الساعة 00:00 م
الجمعة 03 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.26 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

"الصادي".. باحث غزيّ يفوز بجائزة عربية

حجم الخط
الصادي.jpeg
غزة - وكالة سند للأنباء

منذ سنوات يعمل شاب من قطاع غزة بجهد ذاتي على التفكير بحلول عملية لمشكلة تلوث المياه في قطاع غزة

صلاح الصادي "33 عامًا" تمكن مؤخرًا أن يحصد المركز الأول عن فئة الأفراد في مسابقة منظمة المجتمع العلمي العربي 2020 عن مشروعه البحثي الخاص في معالجة مشكلة تلوث المياه.

وملخص المشروع هو استخدام بذور معينة من النباتات بعد معالجتها بطرق صديقة للبيئة في مختبرات القطاع، وتوظيف هذه البذور من أجل استخدامها كفلاتر تساهم في إزالة الملوثات من المياه.

معالجة التلوث

وبإمكان الخليط الحيوي الناتج عن بذور تطلق عليها "الشيا" أن تستخدم كمرشح لمعالجة وتصفية المياه من التلوث بنسبة 95%، وفقًا لمقابلة أجراها الباحث مع "وكالة سند للأنباء".

يقول "الصادي" إن المشروع هو نتاج دراسة ماجستير استطاع أن ينجزها في جامعة الأزهر بمدينة غزة، وتستهدف بالأساس إزالة ومعالجة المياه من النترات بطرق صديقة للبيئة.

وحملت رسالته عنوان "إزالة النترات من مياه الشرب باستخدام بذور نبات الشيا"، فيشير إلى أن نبات الشيا يستخدم بكثرة في استخلاص الزبدة الخاصة بالوجه، والكريمات، والفكرة كانت في إيجاد صديق للبيئة يعالج الملوث الموجود في المياه.

ويضيف الباحث أنه تمت معالجة بذور الشيا وإجراء البحوثات عليها لمعالجة نترات المياه بطريقة مميزة، بدون التسبب بأي أضرار على الإنسان وبتكلفة بسيطة.

ونظرًا لأهمية هذا المشروع وأثره الإيجابي على مشكلة المياه يسعى "الصادي" أن يتم عمل مشروع كامل يشمل جانبين: الأول معالجة المياه واستخدامها في الزراعة، والثاني معالجة المياه واستخدامها في الشرب.

140063036_194722479053620_3437065072828726417_n.jpg
 

140001366_488024802181405_6238999350896157121_n.jpg
 

139495136_411252740209058_1062947690293195963_n.jpg
 

139848295_843953856395388_9087023220211352406_n.jpg
 

الحصار الإسرائيلي

يواجه البحث العلمي في قطاع غزة مشكلات عديدة بسبب العزلة وقيود الحصار الإسرائيلي وقلة الإمكانيات والدعم المالي.

ويشدد الباحث "الصادي" على أن هذه الظروف سبب رئيس في تأخر الإنجازات العلمية والتطوير عليها، بسبب القيود من الناحة المالية، والقيود المفروضة على المعابر والسفر للخارج.

ويشير إلى أن غزة لا يوجد فيها مختبرات بحثية ومراكز متطورة تهتم بالباحثين، وتساهم في إنجاز أبحاث متطورة.

وتؤثر مشكلة الحصار الإسرائيلي على الباحثين في أكثر من اتجاه؛ حيث لا يستطيع الطموحين للالتحاق بدورات تدريبية في مراكز أبحاث علمية في دول أوروبية وعربية أيضًا، بالإضافة إلى صعوبة إرسال عينات للفحص خارج فلسطين،

والاتجاه الثاني، أن الإمكانات اللازمة لتطوير هذه المشاريع لا تسمح إسرائيل بإدخالها عبر المعابر منذ فرض الحصار على القطاع عام 2006؛ كونها تصنف ضمن المواد متعددة الاستخدام.

وغالبًا ما يتم إدخال المواد اللازمة لمحطات الصرف الصحي عبر مؤسسات دولية وبإشراف دولي من الأمم المتحدة، وهذا الأمر قلص من قدرة الباحثين على إجراء الكثير من الأبحاث.

الصادي.jpeg
 

نتائج الفحوصات مذهلة

وفي هذا السياق، يقول مدير مختبر تحليل الأغذية ومراقبة جودة البيئة في غزة حسن طموس، إن كميات النترات في قطاع غزة متوفرة فوق المعدل العالمي.

يضيف "طموس" الذي شارك "الصادي" في إنجاز مشروعه، "فحصنا بعض الآبار وجدناها تقريبا فوق الـ 300 إلى 600 Pbm (وحدة من المليون)". 

يشير إلى أنه تم استخدام بذور الشيا في إزالة هذه النيترات والتي أعطت نتائج مذهلة (فوق 90%).

دراسات معمقة

وزارة الزراعة تقول إن فكرة الباحث "الصادي" نجحت في إيصال فكرة معينة، لكن تطبيق هذا المشروع يحتاج أيضًا إلى دراسات جديدة وأخرى؛ لمعرفة إمكانية تطبيق مثل هذه المنجزات.

يشدد الناطق باسم "الزراعة" أدهم البسيوني في مقابلة مع "وكالة سند للأنباء"، على أن هذا المشروع يحتاج إلى دراسات معمقة أكثر.

ويشير "البسيوني"، إلى أن أي مؤسسة تدعم أفكار من شأنها حل قضايا المياه، وحل المشاكل التي تواجه المزارعين في غزة على صعيد ملوحة المياه محل تقدير من الجهات المختصة لكنها تحتاج لمزيد من الدراسات.

وفي 2017 أصدرت الأمم المتحدة تقريرًا قالت فيه إن قطاع غزة لن يكون صالحًا للسكن مع انتهاء عام 2020م.

وتبلغ مساحة قطاع غزة 365 كيلو متر، يسكن فيه ما يزيد عن 2 مليون إنسان، نصفهم من الأطفال أكثر من 90% من العائلات تصلها أنابيب مياه غير صالحة للشرب، وفقًا لأرقام رسيمة صادرة عن اليونيسف.

ويعد مصدر المياه الأساسي في غزة هو خزان المياه الجوفية الساحلية، لكن 4% فقط وفق تقارير الأمم المتحدة ملائمة للشرب بسبب تلوث مياه البحر.

يعد مصدر المياه الأساسي هو خزان المياه الجوفية الساحلية 4% فقط من المياه الجوفية ملائم للشرب بسبب تلوث مياه البحر.