الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.. كسرٌ للقواعد ورسم لسياسية جديدة

حجم الخط
يوسف فقيه _ وكالة سند للأنباء:

بعد إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة التطبيع مع إسرائيل، يرى محللون سياسيون ومختصون بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي أن الاتفاق التطبيعي، شكل كسرا لقواعد عربية، ورسم لسياسة جديدة بالشرق الأوسط تقوم على تحقيق المصالح الإسرائيلية دون ثمن، وتراجع مكانة القضية الفلسطينية.

ويوضح المحلل السياسي عبد المجيد سويلم أن الاتفاق الإسرائيلي– الإماراتي برعاية الإدارة الأمريكية، جاء بمثابة هدية مجانية لنتنياهو وترامب في فترة أزمة، يعانيان منها على المستوى الداخلي.

عهد جديد

ويعبر سويلم في حديث لـ"وكالة سند للأنباء" أن الاتفاق محاولة من الإمارات لتدشين عهد جديد من العلاقة العربية الإسرائيلية في اختراق للمواقف العربية، ومقدمة لمسار سياسي على جدول الأعمال يتجاوز الحقوق الفلسطينية، ومبادرة السلام العربية، ويتجاوز الخطوط التي رسمت لإقامة علاقة عربية إسرائيلية على أساس السلام مقابل التطبيع.

ويشير سويلم إلى أن الاتفاق خلق مرحلة جديدة تصبح فيها إسرائيل جزء من منظومة الشرق الأوسط دون أن تدفع أي مقابل، والحديث عن وقف الضم هو خداع، ومحاولة تسويق للاتفاق، وأن واشنطن هي من أجلت الضم قبل الإعلان عن الاتفاق الأخير.

رعب عربي

ويستبعد سويلم أن الإمارات أقدمت على هذه الخطوة دون الاتفاق أو مباركة السعودية وعدد من الدول التي تسعى لخلق تحالف ينحي القضية، والأهداف الفلسطينية، ويركز على علاقة استراتيجية جديدة في الشرق الاوسط تعمل من أجل حماية أنظمتها في مواجهة ما يعتبرونه العدو الإيراني. 

ويعتبر أن أساس الرعب الذي أصاب بلدان الخليج هو من احتمال سقوط ترمب في الانتخابات الأمريكية، وفوز منافسه بادين الذي يعلن رغبته بالعودة للاتفاق مع إيران، وحل للقضية الفلسطينية على أساس الدولتين.

ويرى سويلم أن القيادة الفلسطينية ستكون مستهدفة بقوة خلال الفترة القادمة ضمن الخطة، لكن ذلك جزء من العبث، فالشعب الفلسطيني عندما يشعر أنه مستهدف في برامجه وطموحاته وقيادته سيعرف كيف يواجه هذه التحديات.

ويبين رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل عماد البشتاوي، أن خطورة الاتفاق تكمن في إعادة فتح لعلاقة جديدة بين إسرائيل والعرب، من خلال الإمارات بعد آخر علاقة مع الأردن والتي مضى عليها 25 عاماً.

جس نبض سعودي

ويشير البيشتاوي في حديث لـ "وكالة سند للأنباء" أن الاتفاق بمثابة جس نبض واختبار من قبل السعودية التي قد تنخرط في اتفاق قادم قبل الانتخابات الأمريكية، لتجر الخليج العربي الذي يشكل الثقل المادي والمعنوي للفلسطيني نحو الإنهيار باتجاه إسرائيل.

ويلفت إلى أن المعادلة التي كانت تتحدث عن سلام شامل مع إسرائيل مقابل دولة فلسطينية انتهت، والقفز باتجاه السلام دون الدولة يعني أن الضغوط العربية لإقامة الدولة تلاشت، والوضع الفلسطيني البائس وفقدان السند العربي لن يحقق للفلسطينيين سوى دولة بالرؤية الأمريكية.

ويؤكد عدم وجود مكسب أو هدف إماراتي للتقارب مع إسرائيل، إلا كونها عبارة عن أداة بيد الإدارة الأمريكية لتحقيق مصالحها في الشرق الأوسط سواء في اليمن وسوريا وليبيا.

تهيئة أجواء

ويشير إلى أن العلاقات بين السلطة الفلسطينية مع الإمارات كانت سيئة لاحتضانها القيادي السابق بفتح محمد دحلان، وتوفير بيئة عمل له على أراضيها، دون أن يستبعد أن تخلق الإمارات ومحورها الظروف الاقتصادية والأمنية على السلطة، وتهيئة الظروف لوجود مستقبل سياسي قادم لدحلان.

وحول الرؤية الإسرائيلية للاتفاق مع الإمارات ينوه مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني عماد أبو عوّاد، أنه ورغم التباين في المواقف الاسرائيلية حول ربطه بقضية ضم الضفة مع عدمه إلا أن الترحيب كان سيد الموقف.

استغلال للاتفاق

ويقول أبو عواد في حديث لـ "وكالة سند للأنباء" إن تيار نتنياهو بالغ في التهليل والترحيب باتفاق التطبيع، وسُجّل كانتصار لنتنياهو رغم الإقرار بنجاحه في العلاقات الدبلوماسية سواء على مستوى ترامب، أو الدول العربية والأفريقية، لإدراكه أن هذه فرصة للتصويت بالانتخابات القادمة على أساس كسر القطيعة العربية.

وفيما يرحب شركاء نتنياهو في الحكومة بالاتفاق إلا أنهم حرصوا على عدم التوقف كثيراً أمامه كون الاتفاق إنجاز شخصي لمنافسهم.

ويعد التيار اليميني التطبيع أمرا جيدا، لكنه ساهم في التراجع عن ضم الضفة الغربية، مطالبين أن يكون هناك عمل حقيقي للضم دون ربطه بأي اتفاق.

ويرى أبو عواد أن نتنياهو استغل التغيرات الأخيرة في الشرق الأوسط بالتعاون مع الإدارة الأمريكية، لمحاولة خلق علاقة جديدة مع الانظمة العربية، بربط بقائها بمدى قبولها وقربها من إسرائيل، كون هذه الأنظمة لا تبحث إلا عن البقاء على الكرسي. 

إنهاء للعزلة

ولا يتوقع أبو عواد أن تل أبيب تبحث في الهدف الرئيسي للاتفاق مع الإمارات ودول عربية لمكاسب اقتصادية، بل تبحث عن حل العقدة للعزلة التي تعيشها منذ 72 عاماً والشرعية المنقوصة، ونظرة شعوب العالم ووصفها بدولة احتلال.

ويعتبر أبو عواد أن هذه الاتفاقية مهمة لإسرائيل لتسويق نفسها في العالم واستغلال البعد النفسي للتقارب العربي الإسرائيلي أمام دول العالم، وإظهار العرب يهرولون لعقد الاتفاقيات مع إسرائيل، والسعي من خلاله للبحث عن مكان بين الأمم، فيما مكانتها تتراجع بشكل كبير أمام الشعوب.