بين جنبات منزله يتجول الشاب أحمد الصاوي (25 عاما)، مدرب اللياقة البدنية وكمال الأجسام، فتجوب عينيه في زوايا المنزل، بحثا عن أدوات بديلة تمكنه من ممارسة الرياضة التي يهوى.
استغل الشاب العشريني أثاث بيته في فترة الحجر المنزلي وإغلاق النوادي والصالات الرياضية، بعد إجراءات الحكومة في قطاع غزة لمواجهة تفشي فيروس "كورونا".
وحاول بأقل التكاليف ووفق ما توفر من أدوات في منزله إيجاد معدات رياضية بديلة تعينه على ممارسة التمارين التي لطالما مارسها في صالات رياضية مؤهلة لذلك، ولم يكن الحجر المنزلي عائقا أمامه لممارسة هوايته.
استعان الصاوي بشقيقه الأصغر أنس ذو التسعة أعوام، مرة في حمله كوزن خلال تمارينه ووضعه على بعض المقاعد لرفعها كوزن خارجي، ومرة أخرى في الاستفادة منه لتصوير مقاطع فيديو توثق تلك التمارين لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى بات وجود أنس أمرا أساسيا خلال التمرين.
نشر الصاوي مقاطع فيديو له خلال تمارينه الرياضية في المنزل، على مواقع التواصل الاجتماعي، ليعزز تلك الفكرة لدى الشباب الفلسطيني ومحبي ممارسة الرياضة، فلاقت تلك المقاطع رواجا كبيرا، دفعت العديد من الشباب لتطبيق تلك الفكرة في بيوتهم.
كما دفعتهم للتواصل مع الصاوي، للاستفادة من تجربته ونصائحه في هذا المجال.
عمل على إدارة النادي عن بعد، من خلال التواصل مع المتدربين وبث صورة مباشرة لهم لتعزيزهم على ممارسة الرياضة وارسال مقاطع مصورة له لتقييم أدائهم.
سخر الصاوي كل ما هو متاح من أثاث لممارسة تمارينه في صالة منزله التي لا تتجاوز الـ15 مترا، كي لا ينقطع عن التمارين خشية من أن يعاني من ضمور في عضلاته، تجعل مشواره في بناء العضلات الذي بدأه منذ سبع سنوات، يضيع هباء منثورا.
استعان ببعض أدوات المطبخ، وأثاث المنزل، ومقاعده، وحتى أبوابه كي يجد بديلا لتك الآلات التي اعتاد على ممارسة الرياضة بواسطتها لمدة سنوات.
يقول إن جسده لم يتأثر بهذا التغيير إطلاقا، لا سيما أنه يمارس التمارين بشكل يومي كما اعتاد في السابق، بالرغم من أن كفاءة تلك الأدوات البسيطة لا تعوض كفاءة المعدات التي كانت متوفرة داخل النادي.
كما يرى أن ممارسة الرياضة قد تعطي الأشخاص قوة لتجاوز أزمة الحجر المنزلي وقضاء بعض الوقت الممتع مع أفراد عائلتهم للاستفادة من وقتهم وتعزيز صحة أجسادهم ومناعتهم، لا سيما في ظل انتشار فيروس كورونا، وارتفاع الإصابات في شتى الدول.
وينصح الصاوي الشباب وجميع الفئات العمرية بممارسة الرياضة المناسبة لأعمارهم للتغلب على الأزمات النفسية التي يواجهونها فترة الحجر المنزلي، والاستمتاع بالطبيعة لممارسة رياضة الجري أو المشي.