بينما تتوسع دولة الاحتلال في علاقاتها التطبيعية مع دول عربية تنشط أدواتها التنفيذية في إخراج مشاريع بسط سيادتها على الضفة الغربية للعلن على نار هادئة.
فالإعلانات السياسية المتواترة التي تتناغم مع خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والتي ترتكز على تقديم تسهيلات اقتصادية لإنهاء أي أمل بقيام دولة في الضفة باتت في حكم المستحيل، وفقًا لمراقبين.
محطة مركزية
رئيس مستوطنات شمال الضفة يوسي دوغان المثيرة للجدل أطلق عبر صفحته إعلانا بتدشين محطة مركزية للمواصلات في شمال الضفة الغربية بتكلفة ٤٠ مليون شيقل.
ويعدُّ هذا الإعلان خطوةً كبيرة على طريق الرؤية بوصول مستوطني شمال الضفة لمليون مستوطن.
جزء من الدولة
ويقول الباحث بمركز أبحاث الأراضي رائد موقدي، إن الخطة التي بدأ تنفيذها ووضع حجر أساسها قرب حاجز زعترة جنوب نابلس بدأت أوائل شهر مايو الماضي.
ويؤكد "موقدي" خلال حديثه مع "وكالة سند للأنباء"، أن المشروع يمثل اعترافًا من حكومة الاحتلال وصناع القرار فيها بأن المنطقة الخاضعة للمشروع الضخم جزء من الدولة.
وحسب "داغان" فإن المشروع في مراحله النهائية وتقع نواته قرب تقاطع رحاليم جنوبي نابلس، وسيحتوي على أكثر من ٣٠٠ موقف حافلة ومنطقة تشغيلية ومحطة وقود ومغسلة ومباني مكاتب هدفها تحسين وسائل النقل للمستوطنين في شمال الضفة.
ويقع مسار الحافلات ومخططاته من معبر رأس العين كفر قاسم غربًا في قلب الداخل تسافر الحافلات يوميا من الشمال للجنوب ووادي الأردن وتل أبيب وما يسمى مدن غوش دان.
تقسيم الضفة لمعازل
ويرى المختص بالشأن الإسرائيلي ياسر مناع في حديث لـ "وكالة سند للأنباء"، أن المشروع الجديد واحد من مخطط كبير منذ سنوات يقضي بتقسيم الضفة الغربية وتحويلها لمعازل، وربط مفاصل المخطط بالداخل.
ويرى "مناع" أن المخطط إكمال لخطة نجوم شارون السبعة الاستيطانية بربط محاور خط الهدنة بشقيها معا؛ ما يُحدث صعوبة التفكيك على جانبي الخط الأخضر.
ويشير إلى أن هذه المخططات بمثابة "فصل للمدن الفلسطينية عن بعضها وتحويلها لمعازل، وتطبيق المخطط السياسي والسيادي الإسرائيلي بتحويل الوجود الفلسطيني لروابط للمدن دون سيادة وتواصل جغرافي".
تفريخ المخطط
ويشدد "موقدي" على أن المخطط الأخير حيوي في كلا الاتجاهات؛ لأن عصب الاستيطان هو شبكة المواصلات والتنقل السريع.
ويشير لتفريخ المخطط الأخيرة وضمن تفرعاته في مستوطنة تفوح المطلة على حاجز زعترة بتنفيذ مدارس دينية وكلية توراتية ومباني للعبادة، فيما مخطط اكبر مقبرة يهودية يقع غربي بلدة الزاوية بمحافظة سلفيت.
ويكشف "موقدي" عن وجود مخطط لنقل العمال الفلسطينيين ضمن حافلات منفصلة عن المستوطنين، ما يعطي سرعة وصول الأيدي العاملة لمواقع التشغيل المختلفة داخل دولة الاحتلال ومستوطناته.
