تجد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة من شهر رمضان فرصة لتفقد أبنائها ودعم الفقراء منهم ماديا وتقديم المساعدة لهم.
وتتنافس العائلات في محافظة رفح على تقديم مبادرات إنسانية إغاثية تقدم المساعدات المادية كالطرود الغذائية واللحوم والملابس وغيرها لفقرائها .
ويعاني قطاع غزة منذ ما يزيد عن ثلاثة عشر عاما حصارا خانقا طال كل مناحي الحياة وانعكس سلبا على الأسر الفلسطينية التي بالكاد يجد بعضها ما يسد رمقه.
عائلة زعرب في محافظة رفح كانت أولى العائلات التي بدأت بمبادرات بين أفرادها من خلال رابطة العائلة.
ويقول عضو الرابطة عادل زعرب " قبل ما يزيد عن 12 عاما بدأنا بنشاط داخل العائلة يهدف إلى تعزيز التكافل والتعاضد بينا ويجنب أبنائنا الحاجة للسؤال والمساعدة".
ويضيف أن المقتدرين من أبناء عائلة زعرب في الداخل والخارج يجمعون بشكل دوري تبرعات ومبالغ لمساعدة المحتاجين والفقراء لمساعدتهم خلال شهر رمضان.
ويبين أن عائلته عكفت بشكل سنوي على تقديم المساعدات لأبنائها إلى جانب تنظيم الزيارات العائلية وزيارة كبار السن وذوي الشهداء مؤازرة لهم.
ويتابع" في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها سكان القطاع نسعى جاهدا للتخفيف عن الفقراء والعائلات الكبيرة ذات الدخل المحدود باعتبار ذلك نوعا من أنواع تقوية العلاقات بين أفراد أسرتنا".
ويوضح أن هناك المبادرة جنبت الكثير من أبناء العائلة اللجوء للغير بحثا عن مساعدة وعززت لدى الجميع الاحساس بالمسؤولية اتجاه أفراد العائلة.
أما عائلة أبو محسن جنوب القطاع فكان هذا العام مختلفا عن الأعوام الأربعة الماضية، حيث شملت مبادرتهم هذا العام نساء العائلة المتزوجات خارجها، وشملت الجيران.
فيقول منسق المبادرات وائل أبو محسن إن عائلته للعام الرابع على التوالي تواصل جهودها لدعم الفقراء وتفقدهم في شهر رمضان عن طريق تقديم المواد التموينية واللحوم ومستلزمات شهر رمضان.
ويبين أن تلك الجهود لم تقتصر على الشهر الفضيل فحسب بل تستمر على مدار العام، حيث تنظم النشاطات والمساعدات ككسوة العيد وكسوة العام الدراسي الجديد وتكريم أوائل الطلبة وحفظة القرآن الكريم.
ويوضح أن عائلته تجمع بشكل دوري اشتراكات شهرية رمزية لا تتعدى العشرة شواكل من أفرادها لتحصيل أكبر مبلغ ممكن لمساعدة الفقراء وتنظيم الفعاليات والنشاطات الاجتماعية العائلية.
ويشير إلى أن مجمل من وصلتهم المساعدات خلال رمضان هم 330 عائلة استفادوا بشكل مباشر من المبادرة، منهم 180 سلة غذائية وزعت على أفراد العائلة نفسها.
ويتمنى أبو محسن أن تسعى جميع العائلات في قطاع غزة لمثل هكذا مبادرات في سبيل تخفيف الأعباء عن الفقراء والمعوزين، والتخفيف من حدة الحصار الذي يعاني منه القطاع منذ أعوام.