عرفت الصواريخ الأمريكية الذكية طريقها جيّدًا إلى أجساد أطفال غزة، فنهشتها وحولتها إلى أشلاء، بوحشية لم يسبق للتاريخ أن سجلها، لا في قديمه أو حديثه.
وتجسّد آلة القتل الإسرائيلية بشكل يومي مشاهد جديدة ودامية، جعلت من الأجساد الصغيرة لا شيء، دميةً تلعب القنابل بها حيث تشاء.
ومن الصور الأشدّ مرارة وألمًا، تلك التي خرجت اليوم من مجزرة منطقة اليرموك بمدينة غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 15 شهيدًا من عائلتي فرج وشحتو.
واستهدف القصف الإسرائيلي بناية الصديق في المنطقة، لكن شدة الانفجارات قذفت بأجساد وأشلاء الأطفال إلى مبنى مجاور، فيظهر في المشهد طفل غارق بدمائه ويلوّح بيديه ويصرخ طلبًا للنجدة.
نجا الطفل، وهو من عائلة فرج، لكنه فقد والده وأخواته الخمسة، فيما ترقد أمه في حالة حرجة نتيجة إصابتها.
وليس بعيدًا عنه، نصف جسد لطفلة قد مزقتها القنابل الأمريكية، في مشهد إنساني مفجع، لاقى ردود فعل غاضبة، ومنددة بحالة الخذلان العالمي والصمت العربي المقيت.
وكتب خليل قنّان عن صورة الطفل: تجلس الطفولة في غزة اليوم على أنقاض البيوت مغطاة بالغبار والدم تصرخ بصمت في وجه عالم أدار ظهره.
وقال أحمد حسين: "طفلٌ لا يطلب شيئًا سوى النجاة، سوى أن يُسمع صوته وسط هذا الضجيج المميت، لم يكن يطالب بمعجزة، فقط أن يُرى، أن يُعترف بألمه، أن يُنقذ من موتٍ تكرر كثيرًا في غزة.. يتطاير الأطفال فوق البنايات أشلاءً من شدة القصف، كيف بك لو رأيت طفلك عبارة عن قسمين".
وقال عبود: أي قلوبٍ تلك التي ترى هذا المشهد ولا تنكسر؟! طفل مُدمى، مُفزوع، يُلوّح بيده كأنها استغاثة أخيرة للعالم… غزة لا تنزف فقط، بل تصرخ في وجه الإنسانية كلها.
وكتبت فاطمة: طفلٌ ينزفُ ويُلوّح، لا لأمه، بل للكاميرا... كأنّه يقول: "اكتبوا وجعي، ربما أحدكم يفيق."
واعتبر آرام أن "طفل غزة ما طار بين السقوف… طار فوق كرامتنا الغايبة! مشهده فضح سكوتنا، وعرّى عجزنا.. العار مش على العدو، العار على اللي شايف وساكت"!
ولا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في القتل والتدمير والحصار على قطاع غزة، لليوم الـ38 على التوالي، وسط صمت عربي ودولي، ودعم أمريكي بالعدة والعتاد.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد 61 مواطنًا في غارات جوية إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة منذ فجر اليوم الخميس، بينهم 46 شهيدًا سقطوا في مدينة غزة وشمال القطاع.
وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 51 ألفًا و355 شهيدًا، إلى جانب 117 ألفًا و248 مصابا بجروح؛ بينها خطيرة وخطيرة جدًا، وغالبيتهم أطفال ونساء، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.