مع مضي أكثر من شهر على انتشار فيروس كورونا (كوفيد_ 19) في معظم دول العالم، ألقى بتأثيراته على مناحي الحياة كافة، وغير العديد من الأنماط والعادات المنتشرة بين الناس.
في فلسطين، وتحديداً في مدينة نابلس، دفع انتشار كورونا إلى انشغال الناس في أعمالهم المنزلية، ما أفرز نماذجاً جميلة من الحياة، تملؤها العناية والطبيعة الخضراء، من خلال توجه الناس للاهتمام بحدائق منازلهم بشكل أكثر.
أسباب مختلفة، دفعت بالناس إلى اللجوء إلى الاهتمام بحدائقهم المنزلية، سواء رغبة في اتساع وزيادة قضاء الأوقات فيها، أو بجعلها مصدر بسيط لتوفير جزء من الجانب الغذائي الصحي للأهالي، أو سعياً في إضفاء منظر جميل للمنازل.
ذاك التوجه لزيادة الاهتمام بحدائق المنازل وترتيبها أنعش سوق بيع الأشتال في مدن الضفة الغربية، والتي شهدت إقبالاً واسعاً، سواء من الجانب الفردي أو من خلال مؤسسات مجتمعية تدعم الزراعة، خاصة في الريف الفلسطيني.
تجميلٌ للحدائق
صاحب مشتل أبو شهاب في مدينة نابلس يقول لـ "وكالة سند للأنباء" إن الإقبال الكبير خلال الأيام الأخيرة على المشتل، كان لشراء أشتال لمزروعات بالإمكان زراعتها في حدائق المنازل أو على أسطحها.
ويوضح أن من بين تلك المزروعات، أشتال الزعتر والميرمية والبقدونس والفلفل والخس والجرجير، إلى جانب أزهار الزينة.
ويتفق مع ذلك أحد المشرفين على مشتل أرض وورد، والذي يبين لـ "وكالة سند للأنباء" أن الاهتمام في الأيام الأخيرة من قبل الزبائن كان لشراء الأشتال من كافة الأصناف، وكذلك أصحاب الشقق السكنية في المباني، بهدف تجميل منازلهم لبقائهم فيها معظم الوقت، ورغبةً في قضاء أوقاتهم بشيء يعيد عليهم بالبهجة والسعادة.
وللتعرف أكثر عن سبب الإقبال، يقول المهندس الزراعي محمود الصيفي، أن ظاهرة الاهتمام بالحدائق المنزلية، في غاية الأهمية، ويتم حالياً تعزيزها من مؤسسات دعم المزارعين من خلال الانخراط في مشروع تشرف عليه وزارة الزراعة الفلسطينية وهو توزيع مليون شتلة.
حملة وطنية
ويلفت الصيفي لـ "وكالة سند للأنباء" إلى أنه ضمن إطار الحملة الوطنية تم توزيع مليون شتلة خضار بعلية لزراعة عشرة آلاف حديقة منزلية والتي تقوم عليها وزارة الزراعة الفلسطينية بالشراكة والتنفيذ مع ائتلاف المؤسسات الزراعية الفلسطينية ومؤسسات القطاع الزراعي.
ويبين أن الهدف من هذه الحملة هي دعم قاعدة الإنتاج المحلي وتوفير سلة السلع الزراعية الرئيسية على المستوى المنزلي، خاصة في ظل الإجراءات الوطنية في مكافحة فيروس كورونا.
من جانبه، يبين مدير الإغاثة الزراعية بنابلس ضرار أبو عمر لـ "وكالة سند للأنباء" أن توفير منتجات زراعية للأسرة يعد في غاية الأهمية وطنيا ومجتمعيا، في ظل توقف العمل منذ شهر وفقدان الكثير من الأسر مصدر رزقها.
ويقول أبو عمر: "وجود إمكانية للزراعة في حديقة منزلية يعد مثمراً خاصة أن الزراعة ليست صعبة، وهناك وقت وفير للعناية بها في ظل الالتزام المنزلي".
ويشير رئيس بلدية عقربا إلى أن عشرات الأسر قد استفادت من مشروع مركز أبحاث الأراضي، وحصلت على أشتال، من أجل زراعتها في حدائقها المنزلية.
