الساعة 00:00 م
الأربعاء 08 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.63 جنيه إسترليني
5.22 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

المقاومة الشعبية.. أسلوب كفاحي متجدد

حجم الخط
غزة - وكالة سند للأنباء

أعلنت الفصائل الفلسطينية عن إطلاق القيادة الوطنية الميدانية للمقاومة الشعبية، ترجمة لإعلان اجتماع الأمناء العامين المنعقد في الثالث من أيلول الماضي، الذي تضمن العمل على إطلاقها كعنوان للمواجهة الشعبية العارمة في وجه الضم والتطبيع.

القيادة الوطنية كانت أولى اللجان التي عملت الفصائل على ترتيبها والإعلان عن تشكيلها من ضمن اللجان الثلاثة التي شكلت إلى جوارها (لجنتي المصالحة، وتفعيل المنظمة)، وعملت القيادة على إطلاق بيانها الأول.

وقال القيادي في الجبهة الشعبية زاهر الششتري، إن المقاومة الشعبية بدأت كجزء من المقاومة الفلسطينية.

وأشار في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، إلى حاجتها لترتيب وصياغة القيادة الموحدة.

وبين الششتري أن المطلوب إعادة تفعيل الشارع الفلسطيني خاصة في المناطق المهددة بالاستيطان والمصادرة.

وذكر أن ذلك يقع على عاتق القيادة الوطنية الموحدة التي تحتاج إلى تفعيل دورها في الميادين.

ماهية المقاومة الشعبية

وقال أبرز ناشطي المقاومة الشعبية بالضفة خالد، إن المقاومة الشعبية" تتضمن وجود  أكبر مشاركة شعبية واسعة وأكبر حشد جماهيري ممكن في العمل الكفاحي ضد الاحتلال عبر أساليب مواجهة شعبية متعددة".

وأوضح منصور لـ"وكالة سند للأنباء"، إنّ من أبرز أوجه هذه الأساليب تحدي الجيش والمستوطنين في الأراضي المصادرة، والتقدم لدعم وإسناد أصحابها وأصحاب البيوت المهددة بالهدم، والحيلولة دون السماح للاحتلال بفرض أمر واقع من خلال بناء بؤر استيطانية جديدة.

ولفت منصور إلى أن هذه التحركات نجحت في إبقاء جذوة النضال مشتعلة، ورفع الحالة المعنوية، ومنع حالة التعايش مع الاحتلال والاستيطان.

وكذلك تحقيق اختراق في ملفات عديدة من بينها الحيلولة دون مصادرة أراضي كثيرة والعمل على منع انشاء بعض البؤر الاستيطانية، وفقا لمنصور.

وبين منصور أن هذا الشكل من المقاومة نجح في إزالة بؤر استيطانية في منطقة عصيرة القبلية وبلعين ومناطق أخرى، "وهذا يعني عمليا إجبار العدو على وقف مشاريعه والتمدد على حساب الأراضي الفلسطيني".

امتداد تاريخي

وذكر منصور أن المقاومة الشعبية هي امتداد تاريخي لتجارب عاشها الشعب الفلسطيني طيلة العقود الماضية التي أعقبت الانتداب البريطاني على الأرض الفلسطينية بعد عام 1917 وما تلاه من ثورات حيفا ويافا والبراق، وصولا إلى الإضراب الكبير الذي عمّ البلاد لمدة ست أشهر عام 1936.

وأشار منصور إلى الحصار المفروض على شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع، الأمر الذي دفع الفلسطينيين لإعادة ممارسة هذا النوع مجددا عبر المظاهرات شبه اليومية في نعلين وبلعين ومناطق وقرى أخرى، يعمل الاحتلال على مصادرتها لبناء جداره العازل وبؤر استيطانية جديدة.

وأوضح منصور أن مسيرات العودة الكبرى التي استمرت لعامين في غزة، تمثل شكلا مهما من أشكال المقاومة الشعبية.

ويعيش الفلسطينيون ذكرى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي انطلقت بعيد اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إرائيل شارون لباحات المسجد الأقصى عام 2000م.

نماذج ناجحة

بدوره، قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، إن هناك نماذج نجحت المقاومة الشعبية في تحقيق اختراق، من خلال نجاح أهالي كفر قدوم نعلن وبلعين والنبي صالح وبيتا والمعصرة، حقق فيها السكان انتصارا شعبيا وسياسيا عبر مواجهة الاحتلال.

وأكدّ دغلس ضرورة انتشار هذه المقاومة في كافة مناحي الضفة، عبر انخراط كافة عناصر القوى الشعبية والوطنية والإسلامية، "وهذا سيجعل لها رونق جديد في ظل القيادة الوطنية الموحدة".

مكفولة قانونياً

وقال الحقوقي والقانوني صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" إلى أن المقاومة الشعبية تمثل كل أشكال المقاومة بما فيها الكفاح المسلح.

وأوضح عبد العاطي لـ"وكالة سند للأنباء"، أن هذه الحقوق مكفولة بموجب قرارات الأمم المتحدة وميثاقها الذي يعطي الشعوب الخاضعة للاحتلال الحق في مقاومته.

وذكر أن البرتكول الأول الملحق لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 77، يحمي حركات التحرر ويجعل المقاومة حق واجب.

كما أن المواثيق الدولية أكدّت حق تقرير المصير والتجمع السلمي وحرية الرأي والتعبير وكل اشكال النضال السلمي.

ونبه عبد العاطي إلى أن المقاومة الشعبية تختلف عن تلك السلمية، التي تحيد حالة الكفاح المسلح، نظرا للحاجة إلى إشراك فئات المجتمع كافة.

ويعددّ عبد العاطي 5 آلاف وجه للمقاومة الشعبية، "فنيا وسياسيا ودبلوماسيا وقانونيا وميدانيا"، إلى جانب المقاومة السلمية التي تمثل أوجه المقاومة الشعبية برمتها دون استخدام السلاح.

وأوضح أن المقاومة السلمية مرتبطة بظروف يخلط فيه العالم بين النضال الوطني بالإرهاب، إلى جانب أنه الأقل كلفة خاصة في ظل تعمد الاحتلال برفع منسوبها عبر استهداف الآمنين والمدنيين في التجمعات السلمية.

وأكدّ أن البعض يطالب بالمقاومة السلمية كبديل عن المقاومة المسلحة لإسقاط الأخيرة، "وهذا خطير.

وتابع "قد نغلب المقاومة السلمية نظرا لحاجتنا إلى إشراك أكبر قدر ممكن من الناس، لكن دون إسقاط أي خيار آخر".

وأشار عبد العاطي إلى ضرورة تنويع أساليب النضال بتناغم وتوازي مشترك، عبر الاتفاق على برنامج سياسي وإستراتيجية نضالية كفاحية  تقوم على تدويل الصراع في المطالبة والمحاسبة والحماية الدولية.