رغم تفشي جائحة "كورونا" وتوقف التعليم الوجاهي لأكثر من شهرين، إلا أن الشاب محمد الخضري من قطاع غزة استطاع مؤخراً تعليم فنون الخط العربي واللغة العربية عبر توظيف التقنيات الحديثة ومواقع التواصل.
قبل أشهر فقط كان "الخضري" يعلم فنون الخط العربي على صعيد استهداف الدارسين لها في غزة فقط، لكن ومع تفشي الجائحة وانتشار التعليم الإلكتروني تمكن الشاب من نشر تعليم الخط العربي واللغة العربية في دول إسلامية وعربية.
الاستفادة من التجارب
يقول "الخضري" (34 عاماً): "تمكنت الفترة الماضية من الوصول لدول عربية وإسلامية والتعرف على خبراء في مجال تعليم الخط العربي وفنون تدريس اللغة العربية".
ويضيف الشاب الطموح أثناء حديثه مع "وكالة سند للأنباء"، "السوشال ميديا مكنتنا كمهتمين في الخط العربي من صنع علاقات مميزة مع خبراء".
ويشدد على أن هذا ساعده في تبادل الخبرات التعليمية والمواد المصورة في نفس تخصصه وفي نفس الوقت استطاع في استهداف شرائح جديدة في مجتمعات غير غزة مثل المغرب العربي.
ويرى "الخضري" أن العالم العربي والإسلامي يزخر بالشخصيات المبدعة والتجارب الناجحة في الخط العربي، وفنون تدريس اللغة العربية.
ربما أن تبادل الخبرات مع الآخرين في دول عربية وإسلامية أضاف لـ "الخضري" معلومات جديدة جعلته يطور من ظروفه حتى يصل لمزيد من العرب والمسلمين الذين يعشقون تعلم الخط العربي.
انتشار وذيوع
ورغم أن "الخضري" والذي يحمل شهادة ماجستير مناهج وطرق تدريس اللغة العربية يعد واحدًا من المدربين المعتمدين في تعليم فنون الخط العربي في غزة إلا أنه حقق ذيوعا وانتشارًا مؤخراً.
ورأى الشاب الثلاثيني أن توفر الظروف الحالية رغم تعقيدها بسبب الوباء هي فرصة يتوجب عليه استثمارها.
وبالفعل عمل خلال وقت وجيز على الاستفادة من الاتجاهات العالمية السائدة في مجال التعليم الإلكتروني، حيث عمل على إعداد مواد إلكترونية شارحة لدروسه؛ من أجل توصيل المعلومات للطلبة بأسلوب مميز.
من وجهة نظره فإن هذه المواد الإلكترونية مكنت جميع طالبي تعلم الخط العربي من الرجوع إليها متى شاءوا في ظل الجائحة التي تتعرض لهم بلدانهم وتوقف التعليم الوجاهي.
فوائد وسلبيات
"كل تجربة كما يقال تواجه تحديات". هكذا يعتقد "الخضري" الذي ورغم أنه وظف كل إمكاناته وقدرته لتعليم فنون الخط العربي إلا أن مجموعة تحديات واجهته.
ومن هذه التحديات اختلاف اللهجات في بلاد المغرب العربي، ودول الخليج، ما كان تحديًا كبيرًا في عملية الاتصال والتواصل مع المتدربين عبر تطبيق مثل "زووم" وغيرها أيضاً من التطبيقات.
كما أن ضعف الانترنت في غزة ومحدودية الإمكانات شكلت تحدياً آخر له، حيث يحتاج إعداد الدروس الشارحة في فنون الخط العربي لمساحات تحميل كبيرة ونشرها عبر صفحات الويب.
وإضافة لهذا فإن تعلم المهارات اللازمة في مجال عالم التكنولوجيا والتعليم الإلكتروني استغرق مه فترات كبيرة، وجهداً منقطع النظير، وهذا مثل تحدياً آخر للمدرب "الخضري".
فوائد
مع هذا حول الشاب هذه الجائحة لفرصة، حيث تعرف على أبرز التطبيقات للتواصل مع المتدربين، والمهارات التي من الضروري معرفتها مثل إعداد المواد المصورة.
ولا يخفي أن التعرف على الخبراء والمدربين من داخل غزة وخارجها ساعده على تعلم هذه المهارات التي تستند كما يقول لأحدث التجارب الذي توصل إليها العالم خلال "كورونا".
وبفعل هذه الخبرة تمكن "الخضري" من الوصول للتفاعلية المطلوبة في عملية التدريب، كونها واحدة من عناصر التدريب الناجح.
وتحققت هذه التفاعلية بعد إتقان "الخضري" استخدام الوسائط المتعددة وإعداد العروض الإلكترونية وتصويرها وإرسالها للمتدربين عبر تقنيات "التعليم عن بعد" التي باتت معتمدة في الجامعات الآن.
يقول "الخضري": "إعداد المواد المصورة الشارحة تحتاج لجهود كبيرة وإمكانات مثل الكاميرا ولاب توب بسرعة وجودة عاليتين".
ويشير إلى أن من مميزات هذه العملية هو حصول المتدربين على مواد مصورة دقيقة، ويمكن أيضاً التحديث عليها وهذا لم يكن متوفراً أبداً في التعليم الوجاهي كونه يعتمد فقط على الكتب المعتمدة.
يعبر "الخضري" عن فرح وسرور كبيرين وهو يرى تجربته تشق طريقها من غزة نحو العالمية رغم الحدود والمسافات، وسيعمل على تطوير تجربته لتحقق ذيوعاً أكبر في المستقبل رغم "كورونا".