الساعة 00:00 م
الخميس 25 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.71 جنيه إسترليني
5.33 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.78 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"الوضع القائم" في الأقصى.. تغييرات إسرائيلية بطيئة ومستقبل خطير

تقرير "تشامبيونز" غزة... ملاذ الحالمين بحياة عائلية هادئة

حجم الخط
65386134_457406978411300_2812679953647140864_n.jpg
غزة-سند

يرافق محمد علي حسن زوجته وطفله، يومياً بسيارتهما الصغيرة، لقضاء أوقات هادئة وجميلة خالية من المنغصات، في "بيتهم الثاني"، هكذا يصف حسن وجهته السياحية اليومية "تشامبيونز".

انطلق "تشامبيونز" Champions Club، منتصف العام الماضي، ليكون أول نادٍ عائلي في فلسطين، فهو يمثل ملجئاً للقضاء على ملل الحياة، وضغوطات العيش، ومجلساً هادئاً لعشرات العائلات التي ترتاده.

وتحت أشّعة الشمس الساطعة، ونسمات الهواءِ العابرة إليه من البحر، وأنغام الموسيقى المرسّلةِ من مرافقه، تجدُّد العائلات المقبلة إليه، ذكرياتُ جميلة، تمنحها راحة نفسية في بقعة جغرافية تزاحمها الهموم (غزة).

"حياتي تغيرت"

"حياتي تغيرت"، هكذا يقيم حسن، حياته بعد مرور عام كامل على التجربة، يقول لـ "سند" وهو يجلس على طاولة مستديرة برفقة زوجته يحتسون فنجاناً من القهوة: إن طفله خليل 3 سنوات، هو من ألحَّ عليه للتسجيل فيه؛ لأنه يريد ممارسة كرة القدم كأقرانه".

وعندها، قرر والده الاستجابة لطلب ابنه خليل، الذي بدأ يطور مهاراته من خلال ممارسة كرة القدم، على يد مدربين داخل "تشامبيونز"، حيث لاحظ الأب، تطوراً في مهارات ابنه، أثناء مراقبة علمية تعليمه، ويضيف، "أنا سعيد جداً حينما أرى أن ولدي يمارس هوياته بحب".  

مكان هادئ

رامي أبو شعبان، وهو مدير بنك الإنتاج في قطاع غزة، أحد الأعضاء المشاركين في نادي "تشامبيونز"، يقول لـ "سند"، أثناء جلوسه مع عائلته، لمشاهدة حفلة أطفال الجمعة الماضية، أنه "سعيد جداً مع أطفاله".

وكتقييم للتجربة، يَعدُ أبو شعبان، النادي –من وجهة نظره الشخصية-أفضل مكان بالنسبة له في قطاع غزة، "الإمكانات المتوفرة لكل أنواع الرياضات في مكان واحد وهادئ شجعني على الاشتراك".

ويتمنى أن تجّتهد إدارة النادي في تطوير مزيد من المرافق لما لذلك من آثار إيجابية على الصحة النفسية للعائلات المشاركة فيه.

وكون أبو شعبان رجل أعمال واقتصادي، فيرى أن تجربة إنشاء نادي "تشامبيونز" في غزة بالناجحة جداً، سيما وأنها تمثل مغامرة وتحدياً في ظل الظروف الاقتصادية التي تعيشها غزة.

أجواء عائلية

وفي مكان غير بعيد من أبو شعبان، يجلس طبيب الأطفال الدكتور رأفت مخيمر، بجانب أسرته، يتسامر معهم الحديث، "فصل الصيف والإجازة فرصة لكي أتبادل الحديث مع أسرتي في أجواء هادئة"، كما يقول لمراسل "سند"، الذي عاش معهم هذه الأجواء لأكثر من 3 ساعات. 

يضيف مخيمر، وهو الذي يُّلح على زيارة النادي في أوقات فراغه، أنَّ حياته كلُها اختلفت بعد المشاركة في النادي. صرت أمارس كل رياضاتي المتنوعة، أولادي: كمال، حمود، كريم، ندى، انشغلوا في مهاراتهم، وتطوير قدراتهم. أنا وزوجتي مستمتعين بالفعل (...)".

ولأنه، يحب ممارسة الرياضة وسط أجواء هادئة، فـ "حياته لا تساوي شيء بدون وجوده الدائم في النادي، يقول: "لا أستطيع أن أتخلى عنه، إنني أقضي معظم أوقاتي فيه بعد العمل". ولا يتوقف مخيمر في مديحه، فهو يشبه ناديه الرياضي، بمثابة "حديقة البيت".

حياة منظمة

أما أحمد الدلو، وهو موظف في البنك العربي بغزة، فيرى أن اشتراكه أثر على نمط حياته، ويقول: "استطعت تنظيم مواعيدي، وترتيب أوقاتي، وقربني من أسرتي بشكل أكبر، وجعلني أعيش معها أجواءً غير مسبوقة من الفرح والسرور".

ورغم جمال ما يعيشه، يرى الدلو أن النادي يحتاج لتطوير أكبر، وخدمات أكثر، يقول لـ "سند"، هو جالس مع أسرته: "لدي ملاحظات وأفكار ستجعل النادي أكثر ارتقاءً، وهذا يحتاج لنقاش طويل، ربما يستغرق أكثر من ساعة".

