الساعة 00:00 م
الأحد 20 ابريل 2025
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.89 جنيه إسترليني
5.2 دينار أردني
0.07 جنيه مصري
4.19 يورو
3.69 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

وجبة من السم يوميًا.. الطهو على نيران البلاستيك خيار المضطر في غزة

هل تبقى قرارات "يونسكو" بشأن فلسطين حبراً على ورق؟

في الحجر المنزلي.. سيدات يكتشفن علاقتهن "الجيّدة" بفنون الطبخ

حجم الخط
فنون الطبخ.jpg
غزة – وكالة سند للأنباء

قد يبدو مملًا ومزعجًا الجلوس في البيت طوال اليوم وعدم الخروج إلا للضرورة، لكنّ حالة الطوارئ وفرض حظر التجول التي تشهدها المجتمعات ضمن الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا قد تُجبرك على ذلك.

إلا أن تزايد وقت الفراغ الذي نقضيه في المنازل، دفع السيدات في قطاع غزة لإيجاد مخرج وصفهن بـ "الإيجابي والشهي" لكسر ملل الروتين اليومي، وهو العودة إلى المطبخ واستكشاف مواهبهن في فن الطبخ وتطويرها.

ففي فترة الحجر المنزلي، عادت الروائح الشهيّة تتطاير في أرجاء المنزل من أكلات الأمهات وحلوياتها، وباتت تتزين مواقع التواصل الاجتماعي بصور تجاربهن لوصفات تُشبه الوجبات الجاهزة بالمطاعم.

أم أحمد سعيد، ربّة بيت تقول لـ "وكالة سند للأنباء"، إن فترة الحجر المنزلي أشعرها بالضجر والملل، لكنّها فكّرت بكسر الروتين اليومي بالتوجه نحو المطبخ واستكشاف مواهبها في الطبخ.

وتُضيف "أم أحمد"، أن "العائلة خلال فترة الحجر تشتهي الكثير من الأكلات والوجبات الجاهزة، لكنّ المطاعم غير آمنة من ناحية التعقيم، فاتجهت نحو اليوتيوب والبحث عن الوصفات التي نريدها وطبقّتها بنتائج مقبولة".

وتُشير إلى أنها استغلت فترة الحجر المنزلي، لخلق جو عائلي متكاثف ومتعاون في كل الواجبات المنزلية، بما فيها تعلّم فنون الطبخ، مردفةً: "الآن بعد ما يزيد عن شهر للإغلاق، أستطيع القول أنني تمكنت مع إعداد أغلب الوجبات التي كنّا نطلبها جاهزة من المطاعم وهذا أمر جيّد ومُفرح".

أم عبيدة نصّار، بسبب عملها في مجال التدريس، كان يقتصر تواجدها في المطبخ على إعداد الوجبات الرئيسية لعائلتها، دون التفكير يومًا بالولوج إلى عوالم الطبخ غير التقليدية.

تقول "أم عبيدة" لـ "وكالة سند للأنباء"، إنها لم تتخيل يومًا أنها ستقضي ساعات طويلة من يومها في المطبخ، لكنّ في الحجر المنزلي فعلتها وطورّت مهارة الطبخ لديها.

وتُكمل حديثها: "منذ بدء حظر التجوال، استعدت الكثير من النشاطات المنزلية التي فقدتها بسبب عملي، وحاربت الروتين اليومي بإعداد الكثير من الأكلات والحلويات التي لطالما كنت ألجأ لشرائها لعدم وجود الوقت الكافي لإعدادها".

وتُبيّن أن مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشار الجروبات الخاصة بإعداد الطعام ووجود طُهاة مهرة، ساعدها في إعداد الأطباق بـ "نجاحٍ باهر"، بل أصبح لديها وقت لـ التفنن في ترتيب السفرة أيضًا".

وتواصل "أم عبيدة" بصوتٍ ضاحك: "في الوقت الطبيعي كنت أعدّ لأطفالي كل شهرين مرّة، نوعًا من الحلويات، وأختار الوصفات الأسهل والأسرع، اليوم أصبحت أتفنن بصناعة الكنافة النابلسية، والعربية والدونات وغيرها، وبنتائج أسعدتهم وأسعدتني".

أيضًا أم محمد بارود، أعادها الحجر المنزلي إلى المطبخ، بعدما كانت تعتمد على الوصفات السريعة والتقليدية.

تقول: "الملل من روتين الحياة أبعدني نوعًا ما عن هوايتي في الطبخ لأشهرٍ طويلة، إلى أن جاء الحجر فكان لازمًا عليّ كسر هذا الملل بأشياء أحبّها، لذات عُدت إلى المطبخ وفنون الطبخ".

وتُشير إلى "لمّة العائلة" التي فقدتها لفترة طويلة قبل بسبب مشاغل أفرادها بالحياة، أعادت الرّوح إليها وشجعتها للتفنن بالأكلات والوصفات، مستطردةً: "الوجبات التي كانت تُلبيها المطاعم لأبنائي الآن أعدّها لهم بنَفس الأمهات الطيّب".

"ست بيت"

إسراء معين، طالبة جامعية لم تُفكر يومًا الدخول إلى المطبخ لمساعدة والدتها في الطبّخ، لكن في فترة الحجر المنزلي وجدت أنها "طبّاخة ماهرة وست بيت"، ساعدها في ذلك استشارتها الدائمة لإحدى معدّات الطعام المشهورات في على السوشايل ميديا في قطاع غزة.

"إسراء" اتجهت نحو تعلّم صناعة الحلويات باختلافها، ولأنها تمتلك ذائقة جمالية في ترتيب الأشياء كما تقول، تمكنّت من إخراج نتائج مُذهلة وشهيّة، وكلما شاهدت وصفة تُعجبها تُسارع في تطبيقها.

تُحدثنا: "صنعت الكثير من الحلويات مثل الكيك والتشيز كيك بمذاقاته المختلفة، وعيش السرايا والدونات، والكنافة بأنواعها.. بعدما اعتادت أجواء منزلنا على أطباق أمي، اليوم تُنافسها مذاق حلوياتي وروائحها الشهيّة".

هذه تجارب مختلفة لسيدات أصلحن علاقتهن مع الطبخ وفنونه خلال فترة الحجر المنزلي المفروض على قطاع غزة منذ الـ 24/ من أغسطس الماضي، هل لك تجربة شهيّة مثلهن عزيزي القارئ؟