الساعة 00:00 م
الخميس 18 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.72 جنيه إسترليني
5.35 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.04 يورو
3.79 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

حسرة يرويها مزارعون..

تسميم واقتلاع.. انتهاكات إسرائيلية غير مباشرة بحق أشجار الزيتون

حجم الخط
زيتون.jpg
نابلس - وكالة سند للأنباء

أيام موسم الزيتون، تمد أهل القرى الفلسطينية بالقوة والثبات، كما تمنحهم بركةً في الوقت وجمالًا في التفاصيل، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تأبي إلا أن تُسِكن الحسرة في قلوب سكان بلدة "عورتا" جنوب شرق نابلس، بمشهد يبكي المزارعين.

وهنا في صباح باكرٍ ملبد بالغيوم التي تخيِّم على القلب، يتوجه المواطن علي لولح وشقيقه من بلدة "عورتا"، إلى أرضهم الواقعة بخلة الشعب وخلة عبد الله بمحاذاة سياج مستوطنة "ايتمار"، آملين بقطف أكبر قدر من الثمار خلال ساعات النهار التي حددها الاحتلال الإسرائيلي للقطف بتلك المنطقة.

لكن معالم الألم والحسرة باتت واضحةً على وجه "لولح"؛ حزناً على ما آلت إليه أحوال أشجار الزيتون التي تملكها العائلة.

وعادةً يبدأ موسم قطف الزيتون في فلسطين مع بداية شهر أكتوبر/ تشرين أول ويستمر لنحو شهر تقريبًا.

يقول "لولح" لـ "وكالة سند للأنباء"، إن الأشجار كانت بحالة يرثى لها، وكأنها تعرضت لتسميم متعمد، فلم تحتمل جذوعها التي كادت أن تنكسر، وضع السلالم عليها لقطف ثمارها.

ويؤكد "لولح" بخبرته الزراعية، أن ذلك الحال لا يمكن أن يكون نتيجة الإهمال الذي فرضه الاحتلال قسراً، إنما تعدى ذلك ليصل إلى رشه للأشجار بموادٍ سامة تمنع إنباته مجدداً.

 ثلاثون شجرة زيتون رومية تملكها عائلة "لولح"، كانت تنتج قديماً أكثر من 20 كيساً من الثمار، لكنها تناقصت سنة بعد سنة لتصل إلى نصف كيس فقط هذا العام، وفقاً للعائلة.

ويبيِّن "لولح" أن هذا الصنف من الزيتون الجبلي يحمل عادة كمية أكبر من الثمار مقارنة بالزيتون الحقلي، وتشكل نسبة الزيت فيه أعلى من غيره.

"لن تدخل إلا بتنسيق"

أما عن الاحتلال، فتفرض قواته التنسيق المسبق لقطف ثمار الزيتون بأي منطقة قريبة من المستوطنات أو خلف الجدار، كما يحظر على المواطنين الوصول إليها على مدار العام، وبناءً عليه تحدد أيامٌ وساعات للمزارعين بالقطف، بحسب ما ذكر "علي".

وبصوتٍ متحشرج وعَبرة خانقة، يتابع ضيفنا، أن وجود مستوطنة "ايتمار" يحرم أهالي عورتا من الوصول إلى مساحات واسعة من أراضيهم، والاعتناء بها على مدار العام.

وهنا يستغل المستوطنون غياب المزارعين عن أراضيهم، فيعيثون بالزيتون الفساد، حرقاً وتقطيعاً وسرقةً للثمار.

وفي موسم القطف، يفيد "لولح" بتعذر استفادة الكثيرين من أيام "التنسيق" المحدودة لقطف زيتونهم؛ لإتيانها في منتصف الأسبوع الذي يعج بانشغال المزارعين بأعمالهم الأخرى، ما يؤهلهم للتفرغ بيوم الجمعة فقط، وهو اليوم الذي لا يوجد فيه تنسيق.

"يريدون منا أن نترك أرضنا لتكون لقمة سائغة لهم، لكننا لن نتركها"، هذا ما أورده ضيفنا بتحديه الاحتلال الذي لن تعطيه العائلة فرصة الوصول إلى أرضهم، حتى وإن عادوا منها بالحطب فحسب.

وبنبرة تحدٍ، يشدد "لولح" أنهم في صراع مع المستوطنين على أشجار الزيتون، وخسرانها هو خسرانٌ للأرض، مؤكدًا تمسكهم بها حتى آخر نفس.

"صفر اليدين"

"عدنا صفر اليدين"، هذا ما قاله المزارع عبد السلام عواد من بلدة "عورتا" في حادثة مشابهة، بعد أن قُطعت جميع الأشجار بأرضه والبالغ عددهم 40 شجرة رومية، عند ذهابه لقطف الزيتون.

ويتابع، "هناك العديد من المزارعين الذين وجدوا أشجارهم مقطوعة، وأن عملية القطع تمت قبل شهور في ظل غياب أصحابها عنها"

وتعتبر هذه المرة هي الأولى التي يصل فيها عواد أرضه منذ سنتين، بعد منعه من دخولها العام الماضي كونه أسيراً سابقا.

ويتعرض الفلسطينيون في الضفة، لاعتداءات متكررة من المستوطنين والجيش الإسرائيلي، بهدف الضغط عليهم وتهجيرهم من أراضيهم.

وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية والقدس، يسكنون في 164 مستوطنة، و124 بؤرة استيطانية.