تُلح أسماء على الله بالدعاء خلال ساعات الليل الحالك في شهر رمضان، بأن ترى والدها الأسير محمود أبو خربيش 54 عاماً، والذي اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 1988.
فمنذ كان عمرها 4 شهور، وأسماء التي تجاوز عمرها الثلاثون، تنتظر بشوق وعلى أحمر من الجمر؛ لكي تحتضن والدها، ولو لمرة واحدة فقط قبل أن يسرق الزمن عمرها وعمره.
تقول أسماء لـ "سند"، نجلس على مائدة الإفطار في شهر رمضان، وكلنا أمل أن تتكحل عيوننا برؤيا والدي محمود.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأسير أبو خربيش من سكان الديوك، بمحافظة أريحا، أثناء إلقاء زجاجات حارقة، على حافلة كانت تقل مستوطنين في انتفاضة الحجارة.
سلك شائك
وتضيف، أنها لم تعرف، ولم ترى والدها، إلا من خلال لحظات عابرة زارته فيه في السجن، تحت الأسلاك الشائكة، وتحت فوهات البنادق، والتفتيش المذل والمهين من قبل السجان.
ورغم مرارة الحرمان، الذي تتجرعه أسماء منذ 31 عاماً؛ إلا أنها لم تضعف ولم تفقد أملها، وهي تقول، "سأرى أبي بصفقة تبادل عما قريب كما رأينا من قبل خروج الأسرى في صفقة وفاء الأحرار".
وتتذكر أسماء بأن اسم والدها كان من بين الأسرى القدامى، الذين تم اعتقالهم قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، لكن سلطات الاحتلال نكثت وعودها بالإفراج عن الدفعة الرابعة منهم قبل عدة سنوات.
إنجازات في السجن
ولا تنسى أسماء مشوار سجن أبيها؛ فكله مشوار تحدي للسجان، رغم طول مدته، فتم نقله إلى أكثر من سجن بهدف عقابه وضرب معنوياته العالية دون جدوى.
كما أنه، خاض عدداً من الإضرابات، عن الطعام لتحقيق مطالبه العادلة؛ لينهي دراسة الثانوية في سجون الاحتلال، ويلتحق في جامعة القدس، تخصص "بكالوريوس وعلوم سياسية".
وتقول أسماء بفخر، أن والدها نجح واستثمر وقته جيدا في الأسر، وهو ما جعله يتمكن من إتقان عدة لغات خلال فترة اعتقاله منها: الإنجليزية، والعبرية، والإسبانية، والألمانية.
ويعد أبو خرابيش عميد أسرى محافظة أريحا وأقدمهم من حيث تاريخ الاعتقال، في سجون الاحتلال الإسرائيلية.
كما أنه يصنف، على أنه من ضمن قائمة الأسرى، الذين أمضوا ما يزيد عن ربع قرن في سجون الاحتلال، ليصل الآن 31عاما في الأسر.