الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

مغتربون.. رمضان في الوطن "الأحب"

حجم الخط
غزة – وكالة سند للأنباء:

في الغربة، تبدو الأيام وكأنها نسخة متكررة، تمضي على النفس بوتيرة لا تُشعل في قلب المغترب سوى الحنين إلى وطن، التفاصيل فيه لا تُشبه غيره في أي مكان، حيث بساطة الحياة، تلذذٌ في نعيمه، دفء العلاقات، كثرة الحكايات، وأنس الليل وسمره، وكثير من الحب.

في ظل حلول شهر رمضان المبارك، يعيش المغترب أجواءه بشوقٍ متضاعف، يفتقد فيها تلك الحياة التي كانت تشبه قلبه، تُحي روحه، وتبعث في نفسه الهمة والأمان والرضا، حيث أحبته في الوطن وصوت عائلته.

أمورٌ كثيرة تلك التي تُداهم ذاكرة كل مغترب خارج حدود وطنه، وهو يقضي شهر رمضان في ظل أوضاع ليست عادية، في ظل انتشار وباء عالمي فيروس "كورونا"، ليزيد عنتَ القلب أكيالاً أخرى.

لمة العائلة

الشابة صابرين عليان والمقيمة في دولة ماليزيا، تمضي شهر رمضان بعيداً عن عائلتها في قطاع غزة، تقول لـ "وكالة سند للأنباء": "إن هناك الكثير من الأمور التي كنت أفعلها في شهر رمضان، حينما كنت أعيش في مدينة غزة مع عائلتي، غابت اليوم، لكن اليوم رمضان يحل عليّ وأنا أفتقد رفاقي وأهلي والزيارات التي كنا نتبادلها معاً طوال الشهر".

وتضيف عليان:" لربما صلاة التراويح في ماليزيا تشبه الصلاة في غزة، لكنني أفتقد الرفقة التي كنتُ أذهب معهم إليها، أفتقد العزائم التي كنا نقيمها في غزة لجمع العائلة أكثر من مرة، والتي كانت من أجمل اللحظات التي تمنحنا السعادة والأجر".

وتوضح أنّها تفتقد لحلويات "القطايف" المنتشرة في قطاع غزة، والتي كانت تتناولها بعد صلاة التراويح، لها مذاق رائع ومختلف عن أي طعم آخر في أي مكان.

زينة الشوارع

فيما يقول الشاب عز الدين المبحوح والمقيم في بلجيكا لـ "وكالة سند للأنباء" إن أجواء رمضان مختفية تماماً حيث يعيش، وهذا أمرٌ صعبُ على النفس، لأنك لا تشعر بقدومه، إلا إذا صنعت أجواءً خاصة بهذا الشهر المبارك في المنزل لنفسك.

ويوضح أن أعظم النعم التي يحرم منها المغترب هي لمة العائلة بشكل عام، وخاصة في رمضان على موائد الإفطار، بالإضافة إلى أجواء صلاة التراويح غير الموجودة.

ويضيف المبحوح إن لإزعاج الأطفال ليلة أول أيام رمضان وانطلاقهم في الشوارع وترديد الأغاني فرحاً بقدوم رمضان، كل ذلك كان له نكهة خاصة تشعر النفس بالسعادة بأجواء رمضان، بالإضافة إلى زينة المساجد والشوارع ابتهاجاً.

ويلفت إلى أن الفلسطيني في الخارج يفتقد إلى رمضان ذاته، وجمعة الأحباب والأصدقاء بعد صلاة التراويح على أبواب البيوت وفي كل مكان، بالإضافة إلى صلة الأرحام وزيارات الأقارب والمحبين.

ويتابع المبحوح: "في ظل انتشار فيروس كورونا، صعّب من عيش الأجواء ولو بالحد القليل، بسبب التباعد الاجتماعي المفروض، والإجراءات الاحترازية في كل مكان".

القبلة الأحب

وتوافق سمية برهوم والمقيمة في تركيا المغتربين السابقين، بأن أكثر ما تفتقده في الغربة اجتماع العائلة على مائدة الإفطار، والأنس بتفاصيل هذه اللحظات الجميلة، كذلك صلاة التراويح سواء في المنزل أو المسجد، والتي كانت باقة رمضان وعبقه النوراني المختلف، وكذلك زيارة الأرحام وتفقدهم والشعور بأنفاس العائلة وقربهم.

وتقول برهوم لـ "وكالة سند للأنباء": "مهما كان الوطن قاسياً على أبناءه، فيما لا طاقة له إثر سياسات خارجية تخنقه، يظل المرتع الآمن، والقبلة الأحب، ووجهة قلوبنا الأقرب".

وتضيف: "من يخرج من غزة ويرى سرعة العالم المخيفة، يدرك جيداً رغد العيش وسهولته في غزة، ما بين مواصلات ومدن وإجراءات قد تتطلب منك أياما متتالية، بينما في غزة كانت تستغرق منك بضع ساعات، وكنت حينها تتذمر وتختنق".
وتتمنى برهوم أن تزول جائحة كورونا الذي خنقت المغتربين وضاعفت من ضيقهم بسبب الحجر المفروض في معظم دول العالم، وأن يُنعم على الجميع لقاء أحبتهم من جديد، وأن تزول معاناة السفر والحروب على الحدود كي يتسنى لكل مغترب العودة إلى دياره سالماً مطمئناً.