عبر استخدام مجموعة كبيرة من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، تمكن المبرمج الفلسطيني من قطاع غزة المحاصر محمود أبو غوش من تطوير برنامج قادر على تشخيص فايروس "كورونا".

وبإمكان هذا البرنامج أن يشخص الفايروس بواسطة الأشعة السينية لمنطقة الصدر "الرئة تحديداً"، التي لا تجزم جزماً تاماً بوجود الفايروس أم لا، لكنها عن طريق خوارزمية البرنامج تعطي مؤشرات على الإصابة، حسبما ما يقول أبو غوش 27 عاماً.   

طريقة عمل البرنامج

يتمتع البرنامج بأنه قادر على تزويد الأطباء بعمر وجنس المصاب وتاريخ الإصابة، وقادر على أن يقدم تقريراً للتنبؤ بخطورة المرض.

البرنامج يحتوي على 55 ألف صورة متنوعة لأشخاص مصابين بالمرض، و30 ألف صورة لأشخاص مصابين بالتهاب رئوي؛ حيث تعمل خوارزمية البرنامج على تشخيص وجود إصابة حال تطابقها مع الصور الموجودة.

وحينما يقوم الأطباء عن طريق البرنامج فحص شخص من المحتمل أن يكون مصاباً بالفايروس، فإن البرنامج يقوم بإجراء تغذية راجعة مع الصور الموجودة والتي تلمح بواسطة الأشعة السينية إلى وجود إصابة مشابهة تعرف عليها البرنامج.

أبو غوش الذي يعمل مهندساً للبرمجيات ومحاضراً لدى العديد من الجامعات الفلسطينية يقول لمراسل "وكالة سند للأنباء"، إنه جمع صور الإصابات بواسطة أصدقاء له من 13 دولة أجنبية وعربية.

ويقول إنه يعمل مع أصدقاء له على زيادة نسبة الدقة على البرنامج، لاسيما وأنه يحتوي معلومات مثل: الدولة، والعمر، وتاريخ الميلاد، وفي حال إضافة معلومات جديدة فإن هذا سيدعم قوة التشخيص، وفقاً لتطلعاته. 

جدوى البرنامج

وعن جدوى هذا البرنامج وقدرته على كشف الإصابات يقول أبو غوش، إن البرنامج جُرب في مستشفيات بإيطاليا؛ حيث كانت نتائج الفحوصات بنسبة 98% دقيقة بعد تشخيص حالات مصابة بالكورونا.

في قطاع غزة يتواجد جهاز وحيد داخل مجمع الشفاء الطبي ولا تستطيع وزارة الصحة نقله من مكان لآخر لاسيما وأن عملية نقله يحتاج لتوفر بنية مؤهلة حتى يستطيع البرنامج أن يعمل باحتراف.

ومن مميزات البرنامج الذي يعمل أبو غوش على تطويره أنه يمكن نقله من مكان لآخر، والذهاب به إلى مراكز الحجر الصحي، وإجراء فحوصات للمواطنين في نفس الوقت، وإخراج النتائج بشكل فوري.

نقص الإمكانات

ورغم نقص الإمكانات في غزة إلا أن وزارة الصحة وفقاً لما يشير أبو غوش لمراسل "سند" تعمل حالياً على إيجاد ممولين لجلب 3 أجهزة متنقلة؛ لفحص الأشعة السينية.

تجريب هكذا برامج بحاجة إلى "سيرفر سحابي"، حيث ساهمت شركة (Siemens) الألمانية بتوفيره للمبرج أبو غوش لمدة 6 أشهر بشكل مجاني، والذي يتطلب حجزه لـ 15 ألف دولار، وهو مبلغ كبير لا يقدر محمود على توفيره.

ويعمل الباحث في هذا الوقت على إعداد ورقة علمية بالشراكة مع باحثين أجانب وعرب لتقديمها لمراكز أبحاث وجامعات، بهدف تطوير البرنامج ليعود بالنفع على البشرية في ظل جائحة "كورونا".