الساعة 00:00 م
الأحد 05 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

تقرير تداعيات "كورونا" النفسية.. نصائح للتغلب عليها

حجم الخط
كورونا.jpg
أحمد البيتاوي- وكالة سند للأنباء

بات بحكم المؤكد أن الحياة قبل "كورونا" لن تكون كبعده، فهذا الفايروس الذي حفر اسمه في قائمة أكثر الأوبة شراسة، خلّف ندباً عميقة على كل الأصعدة النفسية والصحية، الاقتصادية والسياسية، وحتى الاجتماعية والدينية.

هذه التأثيرات يرى مختصون أن تجاوزها والخروج منها خلال المرحلة القادمة بأقل الخسائر، خياراً لا يبدو أنه في متناول اليد.

نستعرض في هذا التقرير أبرز التأثيرات النفسية التي يمكن أن يسببها "كورونا" للمواطن الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال، وهي خصوصية تجعله مختلفاً عن بقية الشعوب التي تعاني من تبعات الفايروس. 

تأثيرات نفسية عدة

محاضر الصحة النفسية في جامعة النجاح بنابلس محمد مرعي، يحدثنا عن أبرز التأثيرات النفسية التي من المتوقع أن يخلفها كورونا على الفلسطيني، فيقول:" بما أن الأمور متداخلة مع بعضها، لذلك من المتوقع أن الآثار الاقتصادية تحديداً ستضرب عصب الجانب النفسي".

ويكمل خلال حديثه مع مراسل "وكالة سند للأنباء":" المواطن العربي والفلسطيني كذلك يختلف عن نظيره الأوروبي، فهذا الأخير تقف الدولة بجانبه عند الأزمات أو في حال فقد عمله، وتقدم له دعماً مادياً تجعله في استقرار نفسي".

ويشير مرعي إلى أن الخوف على الحياة والخشية من الإصابة بالمرض يتربع اليوم على عرش المشاكل النفسية التي يعاني منها الفلسطيني، وهذا الخوف يضع المواطن في حالة توتر وقلق دائمين.

ولفت إلى أن ذلك بالإضافة لتغيير روتين الحياة يضعف مناعة الجسم ويجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

ويؤكد مرعي على أن التعليم الالكتروني الذي يعتبر أحد إفرازات "كورونا"  يسبب أيضاً ضغوطاً نفسية سواء على الوالدين أو الطالب نفسه، فهم غير معتادين على هذا النوع من التعليم.

ويضيف: "قد يحاول البعض الخروج من هذه الضغوطات من خلال التدخين  أو تناول المسكرات وتعاطي المخدرات، أو من خلال تفريغ هذا الضغط على الآخرين على شكل نوبات من الغضب، فتكثر المشاجرات بين الأزواج أو الجيران".

منع تجوال كورونا مختلف

ويرى مرعي أن منع التجوال الذي فرضه كورونا على الفلسطينيين يختلف عن ذلك الذي كان يتسبب به الاحتلال سواء خلال الانتفاضة الأولى أو الثانية، وهو ما يعني ظهور مشاكل نفسية مستجدة في المجتمع الفلسطيني.

وتابع : "الفلسطيني يواجه اليوم عدواً خفياً يختلف عن الاحتلال الذي كان يواجهه بالغذاء الروحي والتضامن العائلي والتواصل مع الجيران، المساجد اليوم مغلقة، في حين يبدو التواصل الجسدي المباشر مع المحيط والعائلة في حدوده الدنيا، كما أن التواصل الإلكتروني غير كاف وقد يكون خادعاً".

وبحسب مرعي فإن تواجد الإنسان في مجموعات يمنحه صفة "الفضفضة" التي تساهم في تفريغ الشحن النفسي، مشدداً على أن هذا الأمر غير موجود اليوم في المجمل.

أكثر الشرائح عرضة

وعن أكثر الشرائح انكشافا لتأثيرات كورونا النفسية، ذكر مرعي: "الأطفال في المقام الأول، هؤلاء صار عندهم خوف من اللعب مع المحيط، وهذا يدفعهم للبقاء خلف شاشات التلفاز والجولات وبالتالي قد يصلوا لمرحلة الإدمان".

ويلفت مرعي إلى أن تواجد الأطفال في المنزل لفترات طويلة قد ينتج عنه مشاكل بين الأشقاء والجيران، وعليه فقد يلجأ الآباء لطرق عنيفة كالضرب لحل هذه المشاكل، الأمر الذي له تبعات نفسية كثيرة.

ويتابع: "العاملون في القطاع الصحي سيتضررون نفسياً من كورونا، وكبار السن كذلك، فهؤلاء معتادون على زيارة الأبناء والأحفاد، اليوم قد يشعرون بالوحدة التي لها تبعات نفسية مدمرة".

تفاوت في التأثيرات النفسية

بدوره يرى المرشد التربوي والنفسي طلعت حامد أن تبعات كورونا النفسية على المواطن الفلسطيني تختلف من شخص لآخر من حيث النوع والشدة، مستدركاً:" غير أن الخوف والقلق يبدو صفة مشتركة وعامة".

وبيّن أن القلق يختلف عن الخوف، فهذا الأخير يكون عادة من شيء معروف، وفي حالة كورونا فإن الغالبية اليوم تعاني من القلق بأقسامه الستة من ذعر ورهاب اجتماعي ووسواس قهري وغيرها ينتج عنه أعراض وإضرابات أخرى.

ويرى حامد أن حالة الاكتئاب قد تطفو إلى السطح في حال انتشر الوباء بصورة أكبر مخلفا وفيات وانهيارات اقتصادية.

وأشار إلى  وجود نقص حاد في أعداد الأطباء والأخصائيين النفسيين في الوطن، الأمر الذي سيزيد من تفاقم آثار كورونا النفسية.

سلوكيات تخفف من الضغط النفسي

وعن أهم النشاطات والممارسات التي تخفف من تبعات كورونا النفسية، عدّد حامد:" الاهتمام بالجوانب الروحانية، التحدث مع المقربين و"الفضفضة"، التمسك بالروتين اليومي، ممارسة الرياضة بشكل يومي، التقليل من المشروبات التي تزيد من التوتر كالقهوة والمشروبات الغازية واستبدلها بالماء والحليب والأعشاب الصحية".

ويعتبر حامد  المطالعة والنوم لفترات كافية والاهتمام بالنظافة الشخصية وتناول الغذاء الصحي وممارسة الاسترخاء العضلي والتنفسي والتأمل، كلها عوامل تساهم في التخفيف من حدة الاحتقان النفسي.

وينصح المرشد التربوي والنفسي المواطنين فيقول "لكل شخص يعاني من اضطراب نفسي، تذكر بأن هذه الأزمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وأن الحياة مليئة بالأحداث، وأنك اجتزت الكثير منها بنجاح، انظر لهذه المحنة بطريقة إيجابية، واجعلها فرصة للتقرب من الزوجة والأولاد وزيادة المعرفة".