ويمثل إنشاء نادِ عائلي يجمع الأسرة في مكان واحد، واحدة من الأفكار الريادية غير المسبوقة في قطاع غزة. فتشاميونز الذي تبلغ مساحته 16 دونماً، يمتاز: بهدوئه، وجماله، وأشجاره التي تزين مرافقه، ومسبحه الكبير الذي يتربع جلسَّات العائلات فيه.

كما أنه يحتوي على 4 ملاعب (قدم، طائرة، كرة سلة، تنس أرضي)، إلى جانب (تراك) يختص برياضة المشي، إلى جانب صالة متعددة الاستخدام، كمشاهدة الأفلام، والرسوم المتحركة، والمباريات.

بداية الفكرة

بدأ التفكير بإنشاء مكان يجمع العائلة في مكان واحد، بعد دراسة أجراها نادي تشامبيونز، استهدفت عائلات المشاركين في أكاديمية كرة القدم، والتي أظهرت أن العائلات ترغب بمكان ترفيهي، يلبي طموح أبنائهم، قبل أن يُترجم هذا التفكير عملياً عام 2018.

يقول رئيس مجلس إدارة النادي رجب السراج في حوار أجراه مع "سند"، أن النادي كان عبارة عن أكاديمية لكرة القدم، ومن ثم تطور، ليصبح نادياً عائلياً يجمع أفراد الأسرة في مكان واحد.  

ويضيف السراج، حرصنا على توفير كامل الاحتياجات العائلية، من أصغر طفل، إلى أكبر فرد في الأسرة، من أجل تلبية احتياجات "كانت منقوصة لديهم" في قطاع غزة.

خلق فرص عمل

تبلغ القوة العاملة في نادي تشامبيونز الآن 100 موظف يعملون في الأقسام المختلفة، بعدما كان العدد 7 موظفين في بدايات الإنشاء.

ويذكر رجب إلى أن مشروعه الاستثماري، ساعد في در دخل شهري على هؤلاء الموظفين، مشيراً إلى أن متوسط عدد المستفيدين منه يصل إلى 500 فرد، على أكثر تقدير.

وبالرغم من ذلك، لا يزال مستوى الأجور متدني جداً؛ بسبب الظروف الاقتصادية القاسية التي يمر بها قطاع غزة، حسب السراج، "وهذا لأن أسّعار الاشتراك السنوي تبدو منخفضة مقارنة مع أكاديميات في بلدان أخرى".

آفاق أمام السياحة الداخلية

بعد النجاح الذي حققه نادي تشامبيونز"، بدأ بعض المستثمرين في غزة، بمحاولة التفكير بتطبيق أفكار تبدو مشابهة، كما يقول السراج، الذي يرى أن مشروعه الريادي "فتح أفاقاً للمستثمرين من أجل تطوير منشآتهم السياحية".

ويؤكد أن تطوير هذه المنشآت، تطلب بالضرورة خلق فرص عمل جديدة، أمام خريجي التربية الرياضية في الجامعات الفلسطينية.

إلى جانب هذا، ساهمت تشامبيونز، في تطوير قدرات الخريجين، حيث فتحت الأكاديمية أبواب التطوع فيها أكثر من مرة، يقول السراج: إن "احتكاك الخريجين بالرياضة، أكسبهم خبرة ومفاهيم عملية تختلف عن التي تلقوها في دراستهم".

يقول السراج، إن النادي العائلي، يسير نحو استراتيجية، تتشكل من هدفين اثنين: الأول تطوير مواهب المشاركين في الأكاديميات الرياضية، لجعلهم قادرين على المشاركة في مسابقات دولية.

ومؤخراً، بدأ تشامبيونز يشق طريقه نحو العالمية، ومن المتوقع أن يشارك في ثاني أكبر بطولة لكرة القدم التي ستنعقد على مستوى أوروبا، وتعزيز مبدأ تبادل الخبرات بين النادي وأكاديميات دولية.

أما الهدف الثاني، فهو توفير كل ما تحتاجه الأسرة المشاركة في النادي، من وسائل المرح، والسرور، والفرح.

عقبات في الطريق

غير أن المشروع الاستثماري يواجه عقبات عدة، فالانقطاع المستمر في التيار الكهربائي يزيد من تكلفة تشغيل النادي، وبالتالي يزيد ذلك من أعباءه المالية.

 كما يزيد فرض الحكومة للرسوم والضرائب من القدرة على أي تطوير مستقبلي، كما يقول السراج، "فالحكومة لا تمتلك أي استراتيجية لتشجيع الاستثمار الداخلي".

وفي الوقت نفسه، فإن محدودية السيولة تنعكس بالسلب على العائلات التي ترغب في التسجيل بمثل هذه المشاريع الاستثمارية، بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعصف بالقطاع.

65757877_895343990828151_858385918896111616_n.jpg
66029368_407499036521924_6099770119225868288_n.jpg
65536832_486802922093019_8215714701384876032_n.jpg
65386134_457406978411300_2812679953647140864_n.jpg
57543560_2127344860720588_8899730892298125312_n.jpg
62241140_2245442622244144_8299951517004201984_n.jpg
65533870_2245443115577428_7256606757105958912_n.jpg
65325079_2244030322385374_9025888036130390016_n.jpg
57165999_2123972591057815_459647649126023168_n.jpg