الساعة 00:00 م
الجمعة 17 مايو 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.68 جنيه إسترليني
5.21 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.02 يورو
3.7 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

نبيل خلف .. عائد من جحيم التعذيب فقد عائلته بمجزرة المعمداني

"شحادة".. هزمت "سرطانها" بــ"أكلاتها"

حجم الخط
تقرير7.jpg
آصال أبو طاقية - وكالة سند للأنباء

لم تسرِ الحياة كما كانت تُخطط لها، وفي لحظة لم تكن تتوقعها، في غمرة الفرح وسعادة زفاف ابنها، شعرت بشيء غير معتاد في جسدها، لتكتشف وجود كتلة أسفل صدرها، وكل الشك يأخذها إلى اتجاه واحد وهو "السرطان".

في عام 2009 اكتشفت السيدة هناء شحادة (61 عاماً)، بعد إجراءها لفحص مخبري، أنها مصابة بسرطان الثدي "ورم خبيث"، حينها وكأن صاعقة حلّت عليها وعلى عائلتها بأكملها، خطفت السعادة وأردت العائلة بأكملها في واد من الحزنٍ والحيرة والخشية.

بدأت هناء رحلة العلاج الذي امتدت لعام وأكثر، ترتاد المستشفيات، ومع كل مرة يسقط جزء من قلبها، ويزداد وجعها، لتقول عن تلك الفترة: "أصعب شيء في مرضي، وأقسى شيء في حياتي مررت فيه هو حين تعرضي للعلاج الكيماوي، الذي معه أصبحت أكره اسمه، ويرتجف جسمي حين سماعه، ولا أطيق تذكره مطلقاً".

"رحلة العلاج"
 

في تلك الرحلة، بدأت شحادة تعاني من ضعف في جسدها، وأصابها الهزل والتعب، وتساقط شعرها وحواجبها، "ولك أن تتخيلي كم من الصعوبة أن تفقد المرأة جزء من أنوثتها، حينها كرهت المرآة التي كنت أنظر من خلالها إلى نفسي، فأجدني إنسانة أخرى، لم أعرف نفسي تماماً"، كما تقول شحادة لـ "وكالة سند للأنباء".

فقط عون الله وحده وعون العائلة من مدّ يد الأمان لقلب شحادة، وربت على كتفها، وأخبرها أن القادم أجمل، وأن كل مُر سيمر، وهذا المر لا بد أن يمر، لكن سيمنحها القوة والإرادة من بعد ذلك، وأن هذا اختبار وسيمضي.

بعد أن تلقت شحادة العلاج الكيماوي، تعرضت لعلاج الإشعاع من بعده، وكان أقل ضرراً على نفسها وقلبها من سابقه، وبعد انتهاءه عادت شحادة من المستشفى إلى بيتها، تتلقفها عيون الناس من حولها، وفي نظراتهم حزن كبير وشفقة عليّ.

"لم تعجبني تلك النظرات، وراودني شعور سيء للغاية، حينها قررت أن أتقوى على ذلك الأمر وأتجاوزه بكل ما أوتيت من قوة، كي لا أستسلم إليه ويجرني إلى مربع لا أرغبه وهو الشعور بالعجز والاتكاء على الآخرين" كما توضح ضيفة "وكالة سند للأنباء".

وضعت الخطة، ومنحتها همتها، لتحيلها إلى مشروع بسيط عملي وسريع، فافتتحت مطبخاً منزلياً باسم "مأكولات الياسمين"، بدأت فيه بصنع الكعك والمعمول والمعجنات والكبة والمكدوس، فبارك الله خطوتها وأعانها حتى أصبح لديها العديد من الزبائن، ومريدي طعامها الطيب، والذي صنعت فيه كل شيء يرغبه الناس ويطلبونه منها.

تقرير3.jpg
 

تضيف شحادة: "سعيتُ كثيراً حتى وقفت على قدمي بنفسي، وتحديت كل أحاديث الناس من حولي، ومرضي الذي كنت أصارعه، وتعبي في المطبخ، حتى فتح ربي عليّ برزقٍ، كنت أحتاجه لأتمكن من خلاله تحمل تكاليف السفر لأجل علاجي في مستشفى المطلع بمدينة القدس، وكذلك توفير احتياجات عائلتي".

وتبين أن الدافع الأساسي الذي منحها القوة حتى أطلق عليها الكثيرون "قاهرة السرطان" هي نظرات أبناءها إليها التي كان يشغلون بالها، وقد أكل الحزن قلبهم عليها، فدخلت في تحدٍ مع المرض، كي أثبت لهم أنها بخير، وإلى جانبهم دائماً.

ألهمت شحادة التي تجاوزت وتحدت مرض "سرطان الثدي" الكثير من النساء اللواتي أصبن بذات المرض، ومنحتهم القوة على استكمال طريقهن، وعدم الاستسلام للمرض، فأصبحن يزرنها من أجل التعرف عليها عن قرب، والاستفادة من تجربتها لتجاوز تلك الفترة الصعبة، حتى أهلها ذلك لشغل منصب إدارة "جمعية العون والأمل لرعاية مرضي السرطان".

تقرير6.jpg
 

وتؤكد أن تجربتها مع مرض سرطان الثدي، لم تنتصر عليها، بل منحها الأمل الكبير في الحياة، داعيةً كل النساء إلى إجراء الفحص المبكر، كونه السبب الرئيسي في العلاج بشكل مبكر، وعليهن أن يتشجعن لإجرائه، والمرض ليس نهاية الحياة.

ودعت إلى ضرورة وأهمية توفير الدعم النفسي والاجتماعي للنساء اللواتي يصبن بمرض السرطان، لأنهن يحتجن لذلك كحاجتهن تماماً للعلاج الطبي، بل وأكثر، لما له من تأثير كبير في إعانتهن على تجاوز هذا الفترة بأقل الأضرار.

تقرير5.jpg
تقرير4.jpg
تقرير2.jpg
تقرير1.jpg
تقرير8.jpg