الساعة 00:00 م
الجمعة 17 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.68 جنيه إسترليني
5.21 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

بالفيديو "عُبيد وإسراء".. قصةُ حبٍّ أمريكيةٍ فلسطينيةٍ على أرض تركيا

حجم الخط
روف.jpg
إسطنبول - إيمان شبير / وكالة سند للأنباء

لم يكن الأمر سهلًا ارتباط رجلٌ أمريكي بفتاةٍ فلسطينية تعيشُ في مدينةٍ تُعاند الجميع، فوحدها غزة من تلتهم الحب بأظافرها وسْط علاماتِ الحزن التي تزحفُ للأعماق.

مواطنٌ أمريكي، قادته بوصلةُ قلبه إلى تقريرٍ صحفي بعنوان "تجربتي مع الحصار"، مُتمعّنًا في كُلِّ حرفٍ وصولًا إلى اسم صاحبة التقرير الفلسطينية "إسراء مقداد"، فكانت حُروفها بدايةً لارتباطٍ وثيق لا يعرف المسافات.

المواطن عبيد روف، محامي ومدقق وباحث في مركز الإسلام للشؤون العالمية في جامعة صباح الدين زعيم في إسطنبول، كَبُرَ في غرب الولايات المتحدة في قريةٍ صغيرةٍ، وعاش في أماكن متعددة حتى أنهى تجربته الأمريكية.

في هذه المادة تصحبكم "وكالة سند للأنباء" في حوارٍ شيِّقٍ مع قصة حُبٍّ أمريكيةٍ فلسطينيةٍ جديدة، جمعت المواطن الأمريكي عبيد روف مع الفلسطينية إسراء مقداد في الأراضي التركية.

بدأت الحكاية عن طريقِ صدفةٍ من خلال دراسة "روف" في الجامعة الإسلامية "تعلم عن بعد"، وقاده القدر إلى زاوية التقارير في مجلة الجامعة، ليتمعن في تقرير يتضمن معاناة الحصار مع سكانِ غزة.

المستحيلُ يُصبح ممكنًا

رغم العوائق الكثيرة أمام "عبيد وإسراء"، إلا أن الله سخّر المستحيل ليكون واقعًا بين يديهما.

يقول عبيد روف لـِ "وكالة سند للأنباء"، "لم أكن أبحث عن الحب لكن اتبعت نصيحة صديقي، في تحسين ذاتي فسجلت في الجامعة الإسلامية بغزة "أون لاين"، وأخذت دروس العقيدة والتجويد والأدب، وكان لدى الجامعة مجلة ولديهم بعض الضيوف الذين يكتبون مقالات داخلها".

وتابع، "خلال بعض المقالات التي رأيتها، قرأتُ مقالًا كتبته إسراء ولفت انتباهي بعنوان "تجربتي في الحصار"، مستنكرًا الحصار على غزة، وبدأتُ أتابع كتابات إسراء لعامٍ ونصف، وتعرفتُ عليها من خلال كتابتها وأُعجبت بما تكتبه عن فلسطين والقضية".

وبكلماتٍ من الدفء يسرد "روف"، تقابلتُ أنا وإسراء من خلال مؤسسة "أوكسفام"، حينما كانت تعمل فيها محللة، ورأيت اسم إسراء عدة مرات، فبعد مضي بعض الوقت على قراءة كتاباتها، أدركتُ كم هي ذكية، وأحببتها من حُروفها قبل أن أتحدث إليها".

وعن سؤالنا "لماذا إسراء"، كانت إجابة "روف"، " أريد أن أكون واضحًا، فلم أختر إسراء ولكن الله هو مَن اختار إسراء لي، فلقائنا كان من خلال الله، ووجدتها بالصدفة، وبعد ذلك أخذتُ الموافقة من أبيها وإخوتها ليكون الزواج".

ويستطرد "روف" قائلًا: "ليس سهلًا الزواج من فلسطينية؛ لأن الأمر يغلق عليَّ بعض الفرص في السفر والعمل، لكن لا أرى ذلك يتعلق بالتضحية لكنني أراه أكثر بأنه ضمان أن يبقيني على الدين".

ويتابع بكلماتٍ من الامتنان، "عائلة إسراء مثل كثيرٍ من العائلاتِ الفلسطينية في غزة يهتمون بالمعرفةِ الإسلامية، مؤكدًا أن غزة مصدر للعلوم الشرعي، والمذهب الشافعي، وممتنًا للزواجِ من فلسطينية".

