الساعة 00:00 م
الجمعة 26 ابريل 2024
22° القدس
21° رام الله
21° الخليل
25° غزة
4.76 جنيه إسترليني
5.37 دينار أردني
0.08 جنيه مصري
4.08 يورو
3.8 دولار أمريكي
4

الأكثر رواجا Trending

جيش الاحتلال يُعلن مقتل "رائد" شمال قطاع غزة

فلسطيني يحول موقعاً عسكرياً مدمراً إلى مسكن لعائلته النازحة

"محطة المعالجة"..هل أنهت مشكلة تلوث بحر غزة؟

حجم الخط
dji_0370.jpg.crdownload
خالد أبو الروس-وكالة سند للأنباء

وأخيراً أصبحت شواطئ قطاع غزة لا تصلها مياه عادمة ملوثة، بعدما كانت تصل إليها منذ سنوات، وذلك بفضل تشغيل محطة المعالجة المركزية شرق المحافظة الوسطى قبل عدة شهور.

فالمياه الملوثة التي كانت تضخ إلى البحر أصبحت الآن تضخ إلى المحطة التي أشرف بنك الائتمان الألماني على تمويلها عام 2016، ومن ثم معالجتها وضخها مرة أخرى باتجاه وادي غزة وصولًا إلى شاطئ البحر.

ورغم ذلك إلا أن مواقف وتقديرات الجهات المختصة تتباين بشأن انتهاء مشكلة التلوث بشكل نهائي؛ فوزارة الحكم المحلي تقول إن العمل بالمحطة ساهم بحل معضلة ضخ مياه الصرف مباشر إلى البحر.

في المقابل تؤكد سلطة جودة البيئة أن إعطاء حكم نهائي لذلك يحتاج لفحوصات دقيقة على الرغم من أن المياه أثناء سيرها في وادي غزة تتعرض لأشعة الشمس التي تساهم بتخفيف نسبة التلوث.

البحر خال من الملوثات

في هذا الصدد يقول مدير عام المشاريع في وزارة الحكم المحلي زهدي الغريز، إن مياه الصرف الصحي التي تضخ إلى واد غزة بعد إنشاء محطة المعالجة المركزية شرق مخيم البريج خالية تمًاما من الملوثات ويمكن استخدامها في الزراعة غير المثمرة.

ويؤكد "الغريز" أن شواطئ بحر قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب خالية تمامًا من مياه الصرف الصحي ولا تضخ إليه مياه الصرف الصحي الآن؛ حيث أن مياه الصرف تضخ إلى محطة المعالجة المركزية شرق مخيم البريج.

ويشدد على أن المياه الواصلة إلى البحر الآن هي مياه معالجة وليست مياه صرف صحي، موضحًا أن الجهة المخولة لإعطاء تقييم نهائي بأن البحر خالي من الملوثات هي سلطة جودة البيئة؛ حيث يلزم أن تقوم بإجراء فحوصات عاجلة لمياه البحر.

ويشدد لـ "وكالة سند للأنباء"، على أنه لا يوجد الآن أي كميات من مياه الصرف الصحي تضخ إلى البحر بالمطلق، بعدما كانت تضخ إليها بشكل كبير في السنوات الماضية.

ويؤكد "الغريز" أن وزارته تعمل على إنجاز مشاريع مماثلة لمحطات المعالجة المركزية من أجل استثمار المياه لاسيما وأن غزة تعيش أزمة مياه حادة الآن.

يقول: "لن نسمح بهدر المياه بعد الآن ونحن بحاجة لكل قطرة مياه لاستخدامها في الزراعة والاستهلاك المنزلي"، موضحًا أنه سيتم استخدام المياه المعالجة في سقاية الأشجار الغير المثمرة.

ويوضح أن محطة المعالجة المركزية شرق مخيم البريج تعمل على معالجة مياه الصرف الصحي من شهر مارس 2021 بكامل طاقتها، تضخ إليها مياه الصرف الصحي من كل المنطقة الوسطى.

"وتقدر الكميات من 25 إلى 30 ألف كوب يوميًا ومن بلدية غزة حيث تصل كمية غزة 35 ألف متر مكعب يوميًا ما مجموعه 60 ألف متر مكعب يوميًا"، حسبما ما يفيد "الغريز".

ويشير "الغريز" إلى أن المحطة تعالج 60 ألف متر مكعب من المياه العادمة وهذه المياه تنساب انسياب طبيعي من شرق مخيم البريج إلى الغرب حيث شارع الرشيد الساحلي حتى الوصول إلى المصب الرئيسي إلى البحر مباشرة.

ويؤكد أن المياه معالجة بلا رائحة بلا أي عوائق، مشددًا على أن المحطة المركزية إنجاز كبير لغزة.

بدايات المشروع

وأنشئت محطة المعالجة المركزية بتمويل من بنك الائتمان الألماني لإعادة التنمية (KFW) بتكلفة أكثر من 100 مليون دولار، والتي تعتمد على أحدث تكنولوجيا في عملية المعالجة.

