الساعة 00:00 م
الثلاثاء 19 مارس 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.65 جنيه إسترليني
5.15 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
3.97 يورو
3.65 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

"وكالة سند" تكشف تفاصيل جريمة إعدام الاحتلال مسنا جنوب غزة

"باب العامود".. صراعٌ على الهوية والسيادة

حجم الخط
باب.jpeg
بيان الجعبة - وكالة سند للأنباء

مَعلمٌ معماريٌّ شاهق، ويُعتبر أجمل الأبواب في مدينة القدس وأشهرها، لكن قدسية المكان لم يكترث له جيش الاحتلال؛ فأصبح "باب العامود" ساحة للاستهداف الإسرائيلي الذي لا يتوقف، في محاولة لحسم معركته وتغيير هويته.

وشكّلت ساحة "باب العامود" متنفسًا لسكان مدينة القدس، فبات مُلتقى للاجتماعات والاحتفالات والأنشطة الثقافية، ويلجؤون المقدسيون إلى مدرجاته للترويح عن أنفسهم، لكنّ شرطة الاحتلال الإسرائيلي، تعمل على تفريقهم باستخدام القوة، وهو ما يسفر عن اندلاع مواجهات.

"رمزية باب العامود"

يقول الباحث الميداني فخري أبو دياب، "إن باب العامود يمثل أيقونة لما له من رمزية خاصة لدى المقدسيين والتي تبلورت بعد سلسلة من الانتصارات والانجازات التي تحققت مؤخرًا من خلال التواجد الشعبي في المكان".

ويؤكد "أبو دياب" لـ "وكالة سند للأنباء"، "أن الاحتلال يهدف إلى تفريغ انتصارات المقدسيين من مضمونها، كونه يعي أن التواجد في باب العامود يعني السيطرة على مدينة القدس؛ لأن باب العامود هو المدخل الرئيس لبلدة القدس القديمة التي تحوي أهم الأماكن المقدسة كالأقصى والقيامة".

ويضيف "أبو دياب"، أن الاحتلال يسعى من خلال عمليات القمع والترهيب لإفراغ باب العامود والحد من حركة المقدسيين في كل المنطقة المحيطة؛ مؤكدًا أن الأمر سينعكس سلبيًّا على الاقتصاد المقدسي، الذي يعمل الاحتلال منذ سنوات على خنقه".

ويشير إلى أن إفراغ باب العامود يعني أن تصبح البلدة القديمة بمثابة ممر آمن للمستوطنين للوصول بأريحية لباب المغاربة وحائط البراق.

"الصراع في باب العامود"

الصراع في باب العامود هو صراع على الهوية المقدسية، فمن يتواجد في باب العامود هو المسيطر الفعلي على القدس ومراكزها وآثارها الدينية والتاريخية، فباب العامود بمدرجه وساحته أصبح هو المقياس حول من المنتصر وصاحب السيادة في القدس.

من جهته، يقول الناشط الشبابي المقدسي فادي دويات، "إن ما يحدث في باب العامود ليس بالحدث الجديد على الشارع المقدسي، وان المواجهة فيه هي ردة فعل طبيعية على انتهاكات الاحتلال، واصفًا ذلك بـ "عربدة" المستوطنين واستفزازاتهم الدائمة".

ويضيف "دويات" لـ "وكالة سند للأنباء"، أن باب العامود يمثل المدخل الأساسي والمحوري للقدس، فقد اعتاد الشباب المقدسي على التجمع على مدرجه وإقامة النشاطات والفعاليات المجتمعية والسياسية فيه، مشيرًا إلى الاحتلال يسعى بكل قوته لتهويد المكان من خلال التواجد الأمني المكثف لقوات الاحتلال وبناء النقاط العسكرية فيه".

ويؤكد "دويات" أن محاولات الاحتلال بترهيب المقدسيين وإفراغ باب العامود، كلها سيكون مصيرها المواجهة المستمرة إلى أن تبوء بالفشل. 

ويلفت إلى "أن القدس كلها لها أهمية لدى المقدسيين إلا أن باب العامود اكتسب أهمية مضاعفة كونه ممر الشهداء ومقام الكثير منهم".

ويتوقع "دويات" أن استمرار الاحتلال بانتهاكاته المتمثلة بالاعتقالات والتنكيل بالمقدسيين ونبش قبور أمواتهم، كفيل بزيادة الضغط على المقدسيين، والذي لابد أن ينفجر في أي لحظة بوجه الاحتلال على شكل هبة جديدة في كل أحياء مدينة القدس وليس في باب العامود فقط.

ويبيّن "دويات"، "أن الاحتلال يحاول توجيه رسال واضحة للمقدسيين مفادها إخضاع الشارع المقدسي لأمر واقع يُفرض عليهم بإغلاق جميع منافذ الحياة بوجههم؛ مُردفًا أن فشل مساعي الاحتلال مرتبط بشكل أساسي بقوة صمود المقدسيين وإرادتهم الصلبة بإثبات حقهم بمدينتهم وأرضهم".