الساعة 00:00 م
الأربعاء 01 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.67 جنيه إسترليني
5.27 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.99 يورو
3.73 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

أطفال غزة يدفعون ثمن الأسلحة المحرمة

معروف: معلبات مفخخة يتركها الاحتلال بمنازل غزة

204 ملايين$.. خسائر القطاع الزراعي

غزة.. معاناة المزارعين الفلسطينيين تضاعفت بعد العدوان

حجم الخط
20201215143602afpp-afp_8x76ml.h-2-scaled.jpg
غزة - أحلام عبدالله - وكالة سند للأنباء

حالة من الإحباط أصابت المزارع يوسف النجار، مع تكبده خسائر مالية يومية، إثر تقييد سلطات الاحتلال الإسرائيلي توريد منتجاته إلى أسواق الضفة الغربية عقب انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة في أيار/مايو الماضي.

وينذر تردي أوضاع المزارعين وتكبدهم خسائر يومية فادحة، بالتسبب في انهيار قطاع الزراعة الذي يعتبر المزود الرئيسي لسلة الخضار التي يحتاجها سكان قطاع غزة، ومصدر رزق لشريحة كبير من سكانه.

معاناة حادة

"النجار" الذي يزرع في أرضه الواقعة بخانيونس جنوب قطاع غزة، الكوسا، والباذنجان، اضطر إلى بيع إنتاجه بأبخس الأثمان في السوق المحلي، خشية تلفها.

يقول "النجار" لـ"وكالة سند للأنباء" إنه يبيع الصندوق من الكوسا، والباذنجان بسعر زهيد جداً، مشيرًا إلى أن البيع بهذا السعر لا يحقق الربح له بل يعرضه لخسائر مالية.

aac70615-3de5-43c3-b36d-db8d1b571fe3.webp
 

 ولفت إلى أن السوق المحلي مشبع بالمنتجات الزراعية، وبالتالي زيادة الفائض تقلل من سعر الخضراوات، كما أن القوة الشرائية في الأساس ضعيفة.

وأرجع "النجار" ارتفاع سعر البندورة إلى انتهاء موسم البندورة الأرضية، في الوقت الذي يتجهز فيه المزارعون لزراعتها داخل الدفيئات.

حال المزارع صالح النجار لا يختلف كثيرًا، فهو يرى زراعة المزارعين لأراضيهم في قطاع غزة أشبه بمغامرة محفوفة بالمخاطر.

وأوضح "صالح" لـ "وكالة سند للأنباء" أن المزارع يحيطه التخوف عند بدء قطف محاصيله وتهيئتها للتصدير بأن تغلق سلطات الاحتلال معبر كرم أبو سالم (المعبر التجاري الوحيد لغزة) فتتعرض المحاصيل للتلف أو تذهب للبيع في السوق المحلي بأقل الأسعار.

وأشار إلى أن مزارعي القطاع رغم الحصار والحروب المتتالية أثبتوا قدرتهم على تغطية السوق المحلي بمنتجاتهم وتحقيق فائض، وأنهم بحاجة إلى إفساح المجال أمام تصدير المنتجات إلى الأسواق الخارجية دون أي عراقيل.

05c29bd0-edf0-4ca6-b921-f28b99101419.jpeg
 

وبيّن أن الضرر الذي لحق بالأراضي الزراعية نتيجة العدوان الأخير، كان من خلال عدم مقدرته للوصول لأرضه خلال العدوان كونها تقع في منطقة حدودية، الأمر الذي حرم المزروعات من سقايتها بالماء، ما أدى إلى تلفها.

ولا تقتصر معاناة المزارعين الفلسطينيين على منع تصدير محاصيلهم، فسلطات الاحتلال الإسرائيلي تمنعهم على فترات متقاربة من الوصول إلى أراضيهم في المناطق الحدودية، وتطلق عليهم النار بشكل مباشر، مما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد منهم خلال الأعوام السابقة.

