الساعة 00:00 م
الجمعة 19 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

مكتبة المعمداني من رُكن ثقافي إلى مقر إيواء للجرحى والمرضى!

"فقدة رمضان" ... الخير المتوارث

حجم الخط
1.JPG
رام الله - سند

يتنقلُ بين حنايا البيوت، يحملُ في يده ما كتبَ الله له أن يتيسر وجوده، يطرقُ بابِ أقاربه، يُلقى التحية ويطمئن لأخبارهم، ثم يُقدم لهم ما جادت به نفسه، ليذهب إلى بيتٍ آخر، ويكرر ذاتِ الفعل، ويُهديهم ما بيده.

" فقدة رمضان"، عادةٌ توارثها الأهالي في الأرياف بالضفة الغربية، يصلون فيها أرحامهم، ويقدمون لهم بعض الهدايا.

لا زال هذا التقليد حاضراً في القرى والأرياف، إلا أنّه يضمحل في المدن التي تستعيض عن هذه العادة بـدعوة الآخرين لولائم الطعام وموائد الإفطار.

تعزيز الصلة

تحظى عادة "الفقدة الرمضانية" بحب وقبولٍ كبيرين في مناطق الأرياف، لما تدخله من سرور وبهجة على الأقارب وبها يستأنس البعض للتقرب أكثر من الله، لما فيها من صلةٍ للرحم، وتفقدٍ لأحوال الآخرين، وتعزيز صلة القرابة بين الجيل الجديد داخل العائلة الواحدة.

صعوبة الوضع المادي الذي يعيشه أهالي الضفة الغربية، لم يمنع المواطن محمود علاونة من بلدة عقربا جنوب نابلس، من المداومة على هذه العادة، كونها " جزء من التراث الغني لصلة الأرحام، ورثته عن أبي" كما يقول.

فيما يجمع أبو محمد شواهنة من بلدة حوارة مبلغاً مناسباً من أشقائه، ومن ثم يقوموا بزيارة أقاربهم، فيمنحون هدية " الفقدة" للأخوات والخالات والعمات وغيرهم، وأحياناً للفقراء في الحارة.

تستقبل خولة شكارنة من بلدة بيتا جنوب نابلس طلّة "الفقدة"  بسعادة كبيرة، وترى أنها عادة جميلة تعزز أواصر المحبة والأخوة وصلة الأرحام، تُبهج النساء وتُشعرهم بجمال السؤال والخير الباقي.
في حال استقبلت شكارنة أي من أقاربها في " فقدة رمضان" أو بدعوتها لتناول الطعام، فإنها تقابل ذلك بدعوة أخرى لأقاربها.

تنعش الأسواق

تختلف " فقدة رمضان" من مكان لآخر في الضفة الغربية، فهناك من يفقد قريباته بمبلغ من النقود، وهناك من يفقدهم بطعامٍ أو حلويات.

تمنح " فقدة رمضان" الأسواق انتعاشاً مميزاً، حيث يوضح التاجر بلال أبو جمعة من بلدة حوارة بأنه ورغم قلة الرواتب وشح المال، إلا أن كثيراً من المواطنين يُصرّون على " الفقدة"، الأمر الذي يمنح الأسواق روحاً.

ويحث الكثير من الخطباء والأئمة في مساجد الضفة الغربية والقدس على ديمومة الاستمرار على عادة "الفقدة الرمضانية" التي تعتبر تقليداً مستحباً، لما لها من آثار اجتماعية إيجابية لا تخفى على أحد.

خطيب أحد مساجد رام الله أحمد صوالحة يؤكد على الآثار الطيبة التي يجنيها المواطنون من الالتزام بحديث رسول الله " تهادوا تحابوا"، والهدية هي ذاتها " الفقدة الرمضانية" التي تزيد من الألفة والمحبة والخير.

ولا يخلو شهر رمضان المبارك من بعض العادات والتقاليد المحببة، حيث يعتبر فرصة لإزالة  مشاعر الشحناء والبغضاء وتقريب القلوب من بعضها البعض.