الحاجة أم الاختراع، مقولة رددناها كثيراً لكن في الأيام الماضية ومع المخاوف من انتشار فيروس "كورونا"، يبدو أننا بحاجة لتطبيقها أكثر من أي وقت مضى.
ودفعت إجراءات الحظر في قطاع غزة الشاب إبراهيم القريناوي من مخيم البريج وسط القطاع إلى ابتكار وسائل ترفيه للأطفال الذين طالت فترة مكوثهم في المنازل بسبب الخوف من عدوى الوباء، مما أدى إلى حرمانهم من وسائل الرفاهية خلال فصل الصيف.
ولليوم العاشر على التوالي، يستغل القريناوي صاحب "فرقة النورس الفنية" مواقع التواصل الاجتماعي ويقوم يومياً بالبث المباشر والترفيه عن الأطفال عن بعد عن طريق التهريج والألعاب، بمشاركة أبناء أشقائه.
ويقول إبراهيم الملقب بـ"عمو هيما"، إن الفكرة نشأت لديه من أجل استغلال فترات الحظر والبقاء في المنزل بسبب كورونا بشيء يفيد الأطفال ويحسن حالتهم النفسية، خاصة وأنه يعمل في هذا المجال منذ سنوات عبر فرقته".
وأوضح في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن المبادرة تهدف لإبقاء الأطفال في المنزل في ظل جائحة كورونا والتخفيف عنهم قدر المستطاع، من خلال استغلال مواقع التواصل وكذلك استقبال بعض المشاركات".
وبين أن فكرة البث المباشر جاءت بسبب عدم قدرة أصحاب المبادرات الترفيهية من الحركة والوصول للأطفال داخل المدارس ورياض الأطفال والمؤسسات، إلى جانب عدم القدرة على جمعهم في الأماكن العامة، بسبب منع التجمعات.
وأضاف "أحببت أن أقدم شيء لخدمة وطني ومجتمعي وأساند جهود الكادر الطبي والشرطي، وأنا أعتبر هذا العمل بمثابة التكافل الاجتماعي".
وقال القريناوي "هؤلاء الأطفال أمانة في أعناقنا وأنا أعتبر نفسي في وضع الطوارئ مثل الطبيب والشرطي في الصف الأول في مواجهة تداعيات الفيروس".
وعبر عن شعوره بسعادة لا توصف عندما يشارك الأطفال والأهالي، مضيفا: "طموحنا أن نكبر الفريق، وأن يكون هناك مبادرات أكثر".
وقررت وزارة الداخلية سلسلة من الإجراءات في قطاع غزة مع بدء تفشي الفيروس وذلك لمحاصرة المرض، أبرزها تعليق العمل، بما يشمل المؤسسات التعليمية، ومقرات العمل الرسمية والخاصة ومنع التجمعات وإغلاق الأسواق والمساجد والنوادي وصالات الأفراح.
شاهد: فيديو إحدى القصص الترفيهية ضمن المبادرة