قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية عبد الستار قاسم إن المنطقة العربية دخلت اليوم فصلاً جديداً، بعد المواجهة الأخيرة بين إيران وأمريكا التي أعقبت تصفية قاسم سليماني.
وأوضح قاسم في تصريحات خاصة لـ"وكالة سند للأنباء"، أن عنوان هذا التغيير هو بداية انتهاء مرحلة هيمنة الولايات المتحدة على المنطقة العربية وانكفائها، بعد ظهور إيران كندٍّ قوي يستطيع أن يوجه لها الضربات.
وتابع "صحيح أن إيران خسرت رجلها الميداني في المنطقة قاسم سليماني، غير أنها كسبت قوة الردع وأثبتت لخصومها قبل أصدقائها قدرتها على الوقوف في وجه واشنطن التي لم يعد بمقدورها التحرك بحرية في المنطقة".
استغلال الحدث
وأشار المفكر السياسي، إلى أن إيران وجدت في اغتيال سليماني فرصة لإظهار قوتها وقدراتها العسكرية والاستخبارية، وهي تريد استغلال هذه الحادثة لأبعد مدى لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية وتفاوضية.
وأكد على أن الإيرانيين يحسبون ويُقدّرون الأمور جيداً وهم أذكياء في لعبة السياسة ويعملون كفريق متكامل، بعكس الأمريكيين الذين لا يفكرون إلا بعضلاتهم كالثور الهائج.
وعن موقع العرب من كل ما يجري في منطقتهم، ذكر قاسم "العرب منقسمون بين محور المقاومة الذي سيخرج أكثر قوة وتماسكاً بعد هذه المواجهة، وبين محور حلفاء واشنطن وتل أبيب".
وتابع "أنصار حلفاء محور واشنطن وتل أبيب بحاجة لمزيد من الوقت حتى يدركوا أن المعادلة تغيرت وأن الزمن ليس في صالحهم وأن أمريكا لن تضحي بمصالحها وجنودها من أجل عروشهم".
وشدد قاسم على أن أمريكا لم ولن تصنع شيئاً لحلفائها العرب، فهي لا تريد غير ثرواتهم، مستشهداً بحالة اللامبالاة التي أبدتها إدارة "ترامب" من قصف الحوثيين لشركة "آرامكو" السعودية.
مكملاً "حلفاء واشنطن في المنطقة يعيشون حالة إحباط شديدة بسبب الشجاعة الإيرانية والضعف الأمريكي".
مصر قد تسمح بتهريب السلاح لغزة
ولفت قاسم إلى أن بعض حلفاء واشنطن لربما يُغيرّون في المرحلة المقبلة مواقفهم من محور المقاومة بعد أن اتضح لهم قوته وتناميه وقدرته على المواجهة.
وتوقع أن تغض مصر الطرف عن تهريب الأسلحة لحركة حماس في غزة عبر صحراء سيناء.
وفيما يخص موقف إسرائيل من احتدام الصراع بين أمريكا وإيران، قال قاسم "إسرائيل كانت تضع يدها على قلبها خلال هذه الجولة التي لم تنهي بعد، ولربما تعيد النظر في كل خططها التي وضعتها لمواجهة إيران".
موقف حماس المثير للجدل
وحول الانتقادات التي وجهتها بعض الأطراف لحماس بسبب موقفها من اغتيال قاسم قال "موقف حماس كان متزناً ومُتفهَماً، ولو أظهرت الحركة موقفاً مغايراً لكانت مثل الذي يبصق في الصحن الذي يأكل منه".
وأشار إلى أن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية كان حكيماً في الكلمة التي ألقاها في طهران، لأنه يدرك تماماً أن تعزيز محور المقاومة وزيادة قوته يصب في النهاية لصالح القضية الفلسطينية والتحرر من الاحتلال.
