الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

تطورات تنذر بتهديد الوضع القائم بالأقصى.. ما هي؟

حجم الخط
20200730104812.jpg
القدس-وكالة سند للأنباء

في تطور بدا ملحوظًا تصاعدت في الآونة الأخيرة اقتحامات الجماعات المتطرفة للمسجد الأقصى المبارك، حيث فرضت دولة الاحتلال عدة تغيرات في محيط الأقصى وداخله كان أبرزها زيادة أعداد المقتحمين للمسجد.

دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قالت إن التغير الجديد الذي طرأ على المسجد الأقصى هو اقتحام المستوطنين المسجد بشكل متفرق، وهو ما ينذر بمخطط تهويدي يسمح بتنظيم هذه الاقتحامات بشكل مختلف عما كان يجري سابقًا.

وحسب مختصين فإن سلطات الاحتلال سمحت لإعداد كبيرة من المستوطنين باقتحام الأقصى، ووظفت الإغلاق الذي استمر 42 يومًا بسبب فيروس "كورونا"؛ لتفريغ الأقصى من المصلين وفرض وقائع جديدة.

تطور

ويقول الخبير جمال عمرو إن الاقتحامات للمسجد الأقصى تطورات شكلًا ومضمونًا في الآونة الأخيرة وباتت تنذر بخطورة كبيرة إذ "لم يعد الأقصى في خطر وإنما أصبح في مهب الريح" على حد تعبيره.

ويشير إلى أن الأطماع اليهودية في القدس تاريخية وتعود إلى آلاف السنوات، وأن الجماعات المتطرفة لديها أحلام ومزاعم وما يسمونه بالهيكل المزعوم، وبالتالي هي تحاول توظيف "الأراجيف في أبشع صورة من خلال الاعتداء على المسجد الأقصى".

ويشدد لـ "وكالة سند للأنباء" على أن هذه الجماعات تحاول استثمار اتفاقيات التطبيع التي وقعها الاحتلال الإسرائيلي مع دول عربية مؤخرًا.

ويرى "عمرو" أن هذه الاتفاقيات اعتبرت 98% من المسجد الأقصى أنه جبل هيكل يصلي فيه المؤمنون اليهود والمسيحيون والمسلمون والبوذيون، وبالتالي هو خاص بكل المؤمنين من جميع الديانات وفق تصورات الموقعين على اتفاقيات التطبيع.

استناد على أوهام

وينوه إلى أن اليهود سابقاً كانوا يستندون على فتوى بعدم الصعود إلى جبل الهيكل كما يسمونه في ثقافتهم الدينية في إشارة إلى المسجد الأقصى قبل نزول المخلص من السماء.

ويؤكد "عمرو" أن هذه الفتوى لم تتحقق وبدأ اليهود يشعرون أن الأماني والفتاوى التي يستندون ويؤمنون بها غير قابلة للتحقق، حتى أصبحوا يستخدمون خيار الاقتحامات اليومية من أجل فرض وقائع جديدة.

ويوضح أن الاحتلال بدأت بسياسة تنظيم الرحلات إلى المسجد الأقصى تحت مزاعم السياحة، وفيما بعد سمحوا للمستوطنين باقتحام الأقصى من وفود إسرائيلية من خلال باب المغاربة.

ويشير إلى أن الأمور تطورت لتتيح قوات الاحتلال للجماعات المتطرفة باقتحام الأقصى بشكل يومي وتوفير الحماية لهم إلى أن وصلت الأمور إلى حد مطالبة الجماعات بالسيطرة على المسجد الأقصى حيث باتوا يعتبرون الاقتحامات حق طبيعي.

مؤخرًا عملت المحاكم الإسرائيلية على شرعنة الاقتحامات من خلال اعتبار أن لليهود حق بالصلاة في المسجد الأقصى، وتذهب مساعي الجماعات إلى تقسيم المسجد زمانيًا ومكانيًا على غرار المسجد الإبراهيمي في الخليل. حسب الخبير "عمرو".

الوضع القائم

ويوضح أن الاحتلال الإسرائيلي اتخذ العديد من السياسات من أجل توفير الأجواء للجماعات المتطرفة وتمثلت بـ: بتحديد أوقات خاصة للصلاة فيه، وإقامة شعائر الزواج، وإدخال المجسمات والخمور، والاحتفال بسن البلوغ.

وينبه إلى قوات الاحتلال تبذل قصارى جهدها لتوفير مكان خاص للجماعات المتطرفة، وبالتالي يحاولون السيطرة على بوابات المسجد مثل الرحمة، باب التوبة، الباب الشرقي.

