تصاعدت موجة الغضب في "إسرائيل"، ضد الوزيرين المتطرفين في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، على خلفية معارضتهما العلنية لصفقة محتملة مع حركة "حماس"، تهدف إلى استعادة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وأشارت صحيفة "يديعوت آحرونوت" في عددها الصادر اليوم الأربعاء، إلى أن "ابن غفير" يسعى، وللمرة الثانية، إلى الدفع بخطوة من شأنها إفشال صفقة تبادل الأسرى المرتقبة، مرجحةً أن يتوجه بهذا الشأن إلى "سموتريتش" من أجل تشكيل "كتلة مانعة" تُفشل الاتفاق.
ورغم ما نشره "ابن غفير" عن دعوته لـ "سموتريتش" للقاء وتنسيق الموقف الرافض لإتمام الصفقة، إلا أن القناة ١٣ الاسرائيلية نقلت عن مصدر مقرب من الأخير، نفيه ذلك، مؤكدًا أنّ "ابن غفير" توجه للإعلام فقط، وأنّه نشر رسالة في تطبيق "واتساب" دعا فيها "سموتريتش" إلى الاجتماع.
وذكرت صحيفة "يديعوت" أنّ داخل حكومة بنيامين نتنياهو هناك إدانات لمحاولة إفشال الصفقة، حيث كتب وزير الخارجية غدعون ساعر صباح اليوم: "هناك أغلبية كبيرة في الحكومة، وأيضًا في الشعب تؤيد اتفاق عودة الأسرى، إذا توفرت الفرصة لتحقيق ذلك – فلا يجوز تفويتها".
ونُشرت في صفوف المعارضة الإسرائيلية أيضًا إدانات واسعة النطاق لنية "ابن غفير" إفشال صفقة الأسرى، والتي تأتي في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الليلة الماضية، بأن إسرائيل وافقت على "شروط ضرورية" من شأنها أن تتيح وقف إطلاق نار في غزة لـ 60 يومًا.
وتوجه زعيم المعارضة يائير لابيد إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكتب عبر منصة اكس: "مقابل 13 صوتاً يمتلكها بن غفير وسموتريتش، لديك مني 23 صوتاً لتأمين شبكة أمان لصفقة الأسرى."
من جانبها وجهت عيناف تسنجوكر، والدة الأسير لدى المقاومة، ماتان تسنجوكر، رسالة مباشرة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قالت فيها إن "ابن غفير وسموتريتش يريدان إفشال استعادة الرهائن".
وقالت في نص الرسالة "أرى نية سموتريتش وبن غفير الحقيرين في إفشال استعادة ابني وكل الرهائن، وأتذكر أن نتنياهو قال لي مؤخرًا إنه إذا تم التوصل إلى صفقة، وهددوا أو اعترضوا، فهو لا يحتاج إليهم لأن لديه هامش دعم واسع.
واضافت " من هنا، أذكره بكلامه هذا. لديك شعب كامل يريد عودة الاسرى، فلا تصطف مع المتطرفين."
وفي وقت سابق من صباح اليوم، عبّرت جهات من عائلات الرهائن عن سخطها مما وصفته بـ"انهيار القيم الإنسانية واليهودية"، وجاء في بيان لإحدى العائلات: "ما تبقى لنا لنقوله لهؤلاء هو كلمة واحدة فقط: عار".
من جهته، هاجم رئيس حزب "الديمقراطيين" يائير غولان الوزيرين "ابن غفير" و"سموتريتش،" وكتب في منشور عبر منصة اكس: "الثنائي الفاشل، الذي يدير جبهة مانعة ضد إعادة الرهائن، لا يمثل الصهيونية ولا يستحق الجلوس حول طاولة الحكومة، ومن يُبقِيهم هناك، لا يستحق قيادة إسرائيل ليوم إضافي."
وأكدت صحيفة "يديعوت" أنّ قضية الأسرى لا تزال تمثل نقطة توتر داخل الائتلاف الحكومي، وسط ضغوط شعبية متزايدة لإبرام اتفاق يضمن إعادتهم.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فجر الأربعاء أن إسرائيل وافقت على "الشروط الضرورية" لوقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا في قطاع غزة
ووفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن النسخة الجديدة تأخذ في الاعتبار مخاوف "حماس"، لكن من غير الواضح ما إذا كان الحديث يدور عن ضمانات لإنهاء الحرب.
وفقًا للتقرير، تمّت بلورة الاقتراح بصيغته النهائية في الأيام الأخيرة، بعد أشهر من الجهود التي جرت وراء الكواليس – والتي قادها المبعوث الخاص للرئيس ترامب إلى المنطقة، ستيف ويتكوف.
في منشور نشره ترامب الليلة، أشار إلى أنه خلال فترة الستين يومًا “"نعمل مع الأطراف على إنهاء الحرب".