الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بالفيديو "دارَة".. فليم وثائقي من غزة يفوز بمهرجانٍ دولي

حجم الخط
96161028_529668257909093_6431120420841193472_n.jpg
غزة - وكالة سند للأنباء

لطالما تمنّت في صغرها أن تُصبح "صانعة أفلام" يُشار إليها بالبنان، فهي التي نشأت على حُب الكتابة، الصوت، والصورة، وتعايشت مع هذه التوليفة، كبرت معها، أطعمتها الكثير، لتجد نفسها في عمر السادسة عشر وراء الكاميرا، أمام شاشة المونتاج، تُدير اللوكيشن (مكان التصوير)، ومنذ هذه اللحظة وهي تسير نحو شغفها بخطى واثقة، ناجحة، وفارقة.

صانعة الأفلام الوثائقية الشابة آية المتربيعي (20 عامًا)، فازت مؤخرًا بفيلم " دارَة " بجائزة الجمهور في مهرجان"the world film festival 2020  Girls impact" المنعقد بالولايات المتحدة الأمريكية في دورته الثامنة.

تستهل صانعة الأفلام الوثائقية "آية" حديثها لـ "وكالة سند للأنباء": "في طفولتي كنت أحبّ الكتابة، الرسم، التصوير، والمشاركة في مسابقات الشعر، تميزت بهذا الحبّ، عشته، وكبرت معه إلى أن وصلت لصناعة الأفلام في عمر السادسة عشر".

ويَروق لـ "آية" أن تُعرف نفسها، بـ "عندما تتنفس الشغف، يُولد الفن، الصورة والصوت"، فما محاولات الطفولة إلا طريق يُمهد للوصول إلى التوليفة النهائية التي تجمع كل التجارب والأعمال في قالبٍ واحد "صانعة فيلم".

تدرس ضيفتنا إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية في الجامعة الإسلامية، وتُمارس الفنون السمعية البصرية كشغفٍ يُرافقها كظلها، بدأت مشوارها من تجربتها الفيلمية الأولى عام ٢٠١٧ كطالبة مدرسية ثانوية عن فيلمها Uprising students "طالبات الثورة"، فاز بالمركز الثالث بمسابقة "بدنا نفهم الي النا والي علينا"، بمؤسسة مفتاح برام الله.

تُتابع الحديث بكلماتٍ تملؤها الإيجابية: "بعدها بدأت بالتعلم والممارسة أكثر في الأفلام الوثائقية، ليكن لي اسمًا كما أحبّ أن أراه في عالم الوثائقية، ومعه مارست العمل الحر في مجال التعليق الصوتي، والتدريب أونلاين".

"راء" و"دارة"، فيلمين وثائقيين أنتجتهما "آية" عام ٢٠١٩، وقبل أيام، فاز "دارة" بجائزة الجمهور، ومرشح عن جائزة أفضل إنتاج في مهرجانGirls impact the world 2020، وهو الفيلم الوحيد المشارك في هذا المهرجان من فلسطين.

"دارة" الذي حصد جائزة الجمهور من بين ثلاثة أفلام متصدرة والمرشح أيضاً لجائزة أفضل إنتاج، شارك بالمهرجان ضمن فئة الفتيات والاستقلال المادي، وعُرض أيضاً في مهرجان أفلام الطلاب من فلسطين، وصنف ضمن الأرشيف الفلسطيني للأفلام في مكتبة روبنشتاين بجامعة ديوك Duke الأمريكية.

سألتها "ما هو فيلم دارة؟" فأجابت: "دارة، وثائقي بورتريه شعري، يعرض فلسفة الدائرة في حياة الشابة الغزية يارة أيوب، أخصائية بصريات، وهاوية للتطريز بالتارة، ترسم لوحات رائعة باستخدام الإبرة والخيط".

"نرى كثيرا من الدوائر في حياتها، النظارة، التارة، ودائرة العيش في غزة، كيف توفق بين هذه الدوائر، وهل من دوائر جديدة تطمح لها"، تقول "آية".

وتُشير إلى أن "دارة" هو أول فليم فلسطيني يُشارك في هذا المهرجان، فأغلب المشاركات من الولايات المتحدة، إسبانيا، ودول أفريقيا، حتى يكاد الوجود للفيلم العربي غائب.

بدا صوتها أكثر بشاشة وهي تسرد تفاصيل مشاركتها في المهرجان: "كأي إنسان شغوف بأفلامه وقصصه يتطلع بأن تُسافر إلى خارج حدود غزة الصغيرة، ليراها العالم، كنت أغتنم كل الفرص. أخبرتني صديقة عن المهرجان قلت :لازم أشارك، لأنه دارة لازم يدور".

قدمت "آية" للمهرجان في شهر سبتمبر/ أيلول العام الماضي، ومرّ في كتير المحطات والمراحل، من القائمة الأولية للأفلام، لمرحلة التصويت لجائزة الجمهور، ثم قائمة الأفلام النهائية المرشحة، وأخيرًا بتاريخ الـ ١٨ من ابريل الماضي، النتائج وإعلان الجوائز".

خلال هذه المدة، حوّل الانتظار والترقب الأيام إلى شهور، الدقائق ثقيلة، والأحاسيس متناقضة تستذكر: "كنت أحيانًا أتناسي، وفي مرات أتوتر، وأحيانا أتفائل، والنتائج لم تظهر بعد".

تتحدث "آية" بصراحة: "عندما كنت أرى التواجد العربي ضعيفًا في المهرجان، أحتار في تحديد هل هذا نقطة ضعف أم قوة للفليم؟ لكن مع وقت الانتظار أدركت أنه قادر على المنافسة فهو يُتميز بمعالجة درامية فنية جديدة تخص قصص السيدات من غزة".

"آية" كانت تجد في اسم المهرجان مبالغة، فهل للسيدات تأثير على العالم؟ لكنّها وجَدت إجابة السؤال فيما بعد.

تُكمل: "أثناء التسجيل للمشاركة لم يكن في التصنيف الدول، اسم فلسطين، فاضطررت لأختار الأردن، وفعلًا ظّل اسمي مصنفًا للأردن، إلى حين الإعلان عن المرشحين، شعرت بالأمان، سألتهم أنا فلسطينية لماذا لا توجد دولتي مع قائمة الدول؟"، بعدها تركت لهم مساحة مفتوحة للإجابة.

يوم الإعلان عن النتائج، كان اسم "دارة" إلى جانب اسم آية المتربيعي، وعلى الجانب الآخر "الجامعة الإسلامية بغزة.. فلسطين"، تدفق شعورها بالفرح: "هذه الفرحة الكبيرة، مشاركتي، سمحت لمن بعدي الكثير من الشابات والشباب ليشاركوا بكل أريحية من مكان اسمه فلسطين".

أخيرًا بماذ تطمح "آية"؟ ترد بابتسامة: "لن أكلّ من دعم نفسي وشغفي، فقصة نجاحي تحتاج الكثير، وفيلم دارة سيكون بداية لمشاركاتي في مهرجانات عالمية ليكن اسمي ساطعًا في سماء الوثائقية".