بسرعة الانترنت الأرضي أو الفايبر في المستشفيات.
وأضاف أن موقع الصحفيين في الميناء مكشوف لبوارج الاحتلال، كما ان تراكم الردم والركام يعيق العمل، ولا تتوفر أدنى المقومات في الميناء.
وأمس الخميس، أعلنت هيئة تنظم قطاع الاتصالات الفلسطينية انقطاع كافة خدمات الانترنت والاتصالات الثابتة في قطاع غزة، بعد استهداف المسار الرئيسي الأخير لشبكة الفايبر في غزة.
وأكدت الهيئة، في بيان تلقته "وكالة سند للأنباء"، انضمام محافظات جنوب ووسط قطاع غزة إلى حالة العزلة التي تعاني منها مدينة غزة وشمال القطاع، نتيجة استمرار استهداف شبكات الاتصالات والمسارات الرئيسية الحيوية.