كما يعملون على فتح بوابات مغلقة فوق مقبرة باب الرحمة والدخول من هناك إلى كنيس، ومن ثم الخروج إلى فضاء خارجي من قاعة الكنيس إلى أرض مفتوحة تبلغ من المساحة حوالي 8 دونمات؛ ليتمكنوا من الوصول إلى قبة الصخرة المشرفة التي يعتبرونها قدس الأقداس.

ويشدد أن الأطماع الإسرائيلية من أجل الوصول إلى هذه الغايات تتزايد، سواء على صعيد زيادة الوقت لاقتحام الأقصى، وتوفير الحماية، وإعطاء شرعنة قضائية لهذه الاقتحامات، وتنظيم الرحلات السياحية.

إضافة لسياسات إبعاد المرابطين والمرابطات عنه، واعتقال أي ناشط يمكن أن يقف عقبة أمام هذه الاقتحامات.

مقدس يهودي

من جهته، يقول الباحث والمتخصص في شؤون القدس عبد الله معروف إن الاقتحامات الأخيرة للمسجد الأقصى اتخذت طابعا عدائيًا أكثر من أي وقت مضى.

ويشدد "معروف" في حديث مع "وكالة سند للأنباء" على أن هذه الاقتحامات أصبحت الآن تتعامل مع المسجد الأقصى على أنه مقدس يهودي وليس مقدسًا إسلاميًا.

ويشير إلى أنه أصبحنا نرى اعتراضات من الجماعات المتطرفة التي تقتحم المسجد الأقصى على بعض المشاهد التي تخالف في نظرهم أصول الديانة اليهودية في التعامل مع المكان اليهودي المقدس.

ومن هذه المشاهد على سبيل المثال الاعتراض على لعب الأطفال المسلمين كرة القدم، وأداء النشاطات اليومية في المسجد الأقصى بزعم؛ أن هذه المشاهد تتعارض مع الشريعة اليهودية.

ويرى "معروف" أن الجماعات المتطرفة تتعامل مع المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك على أنه حق طبيعي لهم، وأن هذه المنطقة ينبغي أن تصبح جزءًا مفصولًا عن المقدس الإسلامي الكامل في المسجد الأقصى.

بمعنى آخر أن الاحتلال يحاول تثبيت فكرة أن المنطقة الشرقية في المسجد هي منطقة خالصة باليهود، -ووفق هذا الاعتقاد- فإنهم يتصورون بأنهم دخلوا في مرحلة تقسيم الأقصى مكانيًا وتحديد الجزء الشرقي منه لصالح الجماعات المتطرفة.

تغطية الاحتلال

وينوه إلى أن هذه الاقتحامات تتم برعاية كاملة من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تعمل على تأمين الاقتحامات وفرض الوقائع التي تريدها الجماعات المتطرفة على المناطق الشرقية للمسجد وباب الرحمة بالذات.

ومن هذه الوقائع العمل على ابتزاز دائرة الأوقاف الإسلامية ولجنة الإعمار بوقف عمليات الإعمار في المسجد الأقصى، ووقف عمليات الترميم ومفاوضة الجهات الإسلامية الوقفية في مدينة القدس على السماح بهذه الأعمال مقابل إغلاق مصلى باب الرحمة.

خطر مقبل

ويحذر "معروف" من استمرار هذه الإجراءات وتداعياتها على جغرافية المسجد ومستقبل الفلسطينيين داخله، ويشدد على أهمية وجود رد فلسطيني وعربي يتناسب مع خطورتها ومستواها.

ويقول هذه الإجراءات يمكن أن تصل فعليا إلى تطبيق إجراء خطير في المسجد الأقصى يتمثل في اقتطاع جزء من المسجد الأقصى لصالح جماعات المعبد المتطرفة، سعيًا للوصول إلى الهدف المرحلي. 

ويتمثل هذا الهدف المرحلي برغبة الجماعات المتطرفة اقتطاع مصلى باب الرحمة من يد المسلمين وتحويله إلى كنيس يهودي.

وحسب الباحث فإنه لو تم هذا فإنه سيكون مقدمة فعلية لقطع المسجد الأقصى إلى نصفين بين المسلمين واليهود، وهو ما تنادي به الجماعات المتطرفة التي تطالب بأن يتحول المسجد إلى مكان مشترك بين المسلمين واليهود.

ويشير إلى أن الاحتلال يسعى لتحقيق ذات الرؤية في المسجد الإبراهيمي في الخليل، والذي قامت سلطات الاحتلال في عام 2009م بتحويل صفته القانونية إلى جزء من التراث اليهودي.