الساعة 00:00 م
الخميس 28 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.19 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.98 يورو
3.68 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

إليكم القصّة..

"جبل صبيح".. حكاية فلسطينية أخرى تواجه الاستيطان

حجم الخط
جبل صبيح.jpg
نابلس- إيمان شبير- وكالة سند للأنباء

"لم نكن قبلَ حزيرانَ كأفراخ الحمام ولذا، لم يتفتَّتْ حبنا بين السلاسل، نحن من عشرين عام، لا نكتب أشعارًا، ولكنّا نقاتل"، وحدهُ الفلسطيني الثائر الذي يُقاتل بالدَّمِ منذ أن تفتّحتْ عيناه على الحياة، يُناضلُ من أجلِ أرضهِ التي يحاول الاحتلال سلبها.

"قمة جبل صبيح"، منطقةٌ جميلةٌ بِـ "طلَّتها الاستراتيجية"، محاطةٌ بأشجارِ الزيتون ومُطلّة على ثلاِث قرى: بيتا، قبلان، يتما، ويحاذيها الشارع الرئيسي الذي يصل إلى أريحا عن طريق زعترة، وقريبة من منطقة صناعية وحيوية.

ومنذ مايو/ أيار المنصرم تشهد قمة الجبل نشاطًا استيطانيًا ملحوظًا بحماية من شرطة الاحتلال تمثّل في بناء بيوت متنقلة تمهيدًا لتحويلها إلى بؤرة استيطانية، ما أدى لاندلاع مواجهات مع الشبّان الفلسطينيين لصّد المستوطنين ومنعهم من تحقيق هدفهم.

وسرق المستوطنون، 7 دونمات جديدة من أراضي منطقة الجبل، ونصبوا عليها عشرات البيوت المتنقلة، ويحرصون على التواجد هناك وإقامة حفلات استفزازية ورفع الأعلام الإسرائيلية بحماية من جيش الاحتلال.

يقول الرئيس السابق لبلدية بيتا، فؤاد معالي، "إن محاولات الاحتلال الاستيطانية مستمرة منذ 3 سنوات، فهم يحاولون السيطرة على منطقة الجبل وضمّها للمخططات الاستيطانية، نظرًا لموقعها الاسترايجي، المطل على قرى كبيرة بالضفة".

ويضيف "معالي" لـ "وكالة سند للأنباء" إن "سلطات الاحتلال نصبت أكثر من 50 بيتًا في المنطقة ووضع كرافانات حول منطقة جبل صبيح في محاولة لبسط السيطرة عليها".

ويُبين أن المستوطنين يتجولون في الأراضي الزراعية ويمنعون الفلسطينيين من التحرك في المنطقة المأهولة بالفلاحين الذين يخدمون زرعهم، مؤكدًا أن ذلك يتم بمساعدة جيش الاحتلال، من خلال وضع السواتر الرملية، وكمائن للفلسطينيين.

وفي سؤالنا عن الأضرار الاقتصادية الناجمة عن المحاولات الاستيطانية في جبل صبيح، يُرد: "ستلحق ضررًا كبيرًا بالمناطق الزراعية والصناعية في المنطقة، فهذه الأراضي مُشجرة بالزيتون والعنب واللوز، ما سيحرم العشرات من مصدر رزقهم"

وأشار "معالي" إلى "وجود منطقة صناعية تحت الجبل مباشرة، تضمّ حرفًا صناعية، هدم الاحتلال أكثر من 3 مرات المكان على أصحاب الحرف ما ينتج عن احتكاك بين العمال والمستوطنين".

وأكد، أن "الاستفزازات اليومية مستمرة في الجبل، حيث ينظم المستوطنون حفلات صاخبة يتخللها رقصات استفزازية في البؤرة الاستيطانية التي يطلقون عليها اسم "افيتار"، فضلًا عن محاولات الاحتلال منع إقامة صلاة الجمعة على قمة الجبل يتخللها إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز، وهو ما يُحدث احتكاك وحوّل المكان لنقطة مواجهة دائمة.

وأسفرت المواجهات شبه اليومية في قمّة الجبل، عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين خلال شهرٍ واحد وهم؛ محمد سعيد حمايل، وزكريا حمايل، وعيسى برهم، إضافة لمئات الإصابات أغلبها بالرصاص الحي.

ويُشير الناشط الفلسطيني أكرم جروان، إلى أن جماعات يهويدية أطلقت حملات تبرع لصالح بناء وتطوير البؤرة الاستيطانية في جبل صبيح، تمكنّت خلال عشرين يومًا فقط، من جمع نحو 400 ألف دولار أميركي.

مصادرة الأرض.. انتزاع للروح

"مصادرة الأرض" مثل انتزاع الروح من الجسد، فغصة الفلسطيني تبقى راكدة فوق قلبه كلما سلب الاحتلال روحه، فلا حياة هانئة بين محتلٍّ يُفتتُ الأحلام أمام الأعين بجبروتٍ قاهر.

عن ذلك يقول أحد أصحاب الأراضي المهددة بالمصادرة في المنطقة حذيفة بدير، إن الاحتلال يمنعه من الوصول إلى أرضه منذ أكثر من شهرين، وهذا يُلحق ضررًا كبيرًا بالأراضي، لوجود أشجار زيتون وأشجار صغيرة بحاجة لعناية يومية".

ويُكمل "بدير"، في حديثٍ مع  "وكالة سند للأنباء"، إن الضرر النفسي الواقع على الفلسطيني أكبر من أي ضررٍ آخر عندما يُشاهد البؤرة الاستيطانية وهي تلتهم الأراضي شيئًا فشيء دون تحرك دولي يُلجم إسرائيل ويمنعها من تنفيذ مخططاتها".

ويتحدث "بدير" عن أعمال استفزازية متواصلة للمستوطنين، تتثمل بوجود أعداد كبيرة منهم يعتلون الجبل، والصراخ في الليل، ورفع الأعلام الإسرائيلية على جبال الزيتون.

وكان آخر الأعمال الاستفزازية، قيام مجموعة المستوطنين قبل يومين، بإدخال صفحات من التوراة، وشرب الخمر فوق بؤرة "أفيتار"، وأشعلوا الموسيقى الصاخبة حتى ساعات الفجر الأولى.

ويُؤكد "بدير" أن الفلسطينيين لم يتركوا المنطقة كفريسة للاستيطان، فهم يواجهونه بتنظيم مسيرات دائمة تجاه موقع البؤرة الاستيطانية، وتفعيل نشاط الإرباك الليلي.

ونشاط الإرباك الليلي، واحدة من الفعاليات التي يُنظمها الفلسطينيون في "بيتا"، لحماية قمّة الجبل ومنع أي تواجد إسرائيلي فيه.

ويستخدم خلالها الشبّان أشعة الليزر وأضواء الكشافات وإشعال الإطارات المطاطية لإرهاب المستوطنين، إلى جانب إعلاء صوت القرآن الكريم وترديد التكبيرات باستخدام مكبرات صوت يصل صداها إلى المستوطنين.