حذرت مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، من انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل خلال الساعات القليلة القادمة، ما سيعرض حياة مئات المرضى للخطر المباشر.
ويعيش القطاع الصحي في قطاع غزة، وضعًا كارثيًا بعد أنّ أخرج العدوان الإسرائيلي عددًا من مستشفياته عن الخدمة، وظلت خمس مستشفيات حكومية فقط تعمل فيه بشكل جزئي من أصل 16، وسط إمكانيات محدودة ونقص حاد في المستلزمات الطبية والوقود، بسبب القيود الإسرائيلية المستمرة منذ مارس/ آذار المنصرم.
وأوضحت إدارة مستشفى "شهداء الأقصى" في مؤتمر صحفي عقدته اليوم الخميس، أن المستشفى هو المركزي والوحيد في المحافظة الوسطى ويقدم الخدمة الصحية لأكثر من نصف مليون مواطن، إذ يضم مئات المرضى بينهم: مصابون، وجرحى، وأطفال، وحديثو ولادة، ومرضى فشل كلوي، ومرضى قلب، وحالات حرجة في العناية المكثفة.
وشدد، أن انقطاع التيار الكهربائي عنه وفي ظل نفاد الوقود والإمكانيات التشغيلية، يُشكّل تهديداً مباشراً على حياة مئات المرضى، ويُعد إحدى النتائج الكارثية المباشرة لسياسة الحصار الخانق والإبادة الجماعية.
وتعمل المستشفى ضمن خطة تقشفية لإدارة الأزمة الخانقة، حيث اتخذت إجراءات إرشادية بفصل التيار الكهربائي عن بعض الأقسام في المستشفى للمحافظة على حياة المرضى في الأقسام الحيوية، لكي تستمر عدة ساعات إضافية، وفق المؤتمر.
وأدانت "شهداء الأقصى" الجريمة المتكررة التي تُرتكب بحق مئات المرضى، محملةً الاحتلال المسؤولية الكاملة عنها.
وحذرت من أن استمرار انقطاع الكهرباء سيؤدي إلى وفاة عشرات المرضى في الأقسام الحيوية، وسيشكل خطراً شديداً على باقي الأقسام، وسيحدث شللاً في قدرة الطواقم الطبية على تقديم الحد الأدنى من الخدمة الصحية.
وطالبت المستشفى المؤسسات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية بالتدخل الفوري لتأمين الوقود اللازم، وتوفير مولدات كهربائية، وقطع الغيار اللازمة لضمان تشغيل التيار الكهربائي، وضمان استمرار العمل في هذا المرفق الصحي الحيوي.
ودعت وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية إلى تسليط الضوء على هذه الجريمة المستمرة، التي تُجسّد استخدام الكهرباء كوسيلة قتل جماعي للمرضى والمدنيين في قطاع غزة، والتي تُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وكل الأعراف الإنسانية.
وتشير معطيات منظمة الصحة العالمية لوقوع أكثر من 600 هجوم على المرافق الصحية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقالت "الصحة العالمية" إن القطاع الصحي في غزة "يعاني من الانهيار"، مع نقص الوقود والإمدادات الطبية، ووصول الضحايا بأعداد كبيرة بشكل متكرر.