الساعة 00:00 م
الأحد 28 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.84 جنيه إسترليني
5.4 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.1 يورو
3.83 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

العمال ورمضان... صراع مع "كورونا" بحثاً عن لقمة أطفالهم!

حجم الخط
52_40_16_26_3_20205.jpeg
رام الله-وكالة سند للأنباء

مع تفشي فايروس "كورونا" وما تبعه من فرض قيود فلسطينية وإسرائيلية على حرية الحركة خشية انتقاله، يعاني العمال الفلسطينيون في الداخل المحتل معاناة مضاعفة تعمقت أكثر مع قدوم شهر رمضان المبارك.

قيود متعددة فرضتها جائحة "كورونا" تتمثل بإجراءات إسرائيلية صارمة ومشددة على الحواجز العسكرية، وأخرى فلسطينية تعرقل أي محالات من قبل العمال للتسلل بواسطة ثغرات جدار الفصل العنصري. 

يقول العامل خالد أبو صبحة من بلدة قرواة بني زيد شمال رام الله: "أعيش معاناة متعددة الأوجه، ما بين ملاحقة أمنية، واعتقال، وانتظر طويل، وتفتيشات على تصاريح الدخول".

يضيف "أبو صبحة": "هذه لقمة خبز مغمسة بالعرق والدم وأحيانا بفايروس كورونا الذي أرهقنا وأتعبنا وزاد من معاناتنا وجعلنا فقراء ونبحث عن توفير لقمة أولادنا وسط كل هذه المعاناة".

تأمين لقمة الخبز

أما ربة المنزل عفاف سلايمه من بلدة عنبتا فتشكو من أن زوجها العامل منقطع عن العمل منذ بداية أزمة "كورونا"، وتقول إن الفقر بات ينهش أحوال أسرتها المكونة من 10 أفراد في شهر رمضان الذي تكثر فيه احتياجات أسرتها.

وتشير إلى أن زوجها يكافح وقرر العودة للعمل في الداخل المحتل رغم مشقة السفر والتنقل، والصيام في رمضان؛ بحثاً عن لقمة عيش أولاده.

وترفض "سلايمه" أن يجلس زوجها في بيته لتلقى المعونات والمساعدات التي لا تكفي لسد الرمق، حتى وإن وجدت، كما تقول.

العامل بهاء حوراني من مخيم قلنديا يقول "الوضع مؤلم بصدق بسبب إجراءات كورونا، والضغوطات تزايدت علينا أكثر فأكثر خلال الأسابيع الماضية، ونحن لا نعلم ماذا نفعل!؟"

ينبه "حوراني" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يغض الطرف عن العمال المهربين للداخل الفلسطيني؛ لأنه يريد مصلحته وألا تتوقف عجلة اقتصاده.

إرهاق وملاحقة 

العامل على شلبايه من بلدة مسحة غرب سلفيت يقول، إنه التزم بمنزله 14 يوماً وحجر نفسه مع بداية "كورونا" لكنه لاحقاً اضطر أن يعود لعمله في الداخل المحتل عبر الجدار؛ رغم القيود المفروضة على حركة التنقل بين المدن والقرى الفلسطينية.

ولم يتلق هذا العامل أي مساعدات في ظل جائحة "كورونا ولذا عاود عمله من أجل توفير احتياجات أسرته، رغم مشقة صيام شهر رمضان.

ويضيف "رغم مخاوف كورونا والتعب والإرهاق والعمل في أشغال شاقة وملاحقة الجنود والشرطة الإسرائيلية قررت أن أواصل عملي.

معاناة متزايدة

ويسجل الاتحاد العام للنقابات أنواعاً عديدة من الاعتداءات على العمال وإلقائهم على الطرق من قبل مشغليهم.

يقول رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد، إن معاناة العمال تزداد يوماً بعد آخر في ظل تزايد الأخطار عليهم، مشيراً في المنحى نفسه إلى أن نسبة الإصابات في صفوف العمال في الضفة الغربية هي 75%.

محافظ سلفيت عبد الله كميل حذر من استمرار تدفق تسلل العمال من وإلى الضفة الغربية؛ لأن ذلك معناه تفشي فايروس "كورونا"، مشدداً على أن الإجراءات في محافظته ستبقى "ولا يمكن أن ننساق خلف من لا يدرك خطورة الوضع الراهن".

مناشدات

في المنحى نفسه توثق مصادر حقوقية وعمالية معاناة العمال الفلسطينيين في شهر رمضان وفي ظل تفشي فايروس "كورونا".

وتشير هذه المصادر إلى أن العمال يتذوقون مرارة الملاحقة اليومية مع ساعات الفجر الأولى، ومع وصول المنطقة التي يجب عليهم أن يدخلوا من خلالها بدون تصاريح والمشي في الجبال والوديان.

ويناشد عمال الضفة المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية والنقابية للتحرك العاجل لوقف معاناتهم اليومية والمتجددة والتي تزايدت مع مخاوف انتشار فايروس "كورونا" بشكل غير مسبوق.

ويدعو كذلك أن تتوقف ملاحقتهم أثناء عبورهم عبر الجدار من وإلى الضفة؛ لأنهم مجبرون على العمل وسط كل هذه الظروف لتأمين لقمة خبز وحليب أطفالهم.