تروي الطفلة الفلسطينية صبا أبو عابدة (13 عامًا) معاناتها، بعد أن بُترت ساقيها جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت مجموعة من النازحين في مدارس الإيواء في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة.
وقالت الطفلة "صبا" في حديث مصوّر مع "وكالة سند للأنباء" إنها كانت تلعب مع الأطفال في باحة المدرسة، حين باغتهم صاروخ إسرائيلي، حيث أُصيبت بجراحٍ خطيرة اضطر الأطباء على إثرها لبتر قدميها.
وتعيش "صبا" كغيرها من الجرحى أوضاعًا إنسانية صعبة في ظل غياب الرعاية الصحية الكافية، وتدهور المنظومة الصحية في قطاع غزة، نتيجة استمرار العدوان والحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر.
لكنها عّبرت عن سعادتها بخروجها من المستشفى، مضيفةً أنها عادت لتتعلم وتلعب مع زملائها في صفوف دراسية أنشأها مبادرون لإحياء التعليم في غزة.
ودعت "صبا" في ختام حديثها، منظمة الصحة العالمية للعمل من أجل إخراجها وأطفال غزة الذين هم بحاجة للعلاج لتركيب أطراف تساعدهم على العودة لممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وتؤكد تقارير حقوقية أنّ الاحتلال يستخدم أسلحة خطيرة وصواريخ شديدة الانفجار وحارقة تسبب ذلك بإصابات بالغة لدى الأشخاص، فضلًا عن وقوع كميات كبيرة من الركام على الأطراف الأمر الذي أدى إلى تهتك العظام التي غالبًا ما تجعل إنقاذ الأنسجة والأوعية الدموية أمرًا صعبًا ويكون ذلك سببًا مباشرًا لعمليات البتر.
وتُقدر منظمة الصحة العالمية، أن ما يصل إلى 17500 شخص من البالغين والأطفال أصيبوا بإصابات بالغة في الأطراف، مما يجعلهم في حاجة إلى إعادة التأهيل والمساعدة.
ولا توجد معلومات دقيقة عن أعداد الأشخاص الذين بُترت أطرافهم خلال الحرب، لكن التقديرات تشير إلى أنهم ما بين 4 إلى 5 آلاف شخص، وفق تصريح صحفي سابق لمدير وحدة العلاج الطبيعي والتأهيل في وزارة الصحة سامي أبو عويمر.
وتتراوح نسبة الأطفال المصابين ما بين 15- 20%، وهي نسبة مرتفعة لطبيعة الأطفال الذين يتميزون بمرحلة نمو معينة تتطلب عناية خاصة، ما زال منهم عدد كبير ينتظر دورهم بالسفر لاستكمال العلاج.