الساعة 00:00 م
السبت 20 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.31 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.01 يورو
3.76 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بالصور الفنان"يوسف".. يؤرخ الحكاية الفلسطينية بـ "اللون والريشة"

حجم الخط
الفنان يوسف كتلو 4.jpg
نزار الفالوجي - وكالة سند للأنباء

على مدار أعوامٍ طويلة.. لم تَغب البلاد ورائحتها وبيوتها العتيقة، وزهورها الفوّاحة، وأوجاعها أيضًا عن ذاكرة الفنان التشيكلي يوسف كتلو، إذّ طوّع الألوان والريشة، ليعبر إلى قلوب الفلسطينيين، يُفتش عن معاناتهم، مآسيهم، وأحلامهم، يحملها بـ "لوحاته الفنية وجدارياته"، كلسانٍ ناطق وقلب نابض بتفاصيل الحكاية التي لم تنتهِ فصولها بعد.

الفنان التشكيلي "كتلو" (56 عامًا) فلسطيني من بلدة دورا جنوب مدينة الخليل، تحفل أعماله الفنية بملامح تعود بك إلى "أيام البلاد" فتجده يستخدم أدوات الفلاحة ومفتاح العودة بكثرة، واللباس الفلسطيني القديم، ويُحاكي شواطئ يافا بألوانٍ تفيض حبًا وإجلالًا، وغيرها من المعالم.

الفنان كتلو 8.jpg


بدأ "كتلو" ممارسة هوايته الفنية في الرسم منذ طفولته وعززها بعد التحاقه بالمدرسة في عامه السادس، وبعد أكثر من عقدين من العمل المنزلي أنشأ عام 2008 معرضا دائما لأهم لوحاته، استقبل فيه عشرات الشخصيات والهواة من أنحاء العالم، والآن هو عضو فاعل في رابطة الفنانيين التشكيليين الفلسطينيين.

يقول الفنان" كتلو" لـ "وكالة سند للأنباء": "إسرائيل تستهدف الفن الفلسطيني، بمختلف أطيافه، كونها ترى فيه المحارب الذي لا يقّل أهمية عن حامل السلاح".

واعتقل الفنان يوسف كتلو في سجون الاحتلال لنشاطاته الفنية المعارضة، وأمضى ما مجموعة 7 أعوام داخل السجون، يُحدثنا: "كان للسجن أثر كبير على تفكيري ونفسيتي، ما شكّل لديّ طاقة كبيرة للحديث عن الاحتلال ومآسينا معه منذ النكبة وحتى يومنا هذا".

"كيف صقل السجن موهبتك الفنية؟" (سألناه)، : "كان للسجن دور بارز في تجربتي الثقافية والفنية، فالاحتلال لا يسمح للأسرى بممارسة حقهم في التعليم ولا ممارسة هواياتهم، لكبح جماع الإبداع، وهذا ما زاد في داخلي الإصرار لأحُلق بفكري ومخيلتي بعيدًا عن قيوده".

ويعود معنا بذاكرته إلى السجون، وإجراءات الاحتلال ضد الأسرى، يُشير إلى أن الاحتلال كان يمنع إدار المواد اللازمة للعمل الفني والرسم.

لكنّ قدر الفلسطيني، أن يواجه المنع بالإصرار والتحدي، "فضيف سند" كان يُصمم على مواصلة موهبته بالرسم، فاستخدم مواد بدائية كاللبن والمواد التي تحمل أي لون في المعتقل لإنجاز اللواحات.

الفنان كتلو 10.jpg


ورغم بدائية المواد التي كان يستخدمها، إلا أن إدارة السجون كانت له بالمرصاد، يقول: "عندما ينكشف أمرنا يقوم الاحتلال بمصادرة اللوحات والمعدات وحرمان كافة المعتقلين من العديد من الحقوق كنوعٍ من العقاب".

خارج السجن أيضًا.. كان حضور فلسطين في لوحات الفنان التشكيلي، جريمة يُعاقب عليها القانون الإسرائيلي، فكما يُخبرنا "كتلو" كان الاحتلال يحظر نقل لوحاته خارج الوطن، في محاولة منه لكبح جماح الفكرة التي يعمل على إيصالها للعالم بـ "اللون والريشة".

ولا تحمل لوحات الفنان يوسف كتلو، فكرة مكررة، فهو يسعى في كل لوحة يُقدمها لإبراز جانبًا جديدًا من الحكاية الفلسطينية.

شارك الفنان "كتلو" بلوحاته في عدة معارض محلية وخارجية منها: معارض رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين ومعرض المركز الثقافي البريطاني في نابلس والقدس ومعارض في إيطاليا ومصر ومعرض وزارة الثقافة في مدينة رام الله وغيرها.

الفنان يوسف كتلو والدكتور نبيل الجعبري  خلال افتتاح معرضه في جامعة الخليل.jpg


إلى جانب ذلك، نجح ضيفنا في رسم الجداريات وهي عبارة عن رسومات ضخمة محفورة بالصخور ومثبتة على الجدران، أبزرها: جدارية الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وجدارية عيون سارة، وجدارية غسان كنفاني.

الفنان كتلو 7.jpg


وفي ختام حوارنا معه، تناثر كلمات الفنان التشكيلي، بصوتٍ يَغلبه الحنين، فقال: "لوحاتي تُمثل الوطن بصورة الأم والحبيبة والزوجة، فهي نبضات قلبية تعبّر عن وجدانٍ الفنان وما يحمله من أوجاعٍ وآمال".

الفنان كتلو 6.jpeg

 

الفنان كتلو 3.jpg

 

الفنان كتلو 2.jpg

 

الفنان كتلو 5.JPG