وعن أبرز الصعوبات، يقول "روف"، "لقد تغلبنا سويًّا لأننا كنا متزوجين شرعيًّا بوجودِ "شيخ"، فتغلبنا في متطلبات الزواج المدني في تركيا خاصة حينما كنا نقف في طوابير لإتمام المعاملات في المكاتب الحكومية والقنصليات، أمضينا الكثير من الوقت ونحن ننتظر في طوابير من أجل إتمام كل وثيقة، لكن كان رفيقنا هو الصبر".

وعن سؤالنا "لماذا تركيا" أجاب مستطردًا: "بالمقارنة مع المناطق الأخرى كالمملكة المتحدة وألمانيا وبلدان أخرى وإن كانت ممكنة بالسفر إليها، لكن بالنظر إلى الجواز الفلسطيني وجدنا أن تركيا أكثر سهولة، ووجدنا لوائح توضح ما يجب القيام به "من متطلبات للزواج المدني، لذلك قررنا "تركيا".

وبنبرةٍ من الاعتزاز يقول "روف"، تركيا هي وطننا، ولم أشعر أني في وطن قبل ذلك مثلما شعرت ونحن في تركيا، مُتمنيًّا قراءة الكتب العظيمة في المكاتب التركية مؤكدًا أن الهدف الأكبر لنا أن نعيش في دولة عربية لنجعل اللغة العربية لغة بيتنا الأولى".

موقف "عُبيد" من القضية الفلسطينية

يقول "روف" واصفًا نفسه بـ "المتشكك"، "كنتُ متشككًا في الروايةِ الأمريكية وقد كنتُ أتابع الوثائقيات التي تُبرز انتهاكات الاحتلال ضد الفلسطينيين العُزّل، وتأكد لي رأيي بعد مشاهدتي لهذه الوثائقيات بالجرائم الإنسانية الإسرائيلية".

ويسرد، "هذه الجرائم ضد فلسطين والإنسانية، جعلتني أميل إلى التعرف على الإسلام، وما هو الإسلام".

ويُتابع، حُبي لفلسطين زاد عندما زرتُ لأول مرة مدينة القدس، واستطعت أن أبني "بشخصيتي الناقدة"، رأي سليم وغير داعم لموقف أمريكا لفلسطين، وفخور أن زوجتي "فلسطينية".

رحلة عُبيد مع الإسلام

يصف "روف" إسلامه بـ "الرحلة"، قائلًا: "دخولي للإسلام كان رحلة، وليس حدث، ومنذ الطفولة وأنا أنتمي للفكر الإسلامي، وأحبّ جمال الحياء في لبس "الخمار الشرعي"، والالتزام، وأخشع لصوتِ القرآن".

ويؤكد: " هناك أسبابٌ كثيرة جذبتني للإسلام، وأبرزها هي كتابات محمد أسد الذي دخل في الإسلام، بالإضافة إلى استماعي لتلاوات القرآن، مُستدركًا من التلاوات أن القران يختلف عن أيِّ كتابٍ آخر، مؤكدًا أنه رسالة إلهية من خلال الرسول".

وبنبرةٍ من السعادة، يُعبّر "روف"، أنا سعيد أنني مسلم وزوجتي مسلمة وحافظة لكتاب الله، موضحًا أنه إذا رأت زوجته شيئًا مختلفًا فيه وأرادت تغييره، يأخذ برأيها لأنه نابع من حكمة القرآن".

لقاء إسراء بـ "عُبيد"

بابتسامةٍ خجولة تقول "إسراء"، (إنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ)، فزواجي من "عبيد"، ليس سهلًا ولكن أي شي لا يتناقض مع أوامر الله نستطيع التضحية فيه، وقصة حبنا بدأت تكبر مع أول ارتباط رسمي بيننا".

وتُضيف لـ "وكالة سند للأنباء"، "إن خروجي من غزة كان مخططًا له قبل عرض عبيد للزواج، فكان الأمر مفتوحًا بالنسبة لعائلتي، بل كان تشجيعًا واضحًا، وأول من قالت لي "نعم" على هذا الزواج هي والدتي الحبيبة".

وفي سؤالنا "كيف تجاوزتِ الاختلافات"، تُجيبنا "لا أرى اختلافًا واضحًا بيننا، وإن كنا من ثقافتين مختلفتين، فلدينا انسجام بالأفكار والطباع، مؤكدةً أن الأمر يرجع للشخص وليس للثقافة".

وتحدثت إسراء عن الصعوبات، إن أشد الصعوبات كانت بعد معبر رفح، فالأوراق كفلسطينية من غزة أخذت مني وقتًا طويلًا في ظل وجود "حكومتين"، ولكن بالصبر والتعاون وصلنا".

وتُعلل سبب اختيارهما لـ "تركيا"، تقول: " تركيا حاليًّا هي بلدنا وبيتنا في الوقتِ الذي لم أستطع إصدار "رقم ضريبي" للذهاب إلى أمريكا لأنني فلسطينية".