حبٌ ملأ فؤاده، وعينٌ لا تُفوّت الجمال أينما حلّ أمامها، استغل انتماءه والنعمة التي مُنحت له بتواجده بالمسجد الأقصى، ليلتقط بعدسةٍ لا تفارقه أسرار وخبايا وجمال المكان، ويقدمها لمتابعيه الذين بقيتْ أحلامهم بالصلاة فيه عالقة حتى اليوم بسبب احتلال بغيض.
يعمل محمد السنجلاوي (33 عاماً) كحارس في المسجد الأقصى، ويستغل وجوده فيه باقتناص صور فريدة من نوعها لزوايا ومعالم في الأقصى لا يستطيع غيره الوصول إليها، إما لخصوصيتها كصور بلاط قبة الصخرة، أو لطبيعة عمله كالوصول إلى هلال قبة الصخرة وأسطح المصليات الأخرى.
السنجلاوي، الذي ولد على بُعد أمتار من الأقصى وأنهى دراسته الابتدائية داخل أسواره، بدأ العمل في حراسة الأقصى منذ 7 سنوات ولكن اقتناصه لصور الأقصى سبق ذلك بكثير.
بداية الرحلة
بدأت رحلة التصوير في حياة "السنجلاوي" منذ أول يوم حمل به هاتفاً محمولاً يتضمن كاميرا، ومع مرور الوقت أصبح الاتقان حليفه في مجال التصوير الفوتوغرافي وصناعة مقاطع الفيديو باستخدام الكاميرا الاحترافية والأدوات المساعدة بذلك.
تطور عمل السنجلاوي ليتقن كذلك برامج التصميم والجرافكس كما يقول "السنجلاوي" لوكالة "سند للأنباء".
مواقع التواصل الاجتماعي، باتت المكان الذي يقصده الكثيرين لمتابعة ما ينشره "السنجلاوي" من اقتناص لعدسته التي يروي من خلالها ظمأ عشاق الأقصى من كل أنحاء العالم.
ويشارك "السنجلاوي" مع عدد من الباحثين والمتطوعين بإنشاء دليل مصور للمسجد الأقصى المبارك يثّبتون من خلاله معالم الأقصى وتاريخه.
دليلٌ للأقصى
"نبعت الفكرة لعدم وجود تطبيق للهواتف الذكية، يصلح ليكون دليلا فعليا للمسجد الأقصى" يقول السنجلاوي.
ويرى محمد أن تطبيقهم الجديد والفريد من نوعه يمتاز بالشمولية والحرفية من حيث التصميم المتقن الذي يحافظ على جودة الصور وحداثتها، إضافة إلى زخم المعلومات القيمة الخاصة بكل معلم من معالم الأقصى.
ويهدف القائمون على "الدليل" أن تكون القدس ومسجدها بين يديّ العالم أجمع، وأن ترافقهم قضيتها أينما كانوا.
ويطمح "السنجلاوي" لأن يكون مشروعهم خطوة في نشر الوعي التاريخي حول الأقصى، فجعلوه بثلاث لغات عربية، إنجليزية، تركية.
ويؤكد أن الحفاظ على القدس واجب، وقد حملوا على عاتقهم نشر الحقائق وتوثيق التاريخ من خلال العمل على تحديث وترجمة الموقع الإلكتروني "أرشيف المسجد الأقصى المبارك" إلى اللغتين العربية والإنجليزية كونه متوفرا باللغة التركية.