الساعة 00:00 م
الجمعة 29 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.62 جنيه إسترليني
5.17 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.95 يورو
3.66 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"أي وصف لن يعبر عمّا عشناه".. شهادة مروّعة على إبادة غزة ترويها نور حميد

وهذه رسالة "منتصر" بعد الهدم..

عائلة الأسير منتصر شلبي بعد هدم منزلها: "أوجعنا لكن لن يضعفوا عزيمتنا"

حجم الخط
منزل منتصر شلبي.jpg
نابلس/غزة/إيمان شبير - وكالة سند للأنباء

 

تجلس "أم إياد" زوجة الأسير منتصر شلبي قُرب منزلها الذي فجّره جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الخميس، في بلدة "ترمسعيا" شمال رام الله، بمشاعرٍ ممزوجةٍ بين ألم يُوخز القلب على الذكريات التي احتواها بيتهم طوال السنوات الماضية، وشموخ الفلسطيني العنيد "هذا ليس موقفًا للبكاء" إنما دافع أكبر للوقوف من جديد في معركة الصمود التي لم تنتهي فصولها بعد!

عند منتصف الليلة الماضية، اقتحم جيش الاحتلال "ترمسعيا" وداهم منزل عائلة "شلبي" وأجبرهم على إخلائه، كما أجبر سكان المنازل المجاورة على ترك منازلهم أيضًا، وأمهلهم حتى الساعة 2:30 فجرًا كحد أقصى للإخلاء، ثم فجّر المنزل، ليُصبح ركامًا وأثرًا بعد عين.

واعتُقِل منتصر شلبي من منطقة قريبة لبلدة سلواد شرق رام الله بتاريخ 6 أيار/مايو الماضي، بعد مطاردته لأيام، بتهمة تنفيذ عملية إطلاق نار على حاجز زعترة، أسفرت عن مقتل مستوطن وإصابة آخر.

مرّت اللحظات ثقيلة على عائلة "شلبي" حينما تناثرت على الأرض حجارة منزلهم الذي سكنوه لسنواتٍ طويلةٍ؛ فارتباط الإنسان بمنزله له جذور من التاريخ الذي لن يُنسى.

تقول "أم إياد" زوجة الأسير "منتصر" لـ "وكالة سند للأنباء"، عن شعورها عند تفجير المنزل: "أوجعني، لم يكن سهلًا أبدًا، ولا يُمكنني وصف حجم الألم الذي خلفّه الهدم فينا، فهنا سنوات العمر الطويلة والذكريات، وتفاصيل حياتنا تنهار بلحظة".

وتُضيف أنه تم إخلاء البيت في 30 حزيران/ يونيو المنصرم؛ تمهيدًا لهدمه، مشيرةً أن "سلطات الاحتلال لم تُخبرهم عن موعد الهدم، وإنما جاء قرار الإخلاء؛ لأن في أيِّ لحظةٍ سيفجرون المنزل".

منزل عائلة "شلبي" الذي تبلغ مساحته نحو 570 مترًا إلى جانب فناء واسع، احتوى سهرات العائلة مع والدهم في لحظاتِ السمر.

و تُردف "أم إياد" "في هذا البيت كبر أولادي أمام أعيننا، وعاشوا حياتهم وأجمل التفاصيل برفقة والدهم، لكنّ ورغم حُزننا إلا أن ذلك لن يُضعف عزيمتنا فهذه الأرض لنا، والدفاع عنها واجب، وسنُعيد بناء البيت كما سبق وأجمل".

وتعيش "أم إياد" برفقة ثلاثة من أبناءها في المنزل، بينما يعيش باقي أفراد العائلة في الولايات المتحدة الأمريكية كونهم يحملون الجنسية الأمريكية، موضحةً أنهم سينتقلون للعيش في منزل العائلة بنابلس بعد هدم منزلهم.

وتواجه عائلة "شلبي" ضغوطات كبيرة، منذ اعتقال "منتصر"، كان أبرزها الملاحقة وهدم المنزل، رغم تواصلهم مع العديد من المؤسسات الحقوقية لكن دون جدوى، بحسب ما تُحدثنا "أم إياد".

ماذا علَّق "منتصر" على الهدم؟

 

وفي سؤالنا عن ردة فعل الأسير "منتصر" عندما عَلم بخبر هدم المنزل، ترد بنبرة عالية: "قال لي بالحرف خليهم يهدموا البيت وما تضعفي، المهم إحنا بخير".

وتُبين أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم سياسة "العقاب الجماعي" في هدم المنازل للفلسطينيين؛ للنيلِ من عزيمتهم، لكنّ "هيهات فالثبات هو سبيلنا الوحيد رغم الوجع الذي ينهش أرواحنا، فمعركتنا مع المحتل لم تنتهي".

وفي ختام حديثنا، ماذا عن رسالتكِ لـ "منتصر" في سجنه؟ ترد بصوتٍ بشوش بلهجة أهل "ترمسعيا"، "إحنا معاك، وخلّي معنوياتك "كوية"، و"كلبنا" معاك، وكل الشعب معاك، وأنت حققت شيء كبير للوطن بكل ما تملك، شد حيلك".

يُشار أن السفارة الأمريكية في القدس، انتقدت قيام جيش الاحتلال بتفجير منزل الأسير "منتصر" كونه يحمل الجنسية الأمريكية، قائلةً في بيانٍ لها " إنه لا يجب هدم منزل أسرة كاملة بسبب فعل ارتكبه شخص واحد".