الساعة 00:00 م
الإثنين 06 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.66 جنيه إسترليني
5.24 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4 يورو
3.72 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

بعد إنجاز 50% منه.. لماذا فكّك البنتاغون الأمريكي ميناء غزة العائم؟

قنابل وصواريخ غير متفجرة.. خطر يداهم حياة الغزيين

عدنان البرش .. اغتيال طبيب يفضح التعذيب في سجون الاحتلال

تساؤلاتٌ تُثار..

غزة في انتظار الإعمار.. والعجلة متوقفة!

حجم الخط
إعمار غزة.jpg
فاتن عياد الحميدي - وكالة سند للأنباء

متى سيُسمح بدخول مواد البناء؟ متى يبدأ إعمار غزة؟ ماذا عني فقدتُ عملي!، ثم ما هي نهاية الطريق الذي يدور كعجلة متعثرة تتوقف من حين لآخر، حتى يصل الحال إلى مكانك قف!

تساؤلات في ظل أزمة خانقة، واحتلال يضيق الخناق على قطاع محاصر، مخلفاً بعدوانه الأخير مآسٍ لا تُعد ولا تُحصى، تتراكم أوجاعه كأي عدوانٍ سابق، يعيق الحياة ويجبر الناس على تساؤلات وانتظار يطول، إنْ لم يذهب أدراج الرياح.

في قطاع غزة، الركام والدمار والهدم الذي ينتظر بناء، العائلات التي تبحث عن مأوى، والعُمال الذين تعطلت أعمالهم، ولم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بعد عدوانه الأخير في مايو/أيار الماضي بالدمار فقط، إنما كان سبباً رئيساً لمنع إعمار القطاع، ودخول مواد البناء من الجوانب كافةً.

"منع مستمر"

وللحديث عن أوضاع سير عملية البناء وإعادة الإعمار في قطاع غزة، التقت "وكالة سند للأنباء" بمدير عام التجارة والمعابر بوزارة الاقتصاد رامي أبو الريش، فيحدثنا ضيفنا أنه ما تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، وكذلك منع إدخال المواد الخاصة بالمصانع، علماً بأن الاحتلال يمنع أيضاً إدخال مادة الألمنيوم والزجاج وبعض المصنوعات المعدنية.

ويبين "أبو الريش" أن ما يتم إدخاله من الجانب المصري هو الإسمنت والحصمة فقط، بعيداً عن الحديد المسلح، والتي تدخل 3 أيام في الأسبوع في نهاية اليوم، ويترتب على ذلك عدم وجود الوقت الكافي لإدخال المواد السابقة، إضافةً لارتفاع الأسعار من الجانب المصري.

يتابع ضيفنا أن هناك غلاء في إطار الشحن والنقل، ما يشكل عبأً كبيراً على التاجر، وبالتالي ينعكس بالسلب على المستهلِك، الذي لا يملك قوة شرائية بسبب الشلل الاقتصادي الكامل، وعدم توفر السيولة النقدية بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.

" 500 شاحنة!"

وفيما يتعلق بكميات المواد المسموح إدخالها للقطاع، يقول "أبو الريش" أن الكميات تُقدَّر بحوالي 500 شاحنة خلال الأسبوع، تتنوع ما بين غاز وسولار والمحروقات بشكل عام، والمواد الغذائية ومواد البناء، وهي بذاتها غير كافية لاحتياجات القطاع.

ويضيف "أبو الريش" لـ "سند"، أن هناك الكثير من الضغوطات التي يمارسها الاحتلال من الضغط والتشديد والابتزاز، كما يتعامل بسياسة الأمر الواقع الذي تفرضه المقاومة في قطاع غزة.

"منع.. وارتفاع الأسعار"

ومن جانبه، يورد مدير مشاريع الجمعية الإسلامية في رفح المهندس سيد قطب الحشاش، أن مواد البناء شحيحة جداً فبعد العدوان الأخير على القطاع، لم يدخل أي طُن حديد من الجانبين المصري والإسرائيلي، وما سُمح بإدخاله هو الإسمنت والبلاط المصري "الكراميكا" ومادة البسكورس، مضيفاً أنه تم إيقاف إدخال الحصمة منذ شهر ونصف.

ويشير "الحشاش" أن الإعمار بحاجة لتكامل مواد البناء، فالمواد الإنشائية مرتبطة ببعضها، وبالتالي لا تكفي مادة واحدة أو مادتين، أو نوع من صنف محدد، لإتمام العملية.

ويؤكد ضيفنا على ارتفاع أسعار الحديد والحصمة، والذي يصل عالمياً سعر الحديد إلى ألف دولار للطن، من غير عمليات النقل والضرائب والتوزيع، كما أن سعر طن الحصمة كان سابقاً 105 شواكل، والآن وصل 170 شيكلا وهو غير موجود، وتم منع دخولها بأنواعها الثلاثة.

كما أن مادة البسكورس، لا يدخل إلا نوع واحد منها وهو لا يصلح للاستخدام كونه صخور من نوع كبير.

"ماذا عن الركام؟"

ويوضح ضيف "سند"، أن قطاع المقاولات مشلول بالكامل، إضافة إلى مصانع البطاون، التي تفتقر إلى أدنى المواد حالياً.

وفيما يتعلق بمواد الركام ومخلفات الهدم، يبين "الحشاش" أن المهندسين يرفضون قطعاً استخدامها، كونها غير صالحة للاستخدام فهي مواد سامة وتحتوي على مواد مخلَّطة منها البلاط والخشب والحديد، فهي ليست نقية وتضعف البناء، ومحاطة بالباطون من الخارج.

عند حديثنا مع "الحشاش" عن بعض المباني التي تم إعادة ترميمها، يخبرنا أنها كانت من باقي المواد في المخازن، وقد كان متوفراً في المخازن ما يقارب ألف طُن حديد تم استهلاكه.

أما عن الجودة يؤكد ضيفنا أنها تختلف من الجانب المصري والجانب الإسرائيلي، فما يتم إدخاله من الجانب الإسرائيلي يمتاز بالجودة المرتفعة، كونه مستورد من مصانع دولية تُقدم أجود الأنواع مثل الحديد الذي يأتي من تركيا.

"40 مهنة معطلة"

ويردف "الحشاش" أن الحديث حول الإعمار يدور حول توفير أموال ومساعدات مالية دون مواد، وهو ما يجعل أصحاب الشأن عاجزين فالأموال لا تفعل شيئاً بانعدام المواد، كما وتعطلت 40 مهنة متعلقة بالإعمار، كـ (البَنَّاء، البليط، السباك، القَصِّير.. وغيرها الكثير) بسبب منع دخول مواد البناء إلى القطاع.

وما يزال الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياساته التعسفية والابتزازية بحق الفلسطينيين، ويواصل منع إدخال مواد البناء والتي تشمل، الحديد، البلاستيك المستخدم للصرف الصحي، الخشب، الزجاج، ويأتي ذلك لتضييق الخناق على القطاع وإيقاف دورة الحياة فيه.

وهُنا الجانب السياسي هو الذي يحدد آلية سير الإعمار، وماهية العجلة بالدوران أو الوقوف، فهل نحن على موعدٍ مع دوران العجلة، أم ستبقى الأوضاع قائمةً على مكانك قِف.