حصار يخنق

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الزراعة، أدهم البسيوني، أن الاحتلال أغلق معبر كرم أبو سالم قبل أيام من شنه العدوان الأخير على غزة، واستمر في الإغلاق طيلة فترة العدوان، وكان يسمح بتوريد بضائع بصورة جزئية، كما منع تصدير منتجات غزة للسوق في الضفة أو الخارج.

ويُضيف "البسيوني" لـ "وكالة سند للأنباء" أن قطاع غزة يُسوق للضفة والخارج خمسة عشر صنفًا من المنتجات الزراعية مثل البندورة، والبطاطس، والخيار، والفلفل الحار والحلو، والكوسا والباذنجان، وغيرها من الخضروات.

 وبيَّن أن الاحتلال يتعمد استهداف القطاع الزراعي في غزة بعد أن حقق على مدار الأعوام الماضية اكتفاء ذاتيًّا، وحافظت الأسعار في السوق المحلي على استقرارها.

ونبّه إلى أن الاحتلال كبَّد القطاع الزراعي في عدوانه الأخير خسائر مالية فادحة، قدرته الوزارة بـ204 ملايين دولار،127مليون دولار منها أضرار مباشرة، و78 أضرار غير مباشرة.

وأورد "البسيوني" أن أضرارًا بليغة لحقت بالمنشآت الزراعية ومصانع الأعلاف والآبار والخطوط الناقلة الرئيسة والفرعية، والبرك الزراعية ومحطات الاستزراع السمكي ومخازن الأعلاف ومخازن المعدات الزراعية والمبيدات ومزارع النحل.

وأدت تلك الأضرار _تبعًا للبسيوني_ إلى ضعف وانعدام القدرة التسويقية للعديد من المنتجات الزراعية نتيجة تقييد الحركة وصعوبة الوصول إلى الأراضي الزراعية ما تسبب في انخفاض الأسعار بصورة حادة في العديد من المنتجات الزراعية، مسببة خسائر فادحة للمزارعين.

كما دأبت طائرات زراعية إسرائيلية في الأشهر الأخيرة على رش الأراضي الزراعية الحدودية بمبيدات كيميائية، تتسبب في إتلاف مزروعات الفلسطينيين وتخلف خسائر للمزارعين.

ولا يملك المزارعون الفلسطينيون أي وسيلة لتجنب وصول المبيدات الكيميائية إلى مزروعاتهم باستثناء تغطيتها بقطع بلاستيك كبيرة، يضطرون لإزالتها في وقت معين لتكمل المحاصيل نموها.

قلة إمكانيات

من ناحيته قال مسؤول لجنة المزارعين في بلدة القرارة بخانيونس سلامة مهنا، إن 36% من سكان المحافظة يعتمدون على الزراعة كدخلٍ رئيسي لعوائهم.

وتابع: "إن المزارعين تعرضوا لخسائر فادحة جدا، سواء على صعيد تجريف الأراضي الزراعية بفعل الاجتياحات الإسرائيلية أو الحصار الذي حرم المزارعين من تصدير منتجاتهم الزراعية إلى الضفة الغربية أو البلدان العربية والأوروبية".

ولفت إلى أن أخطر ما يوجه القطاع الزراعي هو عزوف بعض المزارعين عن زراعة أراضيهم، بعد تكبدهم الخسائر الفادحة المتوالية التي تعرضوا لها، بفعل منع تصدير منتجاتهم، وارتفاع أسعار المواد الخام اللازمة لعملية استصلاح الأرض وفلاحاتها.

وأكد في حديث لـ "وكالة سند للأنباء" أن الاحتلال يهدف من وراء سياسة العقاب الجماعي التي يتعمد إتباعها بحق الفلسطينيين، إلى تدمير كافة مقومات الحياة وقتل أي أمل داخل الإنسان الفلسطيني في الاعتماد على الذات بعيدا عن التبعية التي يريدها.

وطالب بضرورة الإسراع في تقديم مساعدات عاجلة لإنقاذ القطاع الزراعي، وحذر في الوقت ذاته من انهيار وشيك للموسم الزراعي الحالي بالقطاع.