الساعة 00:00 م
الأربعاء 24 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.03 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

نساء غزة: الحياة تُختصر في ساعات

حجم الخط
غزة - وكالة سند للأنباء

في بقعة صغيرة، تتكدس فيها البيوت، وتختنق الأصوات في أزقة المدينة، تتكالب عليها الظلمات بعضها فوق بعض، حصارٌ ترك البنية التحتية في وضعٍ متهالكٍ يُرثى له، ليزداد الوضع سوءاً مع انقطاع للتيار الكهربائي لأكثر من 20 ساعة يومياً، وفوق كل ذلك يداهمها على حين غفلة فايروس كورونا.

في مدينة غزة التي لا تعرف للحياة سوى طريق المعاناة والألم، يعيش قاطنيها في الآونة الأخيرة معاناة متضاعفة، وضع اقتصادي صعب، بيوت صغيرة، مياه لا يتقاطع قدومها مع الكهرباء، وحرارة صيفٍ تلسع معها الأجساد، وحجر تختنق معه الأنفاس.

المواطنة صابرين العابد، ربة بيت وأم لطفلين، تتحدث لـ"وكالة سند للأنباء" عن بعضٍ من تفاصيل المعاناة اليومية التي تعيشها بعد تقليص التيار الكهربائي.

تقول العابد: "إن انعدام وجود الكهرباء في الفترة الأخيرة، شكل معاناة كبيرة جداً لكل أم وربة بيت، بسبب قدومها لـ 4 ساعات فقط، وغالباً تأتي في ساعات الليل المتأخرة والجميع نيام".

أربع ساعات تُسارع فيهن جميع النساء في غزة إلى تنفيذ كل المهام المنزلية المؤجلة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، علهم ينجزونها أو يخففوا عبئاً متراكماً من الأعمال اليومية عليهم.

أما عن العابد فتوضح أن هذه الأربع ساعات مقسمة بشكل دقيق، فحينما تأتي الكهرباء تقوم بغسل الملابس، والعجن وكي الملابس، وشحن الهواتف والأجهزة وكل ما يلزم.

وتضيف: "هذه الساعات القليلة تكون ربة البيت فيها أشبه بآلة متنقلة في البيت كي تستطيع استغلال وجود الكهرباء قدر المستطاع، عدا عن أن ذلك يُنهك جسدها وصحتها، وغالباً ما يكون في وقت ساعات الليل التي من المفترض أن تكون ساعات للنوم والراحة".

وتبين أن المعاناة لا تتوقف على قطع الكهرباء فقط، بل أيضاً المياه، لأنهما لا تتقاطعان مطلقاً، وفصل الصيف لا يمكن الاستغناء عن المياه مطلقاً، وكثيرا هي المعاناة والضغط النفسي الذي تعيشه العائلات الغزية بسبب ذلك.

وتشير العابد إلى أنه في حال لم تستطع استغلال الكهرباء، فإن أعمال المنزل تتراكم عليها سريعاً، ما يضطرها أحياناً للاستيقاظ من نومها من أجل استغلال كل دقيقة في وجودها.

"فعلاً جهد قاتل، بعد انتهاء الأربع ساعات يسيطر عليّ الإرهاق والتعب، عدا عن أن أطفالي بحاجة ماسة للترفيه وإعداد الأنشطة وتغير نفسيتهم في ظل الحجر وقطع الكهرباء وكورونا".

ضغوطٌ نفسية

ذات المعاناة تعيشها المواطنة بلسم الحداد، والتي توضح لـ"وكالة سند للأنباء" أنها تحاول استغلال كل دقيقة لوجود الكهرباء، ومراعاة احتياج أطفالها.

وتبين أن المرأة الغزية تعيش في ظل هذه الأوضاع ضغوطا نفسية كبيرة، إلا أن الحداد تحاول أن تحتوي الجميع، في ظل الحجر المفاجئ والحر وقطع الكهرباء، لأن الجميع مضغوط.

وفي ظل انعدام وجود التيار الكهربائي تقوب الحداد أنها غيرت من مواعيد نومها حسب جدول الكهرباء، لأنه في حال عدم استغلال وجودها ستزيد الأعباء والأعمال المنزلية بشكل مضاعف في اليوم التالي.

وتقول: "أسهر طوال ساعات الليل حتى أنجز كل ما علي، وكم صعب أن يصبح هم المواطن الغزي جدول الكهرباء، بدلاً من أن يعيش باستقرار نفسي وجسدي".

وتشير إلى أنه بعد فرض الحجر المنزلي مؤخرا بسبب انتشار فايروس كورونا، وقطع الكهرباء أثر ذلك بشكل كبير على نفسية الجميع وخاصة الأطفال، خاصة وأنهم داخل البيوت في ظل ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود كهرباء.

يتحول الليل نهاراُ

وفي كل بيتٍ غزي، تتشابه المعاناة، وتوضح عطاف أحمد لـ "وكالة سند للأنباء" أنها لا تتصادف مع الكهرباء إلا في مرات نادرة، أو في يوم الجمعة التي تجلس فيه كونها تعمل موظفة وتقضي معظم وقتها في العمل خارج البيت.

وتقول أحمد: "لقد ساءت الحياة كثيراً في الآونة الأخيرة في غزة، بعد انقطاع الكهرباء، أقصى أمانينا شرب مياه باردة في الصيف، الثلاجات لا تستطيع التبريد كون ساعات التشغيل لا تُذكر، وأحياناً أضطر للغسيل على يدي لأن لدي طفال ولا يمكن أن أراكم ملابسهم لأيام".

وتوضح أن الكهرباء أصبحت ضيفاً لا يزورنا إلا ساعات قليلة، حتى لو جاءت في ساعات الليل، ينقلب الليل إلى نهار، يحاول الجميع استغلالها قدر الإمكان.

وتبين أن ذلك يمثل تعباً مضاعفاً وخاصة للمرأة العاملة، التي لا يسعفها استغلال الكهرباء حال جاءت وهي خارج المنزل، وتسهر لوقت طويل في الليل من أجل إنجاز ما تريده.

وتضيف: " فعلياً الحياة في غزة هي بعدد ساعات قدوم الكهرباء، تدبّ الحركة حينما تأتِ، ويتوقف كل شيء بذهابها، الأمر متعب للغاية، خاصة في فصل الصيف وحاجة الناس للمراوح والاستحمام وشرب الماء بارداً".

وتشير الأمر أصبح سيئاً للغاية بعد انتشار فايروس كورونا، فالأبناء متواجدون في البيت طول ساعات اليوم، ما يسبب لهم ضغطاً نفسياً وكذلك بالنسبة إلي، تكثر الخلافات وتضيق البيوت بالأطفال مع الحر والحجر".

وأعلنت شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة، عن توقّف عمل محطة التوليد، بكامل قدرتها الإنتاجية، بسبب المنع الإسرائيلي لدخول الوقود اللازم لتشغيلها؛ في إطار قرارته الأخيرة بتشديد الحصار.

ومنذ الأربعاء الماضي (12 أغسطس/آب الجاري)، تمنع إسرائيل دخول الوقود إلى غزة، في إطار إجراءات تشديد الحصار، التي تقول إنها ردا على إطلاق البالونات الحارقة من القطاع باتجاه المستوطنات المحاذية.

ويصل عدد ساعات وصل التيار الكهربائي لمنازل المواطنين والمنشآت، إلى 4 ساعات أو أقل يوميا.