الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

26 عاماً على مذبحة "الإبراهيمي" .. والتهويد يأكل الحرم

حجم الخط
الخليل - وكالة سند للأنباء

يُصادف اليوم الذكرى الـ 26 لمجزرة الحرم الإبراهيمي، والتي تأتي على وقع إجراءات إسرائيلية غير مسبوقة لتهويد الحرم الإبراهيمي الشريف.

في الخامس والعشرين من شباط/ فبراير 1994، الخامس عشر من شهر رمضان، أقدم المستوطن الإسرائيلي باروخ غولدشتاين على إطلاق النار على المصلين داخل الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، ليرتكب مجزرة مروعة.

ويعد باروخ غولدشتاين من مؤسسي حركة "كاخ" الدينية، وقد قدِم من الولايات المتحدة الأميركية عام 1980، وسكن في مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي مدينة الخليل.

مذبحة مروعة

وأسفرت مجزرة الحرم الإبراهيمي عن استشهاد 29 مصليا وإصابة 15 آخرين قبل أن يهجم المصلون على غولدشتاين ويقتلوه.

وبعد انتهاء المذبحة، أغلق جنود الاحتلال الإسرائيلي أبواب المسجد على المتواجدون فيه لمنع المصلين من الهرب، ومنع القادمين من خارج الحرم للوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى.

شهدت مدينة الخليل توتراً كبيراً في قراها ومدنها وكافة المدن الفلسطينية، وأثناء تشييع ضحايا المجزرة، أطلق الجنود الإسرائيليون رصاصا على المشيعين فقتلوا عددا منهم، مما رفع عدد الضحايا إلى خمسين قتيلا و150 جريحا.

 ثم بعد ذلك اندلعت مواجهات في مدينة الخليل، ما أدى إلى زيادة عدد الشهداء إلى 60 شهيداً ومئات الجرحى الفلسطينيين.

تقسيم الحرم

على إثر ذلك، أغلق الاحتلال الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة لمدة ستة أشهر كاملة، بدعوى التحقيق في الجريمة، وشكلت من طرف واحد لجنة "شمغار"، للتحقيق في المجزرة وأسبابها.

وخرجت اللجنة آنذاك بتوصيات منها، تقسيم الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة المواطنين في البلدة القديمة، ووضعت الحراسات المشددة على الحرم.

كما وأعطت للاحتلال الحق في السيادة على الجزء الأكبر منه، حوالي 60% بهدف تهويده والاستيلاء عليه، وتكرر منع الاحتلال رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي مرات عديدة.

ويشمل القسم المغتصب من الحرم: مقامات وقبور أنبياء، وشخصيات تاريخية، إضافة إلى صحن الحرم، وهي المنطقة المكشوفة فيه.

لم يكتفِ الاحتلال بإجراءاته السابقة، لينصب كاميرات وبوابات إلكترونية على كافة المداخل، ويغلق معظم الطرق المؤدية إليه في وجه المسلمين، باستثناء بوابة واحدة عليها إجراءات عسكرية مشددة.

كما وأغلقت قوات الاحتلال سوق الحسبة، وخاني الخليل، وشاهين، وشارعي الشهداء والسهلة، وبهذه الإجراءات فصلت المدينة والبلدة القديمة عن محيطها.

وفي 18 مارس/آذار 1994، صادق مجلس الأمن الدولي على قرار يدين مجزرة الحرم الإبراهيمي، ويدعو لاتخاذ إجراءات لحماية الفلسطينيين بما فيها نزع سلاح المستوطنين.

ورداً على المجزرة، نفذت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لـ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خمس عمليات استشهادية بين أبريل/نيسان وديسمبر/كانون الأول 1994 قتل فيها 36 إسرائيليا وجرح أكثر من مئة آخرين.

تطهير عرقي

وعُدت المجزرة كخطوة لبداية مخطط الاحتلال بتنفيذ تطهير عرقي للفصل والعزل وتشريد الفلسطينيين من البلدة القديمة لبناء "مدينة الخليل اليهودية".

ازدادت الاعتداءات على المسجد الإبراهيمي وأغلقت البلدية القديمة في محيطه.

وأغلقت قوات الاحتلال شارع الشهداء الذي يعتبر الشريان الرئيسي وعصب الحياة للفلسطينيين، ما أدى لإغلاق 1800 محل تجاري بالبلدة القديمة.

كما ومنع الاحتلال رفع الأذان في الحرم عشرات المرات شهريا، وفصلت مدينة الخليل وبلدتها القديمة عن محيطها.

وتعطلت حياة الفلسطينيين بالأزقة بعدما قررت حكومة الاحتلال إغلاق البلدة القديمة بشوارعها وأسواقها، وتقسيم الحرم بين المسلمين واليهود.

ووظف الاحتلال "اتفاقية الخليل" المبرمة مع السلطة الفلسطينية عام 1997 لتعميق الاستيطان بالبلدة القديمة التي يسكنها نحو أربعين ألف فلسطيني وهي المصنفة بـ "إتش 2" وتقع تحت سيطرة إسرائيل الأمنية.

 ويحتلها نحو 35 ألف يهودي موزعين على 27 مستوطنة وعشرات البؤر الاستيطانية والعسكرية بالبلدة القديمة ومحيط محافظة الخليل التي يسكنها قرابة خمسمئة ألف فلسطيني.

عام 2019

شهد العام الماضي 2019، أضخم عملية اقتحام للمسجد الإبراهيمي في الخليل، منذ احتلال المدينة عام 1967، وفقًا لإحصائية إسرائيلية لمجلس مستوطنات الضفة الغربية

وذكرت الإحصائية أن 1,456,953 مستوطنًا وسائحًا، اقتحموا المسجد الإبراهيمي، ومن بينهم 711,428 كانوا من المستوطنين اليهود.

وتشكل أعداد المقتحمين عام 2019، ارتفاعًا هائلًا بنسبة 90.6% مقارنة بالعام الذي سبقه 2018 ورقمًا قياسيًا جديدًا في موجة الاقتحامات.

وشهدا العام 2018 اقتحام  401,022 مستوطنًا، و307,068 في العام 2017، وهو يشكل ارتفاعاً بنسبة 77% مقارنة بالعام الماضي 2018.

وفيما يتعلق بأعداد المصلين المسلمين الذين ارتادوا المسحد في العام الماضي، بلغ عددهم إلى 617 ألف مصلٍ، وذلك مقابل 288 ألف في العام 2018 و 238 ألف في العام 2017.

وأشارت "الإحصائية" إلى أن هذا سجّل ارتفاعًا بنسبة 114% مقارنة بالعام 2018.

كما زار الإبراهيمي في العام الماضي 126 ألف من السياح الأجانب، وذلك مقابل 74 ألف سائح في العام الذي سبقه 2018، ما شكل ارتفاعاً بنسبة 71.8%.