الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

"المشوخي" صنعت "البهارات" لتتغلب على السرطان

حجم الخط
80634957_789274434870421_6960332435489816576_n.jpg
غزة-علاء أبو محسن

سمٌ قاتلٌ داهم جسدها دون سابق إنذار، ليتغلغل بهدوء فاتكًا به دون أن تشعر، وجدت نفسها بين شبح يهدد حياتها وبصيص أملٍ تقاوم به هذا الشبح.

هو حال حنان عبد الرازق المشوخي" 53 عاماً"، إذ أصيبت بمرض السرطان، لكنها اختارت الأمل لتتسلّح به، وتحول المحنة إلى بهجةٍ بيقينها وإيمانها التام بربها وبنفسها.

في حكاية قد تعتقد حين سماعها أنها خيالية، لكن كانت هذه حكاية حقيقية من التحدي والمواجهة لمرض السرطان.

قبل أربع سنوات ذهبت حنان لإجراء الفحوصات في مستشفى الأهلي بغزة، واكتشفت حينها وجود أعراض لمرض سرطان الثدي.

 وبعد سلسلة من الجلسات العلاجية التي استمرت 1440 يوماً، شُفيت منهُ بإيمانها أنها أقوى من ذاك الخبيث.

واستمرارًا لتحديها ومجابهتها لهذه الحياة الصعبة، تقطن المشوخي بجسدها المُتعب إثر العلاج بجانب زوجها لتساعده في صناعة البهارات، فيحصلوا من خلالها على قوت عائلتهم، وللمساعدة في توفير ثمن علاج المرض الذي نهش جسدها. 

ولجأت المشوخي لامتهان صناعة البهارات؛ لتساعدها على التغلب على ظروف الحياة القاسية التي تعيشها.

وتصف المشوخي حالتها فتقول لمراسل "وكالة سند للأنباء" :" بدأت أعمل في تغليف مظاريف البهارات برفقة زوجي وعمي اللذان لهما باعاً طويلاً في هذه المهنة حتى أتقنت مراحل تصنيعها كاملة ".

وبنبرات صوت يملؤها الأمل والتفاؤل، تُردف حنان " أخذت على عاتقي تحمل جزء من المسؤولية المالية في بيتي، فتلقيت عدة دورات مكثفة حتى وصلت لدرجة الإتقان، ولاقت الفكرة رواجاً بين سكان المنطقة وإقبال مما جعلني أستمر في مواصلة طريقي التي شققتهُ من بين ثنايا الواقع المؤلم".

ويواجه أصحاب الإرادة والمتحديين لمرض السرطان في قطاع غزة العديد من الصعوبات، تتمثل في قلة الإمكانيات المادية بفعل الحصار المفروض على القطاع منذُ أكثر من ثلاثة عشر عام.

وحنان كباقي المتحديات لمرض السرطان، ولكن إرادتها الصلبة جعلتها تنتصر على هذا المرض وكانت هي الدواء لهذا السم القاتل.

وتضيف " واجهت العديد من الصعوبات في طريقي لتحدي المرض وهي قلة الإمكانيات المادية، ولكن صناعة البهارات ساعدتني على تلبية بعضها، صحيح أنها بالكاد تكفي في ظل هذا الوضع، ولكنها أفضل من لا شيء". 

صعوبات جمة واجهت حنان في مسيراتها  لمجابهة المرض، أجبرتها لمرات عديدة عن الامتناع عن الذهاب لمستشفى غزة الأوربي " قسم الأورام " نتيجة عدم توفر ثمن المواصلات.

فكانت حنان تكتفي بمراجعة كل ثلاث أشهر بالرغم من أنها بحاجة لزيارة المستشفى ثلاث مرات شهريا.

 حاولت حنان من خلال عملها أن توفر ما قيمته 50 دولار شهريا لعقاقيرها الطبية، ونجحت في توفيرها ومساعدة أبنائها في إكمال دراستهم الجامعية.

واستمرارًا لتحدي حنان للظروف أنشئت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك"، باسم أم محمد المشوخي؛ لتسهيل التواصل بينها وبين الزبائن، ولطلب حاجتهم من البهارات من مختلف مناطق قطاع غزة.

وبابتسامة ملؤها الثقة تقول "جودة بهاراتي ممتازة مقارنة بالمحلات المركزية لبيع البهارات". 

 وحنان المشوخي ليست الضحية الأولى لمرض السرطان، فهناك العديد ممن يعاني منه في قطاع غزة وبسببه يعيش بالفقر المُدقع، مما يؤثر على حياتهم الصحية النفسية التي تجعل حياتهم على المحك، في ظل توقف تدفق العلاج اللازم لهم، مما يجعلهم يواجهون آلامهم ببطولة أسطورية.