وتعتمد بالأساس على توفير الطاقة الكهربائية من الغاز الحيوي الناتج عن عملية المعالجة، بالإضافة إلى إنشاء وحدة إنتاج الطاقة المتجددة عبر الخلايا الشمسية بقدرة 3.5 ميجاواط لتخدم ما يقارب من مليون مواطن في محافظتي غزة والوسطى.

وبدأت دولة ألمانيا بإنشاء محطة المعالجة شرق مخيم البريج في عام 2016، فيما تولت عمليات التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي من أجل إدخال المعدات اللازمة للإنشاء.

ويؤكد "الغريز" أن إنشاء المحطة استغرق وقتًا كبيرًا لاسيما وأن مثل هذا المشروع يتطلب إدخال معدات مخصصة له.

ويؤكد أن الطواقم المشرفة على المشروع عانت كثيرًا بسبب؛ الحصار المفروض على غزة ورفض الاحتلال الإسرائيلي إدخال المشاريع وقطع الغيار والأجهزة المتطورة لغزة.

ويشير إلى أن ذلك يتطلب التنسيق مع المنظمات الدولية من أجل الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإدخال المعدات اللازمة للمشروع فيما لا يزال هناك العديد من الأجهزة التي لم تدخل حتى الآن وهي مكملات مهمة.

وعبر عن أمله في أن يعود مجرى وادي غزة إلى وضعه في السنوات المقبلة كمحمية طبيعية تنشأ فيه الأعشاب، وتزينه الطيور كالبط والوز ويعود لسابقه عهده قبل 25 عامًا جميلًا.

قيد البحث والفحص

يقول مدير عام حماية البيئة في سلطة جودة البيئة بهاء الأغا إن هذا الأمر لا يزال قيد البحث والتقصي.

ويؤكد "الأغا" لـ "وكالة سند للأنباء" أنه لا توجد صورة دقيقة تعطي تصورًا حقيقيًا عن طبيعة المياه التي تصل إلى محطة المعالجة شرق البريج؛ حيث لم يقوموا حتى الآن بإجراء الفحوصات اللازمة في هذا السياق.

ويشدد "الأغا" أنه لا يمكن اعتبار الأمر أنه "آمن" في ظل أن كمية المياه التي تُضخ باتجاه محطة المعالجة تصل إلى 60 ألف كوب يوميًا وهو معدل كبير.

ويلفت إلى أن الوضع الحالي سيكون أفضل من السابق، "لكن ولأجل إعطاء حكم نهائي لابد وأن يتم إجراء فحوصات دقيقة".

"تقنية الأشعة فوق الحمراء"

ويشير إلى أن مياه الصرف الصحي حينما تدخل لمحطة المعالجة لا يوجد بها عملية تطهير للتلوث الميكروبيولوجي الذي يسبب تلوث البحر بسبب عدم وجود "تقنية الأشعة فوق الحمراء" (Ultra Violet).

ويرجع السبب إلى أن المحطة لا يتوفر بها حاليًا إمكانية لمعالجة المياه الملوثة؛ بسبب أنه لم يكون مطلوبًا في عملية التصميم منذ البداية أن تقوم بهذه الوظيفة.

وينوه إلى أن المياه الداخلة إلى محطة المعالجة هي مالحة ولا يمكن استخدامها في عمليات الزراعة والري، "ولا تستطيع المحطة معالجة ذلك وتحويلها إلى مياه صالحة للاستخدام".

في المقابل يوضح "الأغا" أن مياه الصرف الصحي التي تخرج من محطة المعالجة المركزية شرق مخيم البريج فإن هذه المياه تمر على طول مجرى وادي غزة قبل وصولها إلى البحر بمسافة 9 كيلو.

يقول: يساعد مرورها في المجرى على إجراء تطهير إضافي من التلوث الميكروبيولوجي بسبب؛ وجود أشعة الشمس والهواء.

ويشير إلى أنه يحدث فرق ما بين دخولها للمحطة وخروجها حيث ينخفض عدد ملوثات الميكروبيولوجي لحوالي صفرين، لكنه من المؤكد أن التلوث لا ينتهي كليًا "وهذا يحتاج لفحص".

عملية التطهير مكلفة

يؤكد أن عملية تطهير الملوثات مكلفة وتحتاج إلى أجهزة متطورة وهي غير موجودة في غزة إلا بمحطة المعالجة في منطقة "الفخاري" بخانيونس جنوب قطاع غزة.

يشير إلى أن محطة الفخاري تعمل على 25 ألف متر مكعب يوميًا في اليوم حاليًا، حيث يقومون بترشيح المياه في أحواض ترشيح مخصصة وتنزيلها في الخزان الجوفي.

بحسب "الأغا" فإن عمليات تطهير المياه تحدث عبر استخدام تقنية الأشعة فوق الحمراء (Ultra Violet) وهو ما يتوفر في محطات أخرى.

ووفق "الأغا" فإن الأشعة فوق الحمراء حتى تستطيع أن تقتل التلوث ميكروبيولوجي فمن اللازم أن يكون مستوى المعالجة متطور، وهو ما لا يتوفر بمحطة المعالجة المركزية.