على أنقاض المنازل المدمرة في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، يواصل شبان غزة توجيه رسائل الحياة والسلام عبر "نفخ النار" من أفواههم.
كما يحاول هؤلاء الشبان إيصال رسائل بأن الشعب الفلسطيني الأبي لن يهزم أبداً ، فلطالما يعتبر الموت آخر شيء يخاف منه، بل إنه يصنع من الموت حياة.
الخروج عن المألوف
وقال مدرب الفريق الشاب أحمد أبو حصيرة، حاولنا الخروج عن المألوف للفت أنظار العالم، من حيث ممارسة "نفخ النار" عبر أفواهنا من فوق ركام المنازل المدمرة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير شمالي غزة.
وأوضح في حديثه لـ"وكالة سند للأنباء"، أن النفخ النار يتم عبر ملئ أفواهنا بالبنزين، والنفخ بها على ولّاعات لتُحدث نيراناً في ألعاب بهلوانية.
ويعد هذا أول فريق في قطاع غزة يستخدم بخ البنزين من الفم لإشعال النار حول الجسم بأشكال عديدة أثناء القفز، وتقديم حركات بهلوانية ورياضية، بما في ذلك داخل مياه البحر، ووسط تفاعل الجمهور، ورغبة عشرات الشبان والفتية لتعلم هذه الرياضة الاستعراضية بالنار.
نيران صغيرة تحمل رسائل كبيرة
وتابع "هذه النار الصغيرة التي نخرجها من أفواهنا لا تساوي شيئاً أمام حجم النيران وُجّهت إلى غزة في العدوان الإسرائيلي الشديد والمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين الآمنين".
وأضاف "منذ صغري كنت في عمر 13 مهتما جدا برياضة الباركور والجومباز، ولكن لم تتوفر لدي الفرصة لتطوير مهاراتي فيها نظرا لظروف قطاع غزة، فحاولت بجهد خاص أن أمارس تلك الرياضة على شاطئ البحر وأكتسب حركات جديدة".
وبين الكابتن أبو حصيرة، أنه على مدر سنوات طفولته وشبابه حاول التطوير من مهاراته عن طريق البحث على الانترنت والتطوير الذاتي من خلال التواصل مع مدربين من القطاع قادمين من الخارج، إلى أن وصل لمرحل متطورة من ممارسة هذه الرياضة ما جعلته مؤهلا لتدريب الراغبين في ذلك.
ويطمح أبو حصيرة أن يؤسس جيلا جديدا رياضيا ممارسا لرياضة الباركور بشكل محترف، داخل النادي الخاص به، ورياضة النفخ بالنار، بالرغم من افتقار القطاع لمؤسسات حكومية رياضية تقدم الدعم والمساندة لرياضة الباركور، أو ترعى تلك المواهب.
وارتقى خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 288 شهيدا، بينهم 69 طفلا، و40 سيدة، و17 مسنا، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها "شديدة الخطورة".
أضرار كبيرة
بدوره، أكد وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان ناجي سرحان، أن الوحدات السكنية التي تعرضت للهدم الكلي، نتيجة العدوان الإسرائيلي، بلغ 1800 وحدة سكنية، فيما بلغ عدد الوحدات السكنية المتضررة بشكل جزئي 16800 وحدة.
وقال سرحان "خمسة أبراج بغزة تعرضت للهدم الكلي، وعدد المرافق والمقار الحكومية التي تعرضت للتدمير 74 مقرا ومنشأة عامة، و66 مدرسة تعرضت للقصف، و3 مساجد للهدم الكلي، وقرابة 40 مسجداً لأضرار طفيفة، وتعرضت كنيسة واحدة للأضرار".
وأضاف سرحان "الخسائر المالية لهدم المباني والمنشآت السكنية فقط تقدر بـ 150 مليون دولار وهذه التقديرات أولية قابلة للزيادة، ونحتاج 350 مليون دولار لإعادة اعمار قطاع الإسكان الذي تعرض لخسائر فادحة خلال هذا العدوان وما سبقه".